الحدث العربي والدولي
يعقد وزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال رون ديرمر، يوم الخميس، اجتماعا جديدا في العاصمة الأذربيجانية باكو، ضمن سلسلة لقاءات تُعقد بضغط من الإدارة الأمريكية، وتهدف إلى تسريع تفاهمات أمنية دون التوصل إلى اتفاق تطبيع شامل، وفق ما أفاد مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس.
وأوضح المصدر أن اللقاء سيركز بشكل رئيسي على "الوضع الأمني، خصوصا في جنوب سوريا"، في ظل تصاعد التوتر بعد سلسلة من الغارات والتوغلات التي نفذها الاحتلال خلال الأشهر الماضية.
وفي تقرير نشرته رويترز نقلا عن أربعة مصادر مطلعة، فإن واشنطن تسعى لإحراز تقدم ملموس في المفاوضات قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية الشهر الجاري، ليتمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الإعلان عن "اختراق دبلوماسي" جديد ضمن أجندته السياسية.
ووفق تسعة مصادر تحدثت إليها رويترز، من ضمنهم مسؤولون سوريون واستخباراتيون وممثلون عن الاحتلال، فإن دمشق تطالب بانسحاب قوات الاحتلال من المناطق التي احتُلت مؤخرا، وبتفعيل المنطقة العازلة منزوعة السلاح وفق اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974، إضافة إلى وقف الغارات الجوية.
لكن المحادثات لا تتطرق إلى هضبة الجولان السورية المحتلة منذ 1967، والتي يُرجح تأجيل بحثها إلى مراحل لاحقة، بحسب مصدر سوري مطلع على سير المفاوضات.
من جانبه، قال مصدر أمني في حكومة الاحتلال إن هذه المفاوضات "شخصية بالنسبة لترامب"، لكنه أشار إلى أن "الاحتلال لا يقدم الكثير"، في ظل تحفظات على تقديم تنازلات ميدانية، رغم الضغوط الأمريكية.
ورفض مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، التعليق على طلبات وكالة رويترز، بينما اكتفت الخارجية الأمريكية بالقول إنها "تدعم أي جهود لتحقيق السلام والاستقرار بين سوريا والاحتلال وجيرانهما"، دون الإشارة إلى نية للإعلان عن اتفاق خلال الجمعية العامة.
بحسب رويترز، فإن حكومة الاحتلال اقترحت انسحابا جزئيا من جنوب سوريا مقابل تخلي دمشق عن المطالبة بالجولان، لكن الرد السوري كان حاسما بالرفض. ونقل أحد المصادر عن الرئيس الانتقالي أحمد الشرع قوله إن التنازل عن الجولان "يمثل نهاية لحكمه"، مشددا على التمسك بخطوط وقف إطلاق النار لعام 1974 كأساس لأي اتفاق.
على الأرض، تستمر التوغلات المتكررة لقوات الاحتلال في الجنوب السوري، في وقت تتحاشى فيه القوات السورية المواجهة المباشرة. ويستخدم جيش الاحتلال جبل الشيخ كموقع مراقبة استراتيجي، وقد أكد مسؤولون في حكومة الاحتلال رفضهم التخلي عنه.
وتأتي هذه التطورات في وقت لا تزال فيه الأوضاع في الجنوب السوري متوترة، خاصة في محافظة السويداء، التي شهدت خلال الأشهر الماضية مواجهات داخلية وتدخلا مباشرا من جيش النظام السوري، ما دفع الاحتلال إلى تنفيذ ضربات جوية طالت مواقع رسمية في دمشق.
ورغم تكثيف الجهود الدبلوماسية والضغوط الأمريكية، إلا أن غياب الثقة المتبادل واستبعاد الملفات الكبرى من جدول المفاوضات، خاصة قضية الجولان، يجعلان من التوصل إلى اتفاق شامل في المدى القريب أمرا مستبعدا، وفق تقييمات دبلوماسية غربية.