أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد بأن مراكز توزيع المواد الغذائية الأربعة التابعة لما يسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” الإسرائيلية – الأميركية، توقفت عن العمل في قطاع غزة، من دون أي إعلان رسمي من الجانب الإسرائيلي بشأن الأسباب أو التوقيت.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن أحد هذه المراكز، الواقع في محور نيتساريم (مفرق الشهداء) الذي يفصل مدينة غزة عن وسط وجنوب القطاع، جرى تفكيكه بالكامل بعد أن أصبح خارج نطاق السيطرة الإسرائيلية، عقب انسحاب جيش الاحتلال من المنطقة نهاية الأسبوع الماضي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
أما المراكز الثلاثة الأخرى فتقع في مدينة رفح، التي لا تزال تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية، ويُمنع سكان القطاع من الوصول إليها، ما أدى فعليًا إلى تعليق عملها بالكامل. وأوضحت الإذاعة أن إسرائيل كانت تخطط لافتتاح مراكز جديدة ضمن المشروع ذاته، إلا أن هذه الخطط جُمّدت بعد انسحاب الجيش من قلب غزة إلى أطرافها، مؤكدة أن المشروع فشل فعليًا، مع شكوك كبيرة في إعادة تشغيل المراكز الثلاثة المتبقية في رفح.
ووفقًا لتقارير ميدانية وشهادات من سكان المنطقة، فقد تحوّلت مراكز “مؤسسة غزة الإنسانية” إلى ما يشبه “مصائد الموت”، بعدما أطلقت قوات الاحتلال النار مرارًا على الفلسطينيين الذين اقتربوا من مواقع التوزيع، رغم أنها كانت تُفتح لساعة واحدة فقط يوميًا لتقديم المساعدات، وهو ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا خلال الأسابيع الماضية.
وفي المقابل، شهدت الساعات الأولى من صباح اليوم تحركًا كبيرًا لقوافل الإغاثة القادمة من الأراضي المصرية، حيث انطلقت 400 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية من معبر رفح باتجاه معبري كرم أبو سالم والعوجة، تمهيدًا لإدخالها إلى قطاع غزة. وأفادت مصادر ميدانية بأن نحو 90 شاحنة عبرت بالفعل من الجانب المصري في المرحلة الأولى من العملية، في إطار آلية توزيع جديدة تُشرف عليها الأمم المتحدة وعدة منظمات دولية عقب انسحاب الاحتلال من وسط القطاع.
ويأتي توقف هذه المراكز في وقتٍ تشهد فيه غزة أزمة إنسانية متصاعدة، مع استمرار انقطاع الإمدادات الغذائية والدوائية، وعودة مئات آلاف النازحين إلى مناطق مدمّرة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، ما يجعل تأمين المساعدات وتوزيعها بشكل آمن ومنتظم أحد أكبر التحديات التي تواجه القطاع في المرحلة الحالية.