متابعة الحدث
أصدرت منظمة اليونيسف تقريرًا صادمًا عن الوضع الإنساني في غزة، محذّرة من أن الأطفال يواجهون ظروفًا كارثية تشمل المجاعة وسوء التغذية الحاد وانعدام الأمن الغذائي. المنظمة أكدت أنها مستعدة لإيصال إمدادات عاجلة، لكنها بحاجة إلى وصول آمن وغير مقيّد للمساعدات الإنسانية.
تشير اليونيسف إلى أن العائلات في غزة تخوض يوميًا معركة من أجل البقاء، إذ يضطر الأهالي والأطفال إلى السير لساعات والانتظار في طوابير وسط خطر الغارات والرصاص للحصول على القليل من الغذاء أو الماء. بين 27 أيار/مايو و7 تموز/يوليو وثق مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة استشهاد 798 مدنيًا فلسطينيًا، بينهم أطفال، خلال محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع الطعام أو قوافل المساعدات. المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، شددت أمام مجلس الأمن أن هؤلاء الأطفال “ليسوا مقاتلين، بل يُستشهدون ويُصابون وهم يصطفون للحصول على غذاء ودواء ينقذ حياتهم”.
منذ اندلاع الحرب قبل 21 شهرًا، استُشهد أكثر من 17 ألف طفل وأصيب نحو 33 ألفًا، بمعدل 28 طفلًا يوميًا، أي ما يعادل صفًا دراسيًا كاملًا يُمحى كل يوم تقريبًا. ورغم إدخال ما معدله 30 شاحنة مساعدات يوميًا منذ منتصف أيار/مايو، إلا أن هذا الرقم بعيد جدًا عن الـ500 شاحنة التي كانت تدخل يوميًا قبل الحرب. المتحدث باسم اليونيسف، جيمس إلدر، قال: “نعرف ما الذي ينقذ الأرواح، فعلناه في غزة وفي السودان وأوكرانيا وأفغانستان… لكننا بحاجة لأن يُسمح لنا بالقيام بعملنا”.
القصة الإنسانية الأكثر قسوة جاءت من شمال غزة: وعد وزوجها مسعود فقدا توأميهما حديثي الولادة بسبب سوء التغذية. مسعود سار 15 ميلًا إلى رفح للحصول على الغذاء لأطفاله الآخرين، لكنه أُصيب بقذيفة عند نقطة توزيع، وعاد بجرح مصاب بالغرغرينا، بينما بقيت خيمته خاوية. هذه المأساة تجسّد الواقع اليومي لعشرات آلاف العائلات التي تعيش على أمل علبة فاصولياء أو كيس طحين.
التدهور الغذائي وصل لمستويات غير مسبوقة: من بين 113 ألف طفل فُحصوا في حزيران/يونيو، تبين أن نحو 6 آلاف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، بزيادة نسبتها 180% مقارنة بشباط/فبراير الماضي. الطفلة تسنيم (12 عامًا) وصفت حالها قائلة: “كنت مليئة بالحياة، وجهي كان مضيئًا، الآن بطني يؤلمني وعظامي بارزة”.
إدوارد بيغبدير، مدير اليونيسف الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قال في 24 تموز/يوليو: “الأطفال في غزة يموتون جوعًا، وسوء التغذية ينتشر بسرعة أكبر من وصول المساعدات، والعالم يشاهد ذلك يحدث”. وأكد أن أكثر من 100 شخص استشهدوا بسبب الجوع خلال الحرب، 80% منهم أطفال، وهي وفيات يمكن منعها لو سُمح بإدخال المساعدات.
اليونيسف أوضحت أنها بحاجة إلى 463.8 مليون دولار لتلبية الاحتياجات العاجلة في غزة والضفة الغربية، لكنها لم تحصل سوى على 35% من التمويل المطلوب، ما يترك فجوة حرجة فيما تتدهور الأوضاع بسرعة. المنظمة دعت المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لإنقاذ الأطفال الذين “لا يمكنهم الانتظار”.