الثلاثاء  21 تشرين الأول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المفقودون في غزة... ملف مفتوح على المجهول وصرخات لا تُسمع

2025-10-20 03:08:57 PM
المفقودون في غزة... ملف مفتوح على المجهول وصرخات لا تُسمع
كتابات على جدران المكان الذي كانت تتواجد فيه الطفلة تكوين الطويل قبل فقدانها في القصف الإسرائيلي

الحدث - مثنى النجار 

حرب من نوعٍ آخر تدور فصولها بصمت تحت الأنقاض وفي مصير مجهول، حرب لا يسمع فيها سوى أنين الأمهات وانتظار العائلات التي لا تعرف مصير أحبائها منذ شهور طويلة.

بين الركام، لا تزال الطفلة تكوين الطويل 4 سنوات من النصيرات مفقودة منذ قصف منزل عائلتها، حالها كحال أكثر من 11 ألف مفقود في قطاع غزة، وفق ما يؤكده عمها أحمد الطويل الذي فقد 54 من أفراد عائلته في مجزرة واحدة ارتُكبت بتاريخ 15 أكتوبر 2023، فيما لا تزال العائلة تبحث عن رفات 12 شخصاً يُعتقد أنهم ما زالوا تحت الأنقاض، دون قدرة على انتشالهم بسبب نقص المعدات والإمكانيات.

تكوين الطويل

وفي مشهد آخر لا يقل وجعاً، يروي محمد فتحي لمراسل "صحيفة الحدث" في قطاع غزة، قصة الطفلة جنى رأفت حسن لبد، التي فُقدت عقب قصف منزل عائلتها في 18 نوفمبر 2023. أُبلغت العائلة باستشهادها ليلاً، ثم تبيّن صباح اليوم التالي أنها نُقلت وهي على قيد الحياة إلى المستشفى الإندونيسي، قبل أن تنقطع أخبارها تماماً وسط الفوضى والقصف المحيط بالمستشفى.

الطفلة جنى

ويضيف محمد: منذ ذلك الحين، لم تتلق العائلة أي معلومة عن مصيرها رغم بحثهم في مستشفيات الشفاء والمعمداني وكمال عدوان.

الفقد لا يتوقف عند الأطفال، فـالشابة لميس شعت ما زالت تبحث منذ خمسة أشهر عن والدها الطبيب حمودة شعت، الذي خرج لتفقد منزله في خانيونس ولم يعد. تقول: "والدي رجل مسن، لا علاقة له بأي عمل سياسي، كانت مهمته خدمة الناس، لكننا لم نعرف عنه شيئاً منذ ذلك اليوم."

الطبيب شعت

أما زوجة محمود عطا مقلد، فتعيش على أمل واهٍ منذ عامٍ وثمانية أشهر لمعرفة مصير زوجها الذي فُقد في 18 فبراير أثناء توجهه من رفح إلى خانيونس. تروي بحزن: "كان يرتدي بلوزة صوف زرقاء وبنطال جينز وجاكيت زيتي، خرج ولم يعد... لا نعرف إن كان حياً أم شهيداً."

مقلد

ملف المفقودين في غزة يقف شاهداً دامغاً على حجم الانتهاكات الإسرائيلية، بعد أن تجاوز عددهم 11 ألف فلسطيني بينهم أطفال ونساء وشيوخ، فيما تعيش آلاف العائلات بين قلقٍ لا ينتهي ويأسٍ لا يرحل، تبحث عن أثر، عن اسم، أو حتى عن قطعة قماش تشير إلى أن من تحب كان يوماً هنا.

غزة، المدينة التي دفنت أبناءها تحت الركام، ما زالت تكتب يومياً فصولاً جديدة من الحزن، فصولاً لا تنتهي إلا حين يُعرف مصير آخر مفقود.

في وقت سابق أعلنت وزارة الصحة بغزة الصحة بغزة أنها تسلمت 15 جثمانا لشهداء تم الإفراج عنهم يوم أمس من قبل الاحتلال الإسرائيلي عبر منظمة الصليب الأحمر، ليرتفع بذلك إجمالي عدد جثامين الشهداء المستلمة إلى 150 جثماناً، تم التعرف حتى اللحظة على هوية 25 شهيدا من قبل ذويهم وذلك ضمن صفقة تبادل الأسرى الجارية بين حماس والاحتلال الإسرائيلي.