الحدث العربي الدولي
التقى وفد من حزب “المساواة وديموقراطية الشعوب” المؤيد للأكراد السبت مؤسّس حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان الذي يمضي عقوبة السجن مدى الحياة في الحبس الانفرادي، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 10 سنوات.
وقال مصدر في الحزب إنّ الوفد توجّه إلى السجن في الصباح للقاء أوجلان، رافضا لدواع أمنية توضيح كيفية انتقاله إلى جزيرة إمرالي حيث يقع السجن.
وكانت وزارة العدل التركية وافقت على طلب تقدّم به حزب المساواة وديموقراطية الشعوب بهذا الشأن، بحسب ما أفادت السلطات والحزب الجمعة.
وتألف وفد الحزب من اثنين من النواب هما سيري سوريا أوندر وبرفين بولدان.
وقال الرئيس المشارك للحزب تونجر باكيرهان إنه يأمل في أن تفتح المحادثات مع أوجلان “عهدا جديدا” لتسوية ديموقراطية للمشكلة الكردية.
وصرح لصحافيين في منطقة أولوديري القريبة من الحدود العراقية “فيما أتحدث هنا، يجتمع وفدنا حاليا مع عبدالله أوجلان في إمرالي. نعتقد أنّ هذا أمر مهمّ”.
– “يجب أن يكون الباب مفتوحا” –
وكان باكيرهان يحضر فعالية إحياء لذكرى مقتل 34 مدنيا عام 2011 في غارة جوية تركية، في حادثة أطلق عليها “مذبحة أولوديري أو روبوسكي”.
وقال “باب إمرالي يجب أن يكون مفتوحا”، مضيفا “آمل أن تمكن المحادثات هناك من حل المشكلة الكردية بوسائل ديموقراطية وعلى أساس ديموقراطي”.
ويقبع أوجلان في سجن قرب اسطنبول منذ 25 عاما. واعتقل عام 1999، ويمضي منذ ذلك الحين عقوبة السجن مدى الحياة بدون إمكان الإفراج المشروط في سجن جزيرة إمرالي قبالة سواحل المدينة.
وفي تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت عائلة أوجلان أن السلطات سمحت لها بزيارته للمرة الأولى منذ آذار/مارس 2020.
وإثر عودة الوفد من السجن، قال الحزب إنّه سيصدر بيانا الأحد يتناول فيه فحوى المحادثات مع أوجلان.
وحزب العمال الكردستاني مصنّف منظمة إرهابية في تركيا وفي الدول الغربية الحليفة لها، بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
– “فرصة تاريخية”-
تأتي زيارة حزب المساواة وديموقراطية الشعوب بعد شهرين من قيام دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية التركية اليميني المتشدد والمعادي لحزب العمال الكردستاني والمنضوي في الائتلاف الحاكم، بدعوة أوجلان للحضور إلى البرلمان لإعلان حل
حزب العمال، مقابل إطلاق سراحه. ويلقى ذلك دعم الرئيس رجب طيب إردوغان.
وأيد إردوغان هذه الدعوة غير المسبوقة باعتبارها “فرصة تاريخية”.
وقال في تشرين الأول/اكتوبر “إخواني الأكراد الأعزاء، نتوقع منكم أن تمسكوا بقوة بيد (بهجلي) الممدودة بصدق”، وحثهم على الانضمام إلى الجهود الرامية إلى بناء ما سماه “قرن تركيا”.
وأعلن حزب العمال الكردستاني الجمعة مسؤوليته عن هجوم في تشرين الاول/اكتوبر استهدف مقر الشركة التركية لصناعات الفضاء قرب أنقرة وأسفر عن سقوط خمسة قتلى. وأدى هذا الأمر إلى تأخير موافقة الحكومة على طلب الزيارة.
أوقف أوجلان في 15 شباط/فبراير 1999 في نيروبي إثر عملية لقوات الأمن التركية بعدما أمضى سنوات هاربا. ونقل إلى تركيا حيث جرت محاكمته وصدر حكم بإعدامه.
ورغم عدم تنفيذ الحكم بحقه بعدما ألغت تركيا عقوبة الإعدام عام 2004، أمضى بقية حياته في عزلة داخل زنزانة في سجن جزيرة إمرالي في بحر مرمرة جنوب اسطنبول. والعديد من الأكراد يرونه بطلا.
أسس أوجلان (75 عاما) حزب العمال الكردستاني الذي قاد تمردا أودى بعشرات آلاف الأشخاص في ظل سعيه لنيل الاستقلال.
وانخرط أوجلان لسنوات حتى العام 2015، في محادثات مع السلطات، عندما دعا إردوغان، وكان آنذاك رئيسا للوزراء، إلى ايجاد حل لما يُطلق عليه غالبا “المشكلة الكردية” في تركيا.
وانهارت عملية السلام والهدنة في عام 2015 ما أدى إلى تجدد العنف، خصوصا في جنوب شرق البلاد ذي الغالبية الكردية.
وتأتي مبادرة الحكومة التركية حيال أوجلان بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد في 8 كانون الاول/ديسمبر إثر هجوم غير مسبوق للفصائل المعارضة.
وتستهدف تركيا بانتظام المقاتلين الأكراد في شمال سوريا والعراق.
من جهته، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن السبت إنّه “لا يمكن السماح لمنظمة حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب الإرهابية بالاحتماء في سوريا”، بحسب ما أعلنت أنقرة.
كما قال فيدان لبلينكن إن أنقرة تدعم جهود الإدارة الجديدة في سوريا “لضمان وحدة وأمن الأراضي” السورية، وفق المصدر نفسه.