الإثنين  06 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نحن أبناء دمنا.. أحمد زكارنة

2014-07-27 01:55:22 AM
نحن أبناء دمنا.. أحمد زكارنة
أحمد زكارنة

تجليات.

الساعة الآن تمام التجاذبات الدولية والإقليمية على حساب دمنا.

 
عزيزي القارئ، هذا المقال وغيره ممن يبحث عن استراتيجية مواجهة موحدة، يمكن أن يكون قاعدة يبنى عليها، وأيضاً يمكن، كما غيره، وكأنه لم يكن، القرار يعود لك أولاً، ومن ثم لكل دعاة القيادة السياسية والميدانية في هذه اللحظات الحرجة التي نمر بها كشعب وقضية.
 
ما من أحد على سطح هذه المعمورة يعمل لصالح غيره دون مقابل، سواء وجدنا أنفسنا وهذا المقابل على مسافة مقبولة من مصلحتنا، أو كان بعيداً عنها بُعد القول عن الفعل، المهم في الأمر ما الذي سيتحقق بعد هذا الثمن الغالي من التضحيات، وهو ما يدفعنا لطرح سؤال البحث عن مبادرة تتوائم وما نريد في خطوطها العامة، وليس شرطاً أن تتوائم وكل مطالبنا.
 
هنا نتوقف أمام تسابق عدد من الأنظمة العربية والإقليمية، لالتقاط زمام المبادرة واختطاف قرارنا، لنتساءل، ماذا عنا ونحن من يتجرع وحشية العصا، لا من نعدها، كمن يبحثون لهم عن دور في هذه العاصمة أو تلك؟ لا لسود عيون شعب فلسطين وأطفاله وشيوخه ونسائه، وإنما لإيجاد دور له في المنطقة، وتصفية حسابات لا علاقة لنا بها.
 
إن عذابات أطفالنا وأخوتنا وأهلنا في غزة، لا تنتظر منا ولا من غيرنا التنظير على مأساتهم، كما أنها حتماً ترفض أن يرتهن قرارنا بلعبة أمم قذرة في أحسن الأحوال. كما هي تخوفات القائد الوحدوي المحترم، زياد نخالة، وذلك لأننا كما أهل غزة لم ندخل هذه المواجهة بنية التعدي على الآخر، وإنما بإرداة البحث الدؤوب عن الحرية المسلوبة من هذا الآخر المغتصب لأرضنا ومقدراتنا، وهناك فارق شاسع بين مناجاة الموت، والبحث الدائم عن الحياة. وشعبنا في غزة، كما في الضفة والداخل والخارج، ورغم رائحة الدم والبارود يبحث عن الحياة. 
 
ولكن كي ننعم بالحياة الكريمة والحرية والاستقلال، علينا أولاً أن نبني استراتيجية موحدة نواجه بها هذا المحتل الغاصب والمتساوقين معه، والداعمين له من صناع ما يسمى بـ "القانون الدولي"، و"القانون الإنساني"، وهما الغائبان الدائمان عن كل إجرام صهيوني مدعوم بالمال والسلاح من الإدارات الأمريكية المتعاقبة وحلفائها حول العالم.
 
وأول بنود هذه الاستراتيجية، يجب أن يكون درعاً حامياً لقرارنا الداخلي، وإن كنا نعي تماماً حاجتنا كما غيرنا لكل تنسيق دولي وإقليمي في المواقف، ولكن على ألا يُخطف قرارنا لصالح تحقيق مصالح غيرنا أولاً وعاشراً، ومن ثم الالتفات لمصلحة شعبنا وقضيتنا.
 
ومن ثم علينا أن نتوقف فوراً عن كافة أشكال المناكفات الفصائلية البغضية فيما بيننا، وليكن لنا في سياسة حركة الجهاد الإسلامي، قدوة حسنة، وخاصة نائب أمينها العام السيد: زياد نخالة.
 
علينا الانتباه إلى أن أمريكا وحلفائها في المنطقة، لم يحلقوا حول العالم بأكمله للحط في باريس أو غيرها، للبحث عن مبادرة تأتي بالحق الفلسطيني، وإنما لخلق مبادرة تنقذ تهاوي المحتل الصهيوني، أمام الضربات الفلسطينية الموجهة له من كل حدب وصوب، ليس فقط من المقاومة المسلحة في غزة، وإنما أيضاً من انتفاضة شعبنا في الضفة واشتباكه المباشر معه، وكذلك انتفاضة أهلنا في داخل فلسطين المحتلة عام 48، وعليه وجب أن نوحد سياسة تعاطينا مع كل ما يأتينا من هذه الإدارة المنحازة بكامل مواقفها إلى جانب المحتل الغاصب، وما أدل على هشاشة ما خرج به ما يسمى بـ"مؤتمر باريس" ولا كذب وخداع ما ننجر إليه من إنجاز تهدئة تلو أخرى، بداعي الإنسانية، ولا أدري عن أي إنسانية يتحدث "بان كي مون" وحلفاؤه، ومجلس أممه يتفرج على دمنا منذ أكثر من عشرين يوماً، حين بدأ الاعتداء علينا في ضفتنا الثائرة وصولاً إلى العدوان على غزتنا المقاومة، كما تفرجوا علينا لأكثر من ستة عقود هي تاريخ نكبتنا.
 
أيها السادة، ودون لغة التورية من هذا الطرف أو ذاك، لنتذكر جميعاً مقولة: "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، فلنحترم دماء شهدائنا وجرحانا ولنقلها كلمة واحدة موحدة: إننا رغم الألم والجراح، لن نتساوق وتغييب دور أحد منا، أو الالتفاف على دور مؤسسة أو جهة بنيناها بدمائنا لا بدماء من يدعون أنهم إلى جوارنا، وأقصد هنا "منظمة التحرير" والتي نحن بحاجة لإعادة هيكلتها، لا قتلها وكأنها رغم كل تضحياتها ودماء شهدائها، لم تكن، علينا أن نؤكد أننا لن نبحث عن غنائم فصائلية ضيقة على حساب وحدتنا، وإنما سنعلنها وحدة وطنية مرة واحدة وإلى الأبد، على قاعدة أننا أبناء دمنا، ودم شهدائنا.