الإثنين  23 حزيران 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث| أبرز الطائرات المسيرة الإيرانية.. ما مدى قدرتها على ضرب هدف دقيق في "إسرائيل"؟

2025-06-21 11:53:16 AM
متابعة الحدث| أبرز الطائرات المسيرة الإيرانية.. ما مدى قدرتها على ضرب هدف دقيق في
طائرات مسيّرة إيرانية

متابعة الحدث

استطاعت عدة طائرات مسيرة إيرانية منذ صباح اليوم من ضرب أهداف شمال وجنوب فلسطين، وهو مشهد كان متوقعا في حال اندلاع مواجهة بين "إسرائيل" وإيران، فقد عملت الأخيرة منذ سنوات، بصمت وتصميم على بناء ما يُعرف اليوم بأحد أكبر أساطيل الطائرات المسيّرة تطورًا وانتشارًا في الشرق الأوسط، حتى أصبحت هذه الطائرات أداة مركزية في العقيدة العسكرية الإيرانية، وسلاحًا استراتيجيًا يربك خصومها ويعيد تشكيل معادلات الردع الإقليمي. 
أبرز الطائرات المسيّرة الإيرانية، وأكثرها شهرة في السنوات الأخيرة، هي “شاهد-136”، الطائرة الانتحارية الصغيرة التي نجحت في إرباك أنظمة الدفاع الجوي في أكثر من جبهة. بمدى يصل إلى 2000 كيلومتر، تستطيع “شاهد-136” الانطلاق من غرب العراق أو سوريا وضرب أهداف إسرائيلية بدقة. وقد باتت معروفة عالميًا بعد استخدامها في أوكرانيا، وأصبحت مثالًا على فعالية “الدرون الرخيص ذو التأثير الكبير”.
إلى جانبها، تبرز “شاهد-129”، وهي طائرة هجومية استطلاعية تشبه في تصميمها الـ MQ-1 الأمريكية. تستطيع هذه المسيّرة التحليق لآلاف الكيلومترات، وتنفيذ ضربات بصواريخ موجهة، وقد تم رصدها في سوريا والعراق. وتشكل خيارًا هجوميًا متوسط الكلفة والفعالية ضد الأهداف الثابتة وشبه المتحركة.
أما “كمان-22”، فهي المسيّرة الإيرانية الأضخم والأكثر تطورًا من حيث الحمولة والمدى. قادرة على قطع أكثر من 3000 كيلومتر، ومزودة بأنظمة توجيه متقدمة، صُمّمت لتكون الرد الإيراني على الدرون الأمريكي MQ-9 Reaper. وبإمكانها تنفيذ ضربات من عمق الأراضي الإيرانية إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ضمن هذا السياق، لا يمكن تجاهل “فطرس”، الطائرة الاستراتيجية التي تتميز بمدى يتجاوز 2000 كيلومتر، وقدرة على حمل قنابل ذكية موجهة. تمثل هذه الطائرة خيارًا مرنًا لمهام الاستطلاع والضرب، وتعد من الأدوات الهجومية التي يمكن لإيران أن تستخدمها في التصعيد الجاري مع “إسرائيل”.
في الوقت نفسه، تعمل إيران على تحسين طائراتها الأصغر مثل “مهاجر-6” و”أبابيل-5”، والتي رغم أنها ذات مدى أقصر (300 إلى 500 كيلومتر)، فإن نشرها في سوريا أو جنوب لبنان يجعلها قادرة على الوصول إلى عمق الأراضي الفلسطينية. هذه الطائرات تُستخدم حاليًا بكثافة في ساحات كاليمن والعراق، وقد جرى رصدها في أيدي جماعات حليفة لطهران.
أما النسخ الأحدث مثل “شاهد-191”، فهي طائرات شبحية هجومية ذات تصميم مستنسخ من الدرون الأمريكي RQ-170 الذي استولت عليه إيران عام 2011. تتميز بقدرتها على التسلل دون رصد راداري، وحمل قنابل دقيقة، ومدى يتجاوز 1500 كيلومتر، ما يجعلها تهديدًا جديًا لكل القواعد والمنشآت الاستراتيجية داخل فلسطين المحتلة.
أما “شاهد-149 غزة”، التي سُميت دعمًا للمقاومة الفلسطينية. تتمتع هذه المسيّرة بقدرات هجومية بعيدة المدى وحمولة ثقيلة من الذخائر الدقيقة، وقدرات استطلاع إلكتروني.
من الطائرات التي أثارت الجدل أيضًا “أراش-2”، وهي طائرة انتحارية طويلة المدى صُممت — وفق التصريحات الإيرانية — خصيصًا لضرب “تل أبيب” و”حيفا”. مدى هذه الطائرة يتجاوز 2000 كيلومتر، وتُعتبر من أوراق إيران الرادعة.
القلق الإسرائيلي من هذه المسيّرات لا ينبع فقط من قدراتها، بل من طريقة نشرها. فإيران لا تعتمد على قواعدها داخل حدودها فقط، بل على شبكة واسعة من الحلفاء والجبهات التي تمتد من اليمن إلى لبنان، ما يعني أن الطائرات ذات المدى القصير يمكن تحويلها إلى تهديد مباشر بمجرد تمركزها في مكان مناسب.
وفي أكثر من مناسبة، أثبتت إيران أنها قادرة على استخدام هذه المسيّرات فعليًا ضد أهداف إسرائيلية، خصوصا في المواجهة الحالية، وكذلك في أكتوبر الماضي، وفي أبريل 2024، حين أطلقت عشرات المسيّرات من الأراضي الإيرانية والعراقية والسورية نحو عمق فلسطين المحتلة.
تعمل “إسرائيل” على تطوير أنظمة دفاع متقدمة مثل “القبة الحديدية” و”حيتس” و”مقلاع داوود”، لكن كل هذه الأنظمة مكلفة، ويصعب عليها التعامل مع هجمات مكثفة ومتشعبة من طائرات انتحارية رخيصة تُطلق في آن واحد من عدة جبهات. وهذا بالضبط ما تسعى إيران إلى تحقيقه: إنهاك الردع الإسرائيلي، عبر حرب استنزاف ذكية ومنخفضة الكلفة.