الجمعة  16 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مهلة ترامب تخلق أزمة لنتنياهو

2025-02-12 08:26:30 AM
مهلة ترامب تخلق أزمة لنتنياهو
ترامب ونتنياهو

الحدث العربي الدولي

شكّك الرئيس الأميركي دونالد ترامب في نية حركة حماس الالتزام بالمهلة المحددة للإفراج عن جميع الأسرى المحتجزين لديها بحلول ظهر السبت.

جاء ذلك بعد أقل من 24 ساعة على إعلانه المهلة النهائية للحركة، حيث قال ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض جمعه بملك الأردن عبد الله الثاني: "هناك أسرى محتجزون، لكن لا أحد يعرف مكانهم. شخصيًا، لا أعتقد أنهم سيلتزمون بالمهلة، فهم يسعون لإظهار موقف متصلب."

وعند سؤاله عمّا إذا كان هذا الشرط قد يعرقل مفاوضات السلام الإقليمية، أجاب ترامب: "لا، هذا ليس وضعًا معقدًا. خلال حياتي، تعلمت أن المتنمر هو أضعف شخص، وحماس مجرد مجموعة من المتنمرين."

في الوقت الذي أطلق فيه ترامب إنذاره النهائي، بدا أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه صعوبة في تبني موقف حاسم، إذ صدرت عنه وحكومته رسائل متناقضة. عقب اجتماع مطول استمر أربع ساعات لمجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينت)، وُجّه الوزراء بعدم الإدلاء بأي تصريحات حول غزة في هذه المرحلة.

لكن بعد فترة وجيزة، بدأت التسريبات الإعلامية تنقل تصريحات عن "مصدر سياسي" تشير إلى أن جميع أعضاء الكابينت أيدوا مطلب ترامب بالإفراج عن جميع الأسرى بحلول ظهر السبت. كما أكد المصدر أن نتنياهو أصدر أوامره بتعزيز قوات جيش الاحتلال في قطاع غزة ومحيطه، استعدادًا لأي سيناريو محتمل في حال لم تلتزم حماس بالإفراج عن الأسرى.

بعد نحو ساعة، صدرت تصريحات أكثر حدة من المصدر نفسه، معلنة تعليق المفاوضات مع حماس بسبب "إخلالها بالاتفاق". وأضاف المصدر: "لن يكون هناك تقدم في تنفيذ الاتفاق أو التفاوض على المرحلة الثانية ما لم يتم الإفراج عن جميع الأسرى." وأوضح أن الحكومة تتوقع الإفراج عن تسعة أسرى خلال أيام.

لاحقًا، خرج نتنياهو بنفسه في تسجيل مصوّر، أكد فيه على تعزيز القوات العسكرية في غزة، مشيدًا بإنذار ترامب، وأعلن بوضوح: "إذا لم تعُد أسرانا بحلول ظهر السبت، فإن وقف إطلاق النار سينتهي، وسنعود إلى القتال بكامل قوتنا حتى تحقيق الحسم الكامل ضد حماس."

التصريحات التصعيدية لم تقتصر على نتنياهو، إذ سارع وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش إلى نشر تهديده الخاص، مخاطبًا نتنياهو بقوله: "أبلغ حماس أن وقت المناورات انتهى. إما أن تُفرج عن الأسرى أو سنفتح عليها أبواب الجحيم. لن يكون هناك كهرباء، لا مياه، لا وقود، ولا مساعدات إنسانية، فقط نيران طائراتنا ومدفعيتنا ودباباتنا." كما دعا إلى فرض السيادة الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكدًا أن "هذا هو الثمن الذي يفهمه العدو."

لكن بعد أقل من ساعة على تهديدات سموتريتش، صدر تصريح جديد عن "مسؤول إسرائيلي رفيع" أكد فيه أن حكومة الاحتلال تتماشى مع موقف ترامب، قائلًا: "رئيس الوزراء والكابينت ملتزمون بإنذار الرئيس الأميركي، بمعنى أن جميع الأسرى يجب أن يتم إطلاق سراحهم يوم السبت."

على الرغم من وضوح هذه التصريحات، إلا أنها لم تُنسب رسميًا إلى نتنياهو، مما يعكس استمرار الغموض في الموقف الإسرائيلي. فحتى اللحظة، لم تصدر منه أي مطالبة صريحة وعلنية بإطلاق سراح جميع الأسرى السبت، ما يشير إلى أن "إسرائيل" لا تزال تترك الباب مفتوحًا لمواصلة تنفيذ الصفقة وفق مراحلها المتفق عليها.

في المقابل، لم تُصدر حماس أي تراجع عن موقفها، حيث أكدت في بيان رسمي مساء أمس أنها لا تزال ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم بوساطة مصرية وقطرية وأميركية، مشيرة إلى أن "إسرائيل هي الطرف الذي لم يلتزم بتعهداته، وهي تتحمل المسؤولية عن أي تصعيد أو تأخير."

في ظل هذه التطورات، تتزايد التقديرات بأن "إسرائيل" قد تعود إلى القتال إذا لم تلتزم حماس بالمهلة المحددة، وذلك تماشيًا مع تصريحات ترامب. ومن المتوقع عقد اجتماع أمني لتقييم الموقف، وسط تصاعد الضغوط على نتنياهو من اليمين الإسرائيلي.

ويشير محللون إلى أن تصريحات ترامب وضعت نتنياهو في موقف صعب، حيث بات يتعرض لضغوط مكثفة من شخصيات يمينية مثل إيتمار بن غفير وسموتريتش، الذين يستغلون الفرصة للمطالبة بموقف أكثر تشددًا.

كما يقول بعض المسؤولين إن التسريبات الإعلامية المتضاربة جاءت نتيجة "الضغط الشديد من اليمين"، مما يعكس الانقسام داخل الحكومة بشأن كيفية التعامل مع الأزمة.