الخميس 18 أيلول 2025
الحدث الصحي
يشهد التدخين الإلكتروني انتشارا واسعا في مختلف دول العالم، خاصة بين الشباب والمراهقين، الذين يرون فيه بديلا أقل ضررا من السجائر التقليدية أو وسيلة للمساعدة على الإقلاع عن التدخين.
لكن الدراسات الحديثة بدأت تكشف عن آثار سلبية خطيرة لهذا النوع من التدخين على الرئتين والقلب والأوعية الدموية، بل وأظهرت ارتباطا بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
أبحاث متعددة أشارت إلى أن مستخدمي السجائر الإلكترونية يعانون من تلف في الحمض النووي لخلايا الفم بمستويات قريبة من مدخني السجائر التقليدية. كما تبين أن هذه الفئة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة وأمراض القلب مقارنة بغير المدخنين.
ووفقًا للدراسات، فإن المراهقين الذين يستخدمون أجهزة التدخين الإلكتروني معرضون بشكل خاص لمشاكل تنفسية نتيجة تأثير النيكوتين على نمو الرئتين.
تتكوّن السوائل الإلكترونية عادة من مكونات مثل البروبيلين جليكول والغلسرين النباتي، مع إضافات من النكهات والنيكوتين. ورغم أن هذه المواد آمنة عند تناولها عبر الغذاء أو الأدوية، فإن استنشاقها يختلف، حيث يمكن أن يضعف خلايا الرئة ويزيد من خطر الالتهابات.
وأظهرت بعض النكهات مثل القرفة والفانيليا قدرة على إلحاق الضرر بخلايا مجرى الهواء وإضعاف جهاز المناعة. كما تم رصد معادن ثقيلة مثل النيكل والرصاص في بخار بعض الأجهزة عند تسخينها.
يحذر الأطباء أيضًا من تأثير النيكوتين المسبب للإدمان، والذي يؤثر سلبًا على الأوعية الدموية ووظائف القلب، مضاعفًا خطر الإصابة بالسكري وأمراض الشرايين، خاصة عند التعرض له في سن مبكرة، ما قد يؤثر على نمو الرئتين والدماغ.
في بعض الدول، ومنها بريطانيا، صودرت ملايين الأجهزة الإلكترونية غير القانونية التي تحتوي أحيانا على مستويات نيكوتين أعلى من المسموح به، أو مواد خطرة مثل رباعي هيدروكانابينول (THC)، وتُسوّق هذه المنتجات غالبا بأشكال وألوان تستهدف الأطفال والمراهقين.
ورغم أن بخار السجائر الإلكترونية يحتوي على مواد ضارة أقل من دخان السجائر التقليدية، يؤكد الخبراء أنها ليست آمنة تماما، وينصحون باستخدامها فقط كوسيلة مساعدة للإقلاع عن التدخين، لا كبديل دائم أو عادة جديدة.
ويؤكد الأطباء أن أفضل خيار صحي هو التوقف الكامل عن التدخين بجميع أشكاله، مع التوصية باستخدام السجائر الإلكترونية المرخصة بالتزامن مع بدائل النيكوتين والأدوية وبرامج الدعم المتخصصة.
%20(1).jpeg)
