ترجمة الحدث
تساءل الخبير العسكري الإسرائيلي أمير بحبوط عن التبعات المباشرة لوقف الحرب المفروض تحت ضغطٍ أميركي، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقف اليوم أمام مرحلة غامضة تتطلب إعادة تعريف أهدافه وترتيب أولوياته الميدانية.
وقال بحبوط إن وقف إطلاق النار تم دون تحقيق الهدفين المعلنين للحرب، وهما إسقاط حماس وتفكيك بنيتها العسكرية إلى جانب استعادة جثامين 24 أسيرًا إسرائيليًا، الأمر الذي يثير سؤالًا حول مَن ستكون الساحة المركزية للجيش في المرحلة المقبلة: هل تبقى الجنوبية، أم تتحول الموارد نحو الشمال باعتباره محور الجهد الرئيسي؟.
وأشار إلى أن قيادة الجنوب في جيش الاحتلال تفتقر حتى الآن إلى تعليمات واضحة حول كيفية التعامل مع أي محاولة من حماس لإعادة تنظيم صفوفها أو شن هجوم من محيط ما يُعرف بـ“الخط الأصفر”، متسائلًا عمّا إذا كانت القيادة العسكرية ستعتمد سياسة الضربات الاستباقية في العمق، أم ستكتفي بردود محدودة على كل حادثة.
وفي ما يتعلق بحالة الجاهزية، تساءل بحبوط عن تعريف الجيش لما يسمى بـ“الوضع الأساسي” من حيث التدريب والانتشار والجاهزية، وعمّا إذا كانت فرقة غزة ستُعاد هيكلتها لتكون أكثر قدرة على الهجوم السريع والواسع من ذي قبل، أم سيجري تقليص القوات ضمن سياسة تهدئة محسوبة.
كما حذر من أن تحويل التركيز إلى الجبهة الشمالية قد يجعل الجنوب ساحة ثانوية غير معالجة بالكامل، وهو ما قد يؤدي إلى فتح جبهات مستقبلية جديدة بدلًا من إغلاق الملفات القائمة، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن “الساحة اليمنية” في البحر الأحمر قد تتحول إلى مصدر استنزاف إضافي.
وتوقف بحبوط عند قضية إعادة الإعمار في غزة، موضحًا أن الحديث الدولي المتسارع عن خطط الإعمار يستوجب خطة أمنية إسرائيلية متكاملة بالتعاون مع الشاباك، لمنع تهريب الأسلحة أو تحويل الأموال نحو إعادة تسليح حماس تحت غطاء مدني. واستعاد تجربة ما بعد الانسحاب عام 2005 حين انهارت آلية الرقابة في معبر رفح بعد أسابيع من إنشائها، واصفًا المشهد بأنه “فلاشباك من الماضي يجب ألّا يتكرر”.
وختم بالقول إن المرحلة المقبلة “لن تكون مرحلة استراحة”، بل فترة اختبار حقيقية للجيش في قدرته على تثبيت وقف النار دون تفريط بالأمن، والتعامل مع متغيرات سياسية وعسكرية جديدة تفرضها الضغوط الأميركية والمبادرات الدولية لإعادة الإعمار.