ترجمة الحدث
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن إسرائيليًا من مستوطنة كريات موتسكين، يُدعى شمعون أزرزر (27 عامًا)، يُحاكم بتهم خطيرة تتعلق بالتجسس لصالح إيران، بعد أن استغل خدمة الاحتياط التي أدتها شريكته في سلاح الجو، لنقل معلومات حساسة من قاعدة رامات ديفيد الجوية.
ووفقًا للائحة الاتهام التي قُدمت إلى المحكمة المركزية في حيفا، فقد قام أزرزر بتمرير صور ووثائق سرية إلى عناصر إيرانيين مقابل مبالغ مالية دُفعت له بعملات رقمية. وبحسب ما أوردته الصحيفة، كان المتهم يواجه ضائقة مالية، فتواصل بمبادرته مع جهات إيرانية عبر تطبيق “تلغرام”، وظل على اتصال بها منذ أكتوبر 2024 وحتى اعتقاله الشهر الماضي، بما في ذلك خلال فترة الحرب مع إيران.
وتشير لائحة الاتهام إلى أنه استخرج من “السحابة الرقمية” المشتركة مع شريكته، وهي جندية خدمت في القاعدة ذاتها، صورًا لغرف التحكم وأنظمة القيادة والسيطرة وبيانات اتصالات مشفرة، إضافة إلى توثيقات تتعلق بمسيّرات. وقد أُرسلت أجزاء من هذه المواد مباشرة إلى من تواصل معهم من الجانب الإيراني. وتضيف يديعوت أحرونوت أن أزرزر لم يكتفِ بنقل المواد العسكرية، بل زود تلك الجهات بمعطيات شخصية كاملة عن أحد عناصر الشرطة، واقترح تنفيذ مهام إضافية لصالحهم، كما ناقش معهم إمكانية مغادرة البلاد والانتقال إلى إيران مع عائلته.
وتشمل لائحة الاتهام ضده بنودًا ثقيلة، أبرزها: تقديم معلومات للعدو، والتواصل مع عميل أجنبي، ونقل معلومات يمكن أن تفيد دولة معادية، والتخطيط للإضرار بأمن الدولة، إلى جانب تهمة إتلاف أدلة. وأشارت الصحيفة إلى أن المتهم وشريكته اعتُقلا في أكتوبر الماضي ضمن عملية مشتركة للشاباك ووحدة “يمار” في شرطة الاحتلال. ولا تزال شريكته رهن الاعتقال، بينما أحيل ملفها للنيابة العسكرية نظراً لكونها جندية.
وقال محامي الدفاع ماهر تلحمي إن موكله مُنع من لقاء محام لمدة أسبوعين، وإنه أنكر خلال التحقيق أي اتصال بجهات إيرانية أو تنفيذ مهام لصالحها، مشددًا على أنه “لم تكن لديه نية للمساس بأمن الدولة”. وفي بيانها، قالت النيابة الإسرائيلية إن المتهم حافظ على علاقة مستمرة مع جهات إيرانية طوال عام كامل، تخللته حالة طوارئ وحرب، وإنه استغل علاقته بجندية في الاحتياط داخل قاعدة حساسة لسلاح الجو لنقل معلومات سرية.
من جهتهما، أكد الشاباك وشرطة الاحتلال أنهما سيواصلان العمل لكشف وإحباط أي نشاط تجسسي أو أمني داخل إسرائيل، محذرين الإسرائيليين من التواصل مع جهات خارجية غير معروفة، خاصة إذا كانت مرتبطة بدول تُصنَّف كـ”دول عدو”، أو تنفيذ مهام مقابل المال.
