الحدث العربي الدولي
كشف ويليام بيرنز، الرئيس المنتهية ولايته لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، تفاصيل جديدة حول المفاوضات المعقدة التي أفضت إلى صفقة تبادل الأسرى، مؤكدًا أنه خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية أجرى مكالمات يومية مع رئيس الموساد دادي برنيع ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في محاولة لإحداث اختراق في المفاوضات. في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، وصف بيرنز هذه المفاوضات بأنها "الأصعب" في مسيرته المهنية، مشيرًا إلى أنها توقفت مرتين بشكل كامل قبل أن يتم استئنافها.
وأوضح أن التحديات لم تكن تقنية فقط، بل حملت أبعادًا إنسانية عميقة، حيث شملت قضايا أسرى وعائلاتهم، إلى جانب المدنيين الذين عانوا أوضاعًا مأساوية في غزة. وقال: "الأمر تجاوز النصوص المكتوبة إلى محادثات تتعلق بأشخاص حقيقيين وحياتهم المهددة".
منذ 7 أكتوبر، أجرى بيرنز 19 زيارة إلى المنطقة للتوسط في قضية الأسرى والحرب في غزة. ورغم الجهود المكثفة، بدت المفاوضات حتى هذا الأسبوع على وشك الفشل. غير أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه أفضى إلى تحرير أسرى مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، بالإضافة إلى تقديم مساعدات إنسانية وانسحاب جزئي لقوات الاحتلال الإسرائيلي. وأُرجِئت الملفات الأكثر تعقيدًا إلى مراحل تفاوضية لاحقة.
بيرنز يرى أن السؤال الأهم أمام إسرائيل اليوم هو كيفية تحويل الإنجازات التكتيكية ضد إيران وحزب الله إلى مكاسب استراتيجية. وأكد أن وقف إطلاق النار وتحرير الأسرى يمثلان خطوات أساسية نحو هذا الهدف.
وفي أول ظهور له بعد تنصيبه رئيسًا، ألقى دونالد ترامب خطابًا في قاعة "كابيتال وان" بواشنطن، حيث استقبل على المنصة بعض الأسرى الإسرائيليين الذين أفرج عنهم وعائلاتهم. ورغم احتفائه بالصفقة، أبدى ترامب شكوكه بشأن إمكانية استكمال جميع مراحلها، قائلاً: "لست متأكدًا".
وأضاف ترامب في خطابه: "لقد انتصرنا، ولكن المهمة الحقيقية تبدأ الآن. يجب أن نعيد الجميع إلى ديارهم". كما أشار إلى أسرى تم تحريرهم قبل يومين، موجهًا رسالة عاطفية لهم ولعائلاتهم.
وخاطب ترامب عائلات الأسرى الإسرائيليين قائلًا: "ستكونون سعداء جدًا. سنوقف الحروب". وأكد أنه لو كان رئيسًا في 7 أكتوبر لما حدث الهجوم، مضيفًا: "إيران كانت ستفلس، ولم تكن لتتمكن من تمويل حماس أو حزب الله".
في سياق خطابه، أكد ترامب على التزامه بتحقيق سلام في الشرق الأوسط، معتبرًا تحرير الأسرى مثالًا على قدرته على التعامل مع الملفات الصعبة. فيما تحدث مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قائلًا: "الرئيس وضع سياسة واضحة لتحقيق شرق أوسط مزدهر. سنثبت أن المستحيل يمكن تحقيقه".