الحدث العربي والدولي
قبل أيام قليلة من إعلان جائزة نوبل للسلام يوم الجمعة المقبل، يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأن يكون الفائز "المحظوظ"، مستندًا إلى مبادرته لوقف الحرب في غزة وإبرام صفقة تبادل للأسرى، التي يعتقد أنها قد تعزز حظوظه. غير أن خبراء دوليين يقللون من فرصه، مؤكدين أن اللجنة النرويجية المانحة للجائزة عادة ما تفضل جهودًا متعددة الأطراف وطويلة المدى على "انتصارات دبلوماسية سريعة".
بحسب شبكة ABC، فإن لجنة نوبل تركز تقليديًا على "استدامة السلام، تعزيز الأخوّة الدولية والعمل الهادئ للمؤسسات"، بينما يُنظر إلى سجل ترامب باعتباره عقبة أمامه، خاصة بسبب ازدرائه للمؤسسات الدولية وإنكاره لقضية التغير المناخي. المؤرخ ثيو زنو شدد على أن "وقف القتال مؤقتًا لا يعالج جذور النزاع"، في إشارة إلى مبادرة ترامب للسلام في غزة.
ترامب حصل منذ 2018 على عدة توصيات للترشح، من بينها من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وقادة في باكستان وكمبوديا، لكنها قُدمت بعد الموعد النهائي (31 كانون الثاني/يناير)، وبالتالي لا تُحتسب لهذا العام. بالمقابل، توصية النائبة الجمهورية كلوديا تيني – استنادًا إلى "اتفاقيات أبراهام" التي وقّعها ترامب عام 2020 – جعلت اسمه يدخل القائمة الأولية. لكن توصية أخرى من برلماني أوكراني تم سحبها بدعوى إخفاقه في إدانة موسكو بعد هجومها على كييف.
صحيفة "بلومبرغ" كشفت أن ترامب أطلق حملة ضغط دبلوماسية علنية وسرية، شملت اتصالات مع قادة أجانب، تواصل مباشر مع مسؤولين في النرويج، واستعانته بمساعدين سياسيين ورجال أعمال. حتى مدير شركة "فايزر" ألبيرت بورلا، أثنى عليه معتبرًا أن دوره في تسريع إنتاج لقاحات كورونا يرقى إلى مستوى يستحق جائزة نوبل.
الحكومة النرويجية تخشى من تداعيات دبلوماسية إذا لم يفز ترامب، خصوصًا في ظل التوتر القائم مع واشنطن بعد قرار "صندوق الثروة السيادي النرويجي" سحب استثمارات من شركات إسرائيلية وأخرى كبرى مثل "كاتربيلر" بسبب الحرب على غزة، وهو ما أثار تهديدات أميركية بفرض رسوم إضافية.
اللجنة المكونة من خمسة أعضاء يعيّنهم البرلمان النرويجي، تفضّل عادة شخصيات أو منظمات تعمل في بناء الجسور وتعزيز التعاون الدولي. وفي الوقت الذي يصر فيه ترامب على أنه "أنهى سبع حروب" ويستحق الجائزة، يرى محللون أن أسلوبه الهجومي ورغبته المعلنة بالفوز قد تؤدي لنتيجة عكسية.
وفق شركات المراهنات، تتصدر الترشيحات هذا العام يوليا نبلنيا – أرملة المعارض الروسي أليكسي نبلني – إضافة إلى منظمات إغاثة من السودان. أما ترامب، فيأتي في المرتبة الثالثة، مع توقعات بأن يرد بهجمات كلامية على اللجنة إذا خسر، ويبدأ التحضير مبكرًا لحملة جديدة على جائزة 2026.
منذ 1901 تُمنح الجائزة وفق وصية مخترع الديناميت ألفريد نوبل، لمن "قام بأكبر جهد لتعزيز الأخوّة بين الأمم، وتقليص الجيوش، وعقد مؤتمرات سلام". الفائز ينال ميدالية، شهادة تقدير، و11 مليون كرونة سويدية (نحو 1.2 مليون دولار)، إضافة إلى مكانة دولية مرموقة. الإعلان سيجري الجمعة في أوسلو عند الساعة 12:00 ظهرًا بتوقيت فلسطين.