الحدث العربي والدولي
يبحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إمكانية الموافقة على صفقة لبيع طائرات الشبح المتطورة “إف-35” للسعودية، في وقت تتكثف فيه الاتصالات السياسية قبيل لقائه المرتقب مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض الأسبوع المقبل.
وقال ترامب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة إن “السعودية ترغب في شراء عدد كبير من المقاتلات”، مؤكداً أنه “ينظر في الطلب” وأن الرياض “تريد أكثر من طائرات إف-35، بل طائرات مقاتلة إضافية”.
وتأتي هذه الأنباء بينما تثير تقارير استخباراتية أميركية مخاوف من احتمال وصول تكنولوجيا الطائرة إلى الصين في حال إتمام الصفقة، وفق ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصادر مطلعة.
ورغم هذه التحفظات، يواصل ترامب الدفع باتجاه تعزيز العلاقات الدفاعية والاقتصادية مع الرياض، معرباً عن أمله بانضمام السعودية إلى “اتفاقيات أبراهام”، وهي خطوة ما تزال المملكة تربطها بالتوصل إلى خارطة طريق تضمن قيام دولة فلسطينية.
وفي السياق نفسه، أبلغت سلطات الاحتلال الإدارة الأميركية أنها لا تعارض مبدئياً بيع “إف-35” للسعودية، لكنها اشترطت أن يتم ذلك في إطار اتفاق لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن “تمرير الصفقة دون مقابل سياسي سيكون خطأ”، وإن الموقف الإسرائيلي تجاه السعودية يختلف عن اعتراض تل أبيب الصارم سابقاً على بيع الطائرة لتركيا.
وتعتبر إسرائيل أن تزويد السعودية بالمقاتلة المتقدمة سيؤثر على ميزان القوى الإقليمي وعلى تفوقها العسكري النوعي (QME)، إذ تبقى الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك “إف-35”.
ورغم موافقتها عام 2020 على بيع الطائرة للإمارات في إطار “اتفاقيات أبراهام”، فإن الصفقة لم تكتمل بسبب شروط أميركية إضافية فرضتها إدارة الرئيس جو بايدن.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن تل أبيب ستطالب بضمانات أمنية من واشنطن في حال تقدم الصفقة مع السعودية، من بينها عدم نشر المقاتلات في قواعد سلاح الجو السعودي الغربية القريبة من إسرائيل.
كما تأمل أوساط إسرائيلية بأن يمارس ترامب ضغوطاً على ولي العهد السعودي لتليين شروطه، بما يمهّد لبدء مفاوضات ثلاثية بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل خلال الأشهر المقبلة.
