الخميس  25 أيلول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

محلل: سياسات نتنياهو أعادت القضية الفلسطينية للواجهة عالميا

2025-09-25 09:12:44 AM
محلل: سياسات نتنياهو أعادت القضية الفلسطينية للواجهة عالميا
أرشيفية

ترجمة الحدث

رأى المحلل السياسي الإسرائيلي بن كسبيت أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تحوّل من الرجل الذي تفاخر طويلاً بتجميد القضية الفلسطينية وإخراجها من جدول أعمال العالم، إلى من أعادها بقوة إلى مركز المشهد الدولي. وبمسؤوليته الشخصية، كما يشدد، جرّ “إسرائيل” إلى عزلة خانقة وإلى مقارنات مهينة مع إيران وكوريا الشمالية. هذا التحول هو ما يطبع المرحلة الحالية بختم نتنياهو وحده.

ويضيف الكاتب أن ما جرى بعد عامين على هجوم “طوفان الأقصى”، الذي اعتبره الإسرائيليون الكارثة الأكبر منذ قيام دولتهم، مثّل انقلابًا سياسيًا. فبدلاً من أن يؤدي ذلك الهجوم إلى دفن القضية الفلسطينية، جاءت النتيجة معاكسة تمامًا: 142 دولة، بينها أهم الحلفاء، صوّتت لصالح الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة. بذلك قد يتحول اليوم الذي عُدّ نكبة جديدة لـ”إسرائيل” إلى لحظة استقلال فلسطيني.

ويشير بن كسبيت إلى أن نتنياهو سيقف مجددًا على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، بخطاب مصقول بالإنجليزية وبنبرة قيادية اعتاد عليها. لكن هذه الخطابات، مهما بدت لامعة، لم تعد قادرة على إخفاء حقيقة الواقع: الرجل الذي كان يفاخر بقدرته على تهميش القضية الفلسطينية، قاد دولته إلى أسوأ موقع دبلوماسي وأخلاقي في تاريخها، حيث تُقارن بكوريا الشمالية وإيران، وتُعامَل كدولة منبوذة.

ويتابع المحلل الإسرائيلي بأن نتنياهو وأتباعه كانوا يتباهون قبل السابع من أكتوبر بأن أحدًا لم يعد يتحدث عن دولة فلسطينية، وأن المفاوضات وُضعت في “قنينة الفورمالين”، على حد وصف فايسغلاس. غير أن ما جُمّد انفجر لاحقًا في وجه الجميع، فتحوّل الملف الفلسطيني من مسألة هامشية إلى عبء دولي ثقيل، يُلاحق “إسرائيل” في كل محفل.

ويؤكد الكاتب أن نتنياهو هو الوحيد القادر على صياغة مشهد يتعرض فيه الإسرائيليون لهجمات دامية، ثم يجد نفسه في النهاية متَّهَمًا بارتكاب الإبادة الجماعية أمام المجتمع الدولي. المطلوب من أي قيادة حكيمة كان التوقف عند نقطة واضحة: غزة دُمّرت، قيادات حماس صُفيت، وبناها التحتية شُلّت. لكن نتنياهو لم يعرف أين يتوقف، واستسلم لخطاب المتطرفين في حكومته، فقاد دولته إلى الحضيض.

ويلفت بن كسبيت إلى المفارقة التي تجسدت في صعود أحمد الشرع، “الجهادي ببدلة”، إلى موقع الشرعية الدولية، بينما رئيس وزراء “إسرائيل” يتهرّب من مذكرات المحكمة الجنائية الدولية. هذا التناقض يعكس مدى الانقلاب في مكانة “إسرائيل” وصورتها، وكيف تحولت في نظر الغرب من دولة “تواجه الإرهاب” إلى دولة يُنظر إليها كمجرمة حرب.

ويختم المحلل السياسي الإسرائيلي بالقول إن المشكلة ليست في “العالم المعادي”، بل في نتنياهو نفسه. بأصابعه العشر صنع الأزمة وأغرق الإسرائيليين في المستنقع. لقد كان يفاخر بأنه حمى “إسرائيل” من الاستحقاق الفلسطيني، فإذا به يُسجَّل في كتب التاريخ كمن أعاد القضية الفلسطينية إلى قلب العالم، وجرّ دولته إلى الإهانة والعزلة، وجعل من نفسه، دون قصد، هرتسل الفلسطيني.

 

zzz