الشرع: عندما هاجمت إسرائيل القصر الرئاسي كنت فيه

قال الرئيس السوري أحمد الشرع في مقابلة مع برنامج 60 دقيقة على شبكة CBS الأميركية إنّ “العالم لم يكن قادرًا على إيقاف الجريمة، لذلك عليه الآن أن يدعم سوريا”، في إشارة إلى سنوات الحرب الطويلة التي عاشتها البلاد في عهد سلفه بشار الأسد، متعهدًا بملاحقة الأسد قانونيًا بوصفه “الرجل الذي ارتكب جرائم بحق السوريين”.

وأوضح الشرع، الذي تولّى الرئاسة قبل عشرة أشهر بعد سقوط نظام الأسد، أن حكومته “ستتخذ جميع الإجراءات القانونية لمحاسبة الرئيس السابق”، مشيرًا إلى أن الأخير يعيش حاليًا في موسكو بعد أن فرّ إليها أثناء الانقلاب الذي أطاح به. وأضاف أن الدخول في مواجهة مع روسيا “سيكون مكلفًا في هذه المرحلة، ولن يخدم مصلحة سوريا”.

وتحدث الرئيس السوري الجديد عن زيارته الأولى إلى قصر الرئاسة في دمشق قائلاً إنها لم تكن تجربة مريحة: “من هذا القصر خرج الكثير من الشر تجاه الشعب السوري منذ بنائه”، على حد تعبيره.

وكشف الشرع أن إسرائيل شنّت غارتين على منطقة القصر الرئاسي في دمشق، وقال إنه لم يكن موجودًا في إحداهما، لكنه كان قريبًا من موقع الهجوم في المرة الثانية. وأضاف: “الهجوم على القصر لا يُعتبر رسالة كما قالوا في إسرائيل، بل إعلان حرب”، مؤكدًا في الوقت ذاته أن سوريا “لا تريد الحرب ولا تشكّل تهديدًا لإسرائيل أو لأي طرف آخر”.

وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس قد أعلنا في أيار/مايو الماضي أنّ القصف الإسرائيلي قرب القصر كان “رسالة واضحة للنظام السوري” على خلفية الاشتباكات التي شهدتها مناطق الدروز جنوب دمشق، مؤكدَين أنّ إسرائيل “لن تسمح بوجود قوات تهدّد الطائفة الدرزية”. وردّ الشرع على ذلك بالقول إنّ القضية “شأن داخلي ستحسمه السلطات السورية قضائيًا”، مضيفًا أنّ أي حديث عن “اتفاق أمني مع إسرائيل” مرهون بانسحابها من “جميع النقاط التي احتلتها بعد سقوط النظام السابق”.

وفيما يتعلق بإعادة إعمار سوريا بعد نحو أربعة عشر عامًا من الحرب، قال الشرع إنّ العملية “ستتطلب ما بين 600 و900 مليار دولار”، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم بلاده. وأضاف: “العالم شاهد المأساة السورية تتطور ولم يفعل شيئًا لوقف الجريمة، ولذلك من واجبه أن يدعم سوريا اليوم. كل من يعرقل رفع العقوبات عنها هو شريك في الجريمة”.

وأشار الرئيس السوري إلى لقائه الأخير مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السعودية، حيث وصفه ترامب بأنه “رجل شاب وجذاب وصلب وصاحب ماضٍ قوي”، فردّ الشرع ممازحًا: “هل كان لدى أحد شك في ذلك؟”.