الأحد  23 تشرين الثاني 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

صحيفة عبرية: طموحات ترامب وتحالفاته الإقليمية تربك نتنياهو

2025-11-23 07:32:21 AM
صحيفة عبرية: طموحات ترامب وتحالفاته الإقليمية تربك نتنياهو
دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو

الحدث العربي والدولي

قال الدكتور كوبي باردا، الباحث في التاريخ السياسي الأمريكي والجيوستراتيجية في معهد حولون للتكنولوجيا (HIT) في دولة الاحتلال، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمتلك ما وصفه بـ"طموح متعلق بغزوة خيبر".

وفي مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، رأى باردا أن ترامب "يسعى لصناعة لحظة إقليمية كبرى يقدم فيها نفسه كصانع سلام يعيد أبناء إبراهيم إلى مسار واحد بعد آلاف السنين"، مضيفا أن ترامب، الساعي إلى مكاسب انتخابية في انتخابات التجديد النصفي المقبلة واستعادة وهج جائزة نوبل للسلام التي لم يحصل عليها هذا العام، "يعتبر نفسه الرجل الوحيد القادر على صياغة اتفاق تاريخي يعيد ترتيب الشرق الأوسط".

ويشير الباحث إلى أن ترامب يستدعي رمزية غزوة خيبر عام 630م، حيث انتهى الوجود اليهودي في الجزيرة العربية، ليقدم نفسه اليوم كشخص "يغلق الدائرة ويعيد دمج دولة الاحتلال والعالم الإسلامي ضمن إطار إقليمي واحد، ينتهي بلقطة توقيع في البيت الأبيض، حيث يرى ترامب أن الصورة أهم من الاتفاق ذاته".

ويضيف باردا أن هذه الرؤية تضع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أمام معضلة سياسية حادة، إذ يريد ترامب إنجازا قبل نهاية 2026، ويرى أن دولة الاحتلال جزء من هيكل عالمي جديد يعمل على بنائه حتى 2027، لكن بشروط محددة.

ويبرز من بين هذه الشروط "خطوة إسرائيلية نحو دولة فلسطينية، أو على الأقل عملية سياسية يمكن تسويقها عالمياً بهذا الاتجاه"، وهي خطوة قد تؤدي إلى تفكيك الائتلاف الحاكم والدفع نحو انتخابات مبكرة وتحولات داخلية واسعة.

وبحسب باردا، يدرك نتنياهو أن اللحظة قد تمنحه فرصة للتوقيع على اتفاق يقلب موازين المنطقة، لكنه يعرف أيضا أن الثمن السياسي الداخلي سيكون باهظا.

وعليه، تقف دولة الاحتلال عند "خط صدع سياسي": إما أن يدفع نتنياهو الثمن ويقود دولة الاحتلال نحو الاندماج في المشروع الإقليمي الجديد الذي يرسمه ترامب، أو تذهب فرصة التوقيع إلى حكومة لاحقة، بينما تبقى دولة الاحتلال جزءا من الهيكل العالمي ولكن بدور أقل تأثيرا.

وجاء حديث باردا في سياق تحليل التعاون المتزايد بين ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي يرى أنه "اتخذ بعدا استراتيجيا يتجاوز الدفاع والطاقة والسلاح". واعتبر أن "خلف كل الضجيج حول التحالف الدفاعي والبرنامج النووي المدني وصفقة الـF-35، تكمن القصة الحقيقية: تحالف يقوم على الذكاء الاصطناعي كمحور لإعادة رسم العلاقات الدولية".

ويقول باردا إن ترامب يعمل على مشروع يمتد حتى 2027، "عام التحول العالمي الحاسم في سباق الذكاء الاصطناعي"، ويسعى لبناء سلسلة توريد مستقلة عن الصين تبدأ من التعدين وتنتهي بالطاقة الفائقة اللازمة لمراكز البيانات. وفي هذا الإطار، يرى باردا أن السعودية شريك أساسي، بفضل قدرتها على سد فجوات الطاقة الهائلة ورغبة محمد بن سلمان في تحويل المملكة إلى قوة عظمى في الذكاء الاصطناعي، لا مجرد منتج تقليدي للطاقة.

ويرى أيضا أن التحالف الأمريكي–السعودي يعيد تشكيل الخريطة الاستراتيجية في المنطقة، إذ تنسجم رؤية محمد بن سلمان مع هدف ترامب في بناء ممر اقتصادي–تكنولوجي ينافس الصين، ويمتد من الهند إلى أوروبا عبر الشرق الأوسط. وعلى الرغم من غياب دولة الاحتلال رسميا عن الاتفاق، إلا أنها –وفق باردا– تبقى محورا أساسيا بفضل قدراتها التقنية والأمنية وموقعها الجغرافي الذي يجعلها جسرا يصل الممر الناشئ بالمتوسط.

ويخلص الباحث إلى أن "مخطط ترامب–ابن سلمان ليس مجرد صفقة سياسية، بل مشروع لإعادة تشكيل بنية التكنولوجيا والطاقة والاتصال في العالم، تدخل فيه دولة الاحتلال كحلقة استقرار لا يمكن تجاوزها في المعادلة الجديدة".