الحدث الصحي
حذر أطباء في بريطانيا من المخاطر الصحية الكبيرة لمشروبات الطاقة، مُسلّطين الضوء على 3 مخاطر رئيسية قد تهدد حياة المستهلكين، خصوصا عند الإفراط في تناولها.
وأوضح الباحثون في مستشفيات جامعة نوتنغهام أن معظم الناس لا يدركون أن هذه المشروبات قد تؤدي إلى السكتات الدماغية والجلطات وارتفاع ضغط الدم؛ ونشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية "تقرير الحالات الطبية".
ومشروبات الطاقة هي مشروبات تحتوي على كميات عالية من الكافيين والسكر، بالإضافة إلى مكوّنات أخرى مثل الغوارانا والتورين والجينسنغ، التي تهدف إلى زيادة اليقظة والطاقة مؤقتا، لكنها في الوقت ذاته قد تضاعف تأثيرات الكافيين وترفع احتمالات السكتات الدماغية وأمراض القلب.
ورغم شعبيتها بين الشباب والرياضيين، فإن هذه المشروبات ليست خالية من المخاطر، ويؤكد الخبراء ضرورة الوعي بالجرعات ومراقبة المكوّنات "الخفية" للكافيين الموجودة فيها.
وأضاءت الدراسة على حالة رجل في الخمسينات من عمره، كان يتمتع بصحة جيدة قبل أن يتبين أنه يستهلك 8 عبوات من هذه المشروبات يوميا.
وأفادت الدراسة بأن الرجل تعرّض لسكتة دماغية في منطقة المهاد في الدماغ، وهي المسؤولة عن الإحساس والحركة. وقد أصيب بضعف وتنميل في الجانب الأيسر من جسمه، إضافة إلى صعوبات في التوازن والمشي والبلع والكلام.
وعند وصوله إلى المستشفى، سجَّل الأطباء مستوى ضغط دم مرتفعا جدا، بلغ 254/150 ملم زئبق. وبمجرد البدء بأدوية خفض الضغط، تراجع الضغط الانقباضي إلى 170 ملم زئبق، لكنه عاد للارتفاع بعد خروجه من المستشفى رغم زيادة جرعات العلاج.
وخلال الفحص والاستجواب، كشف الرجل عن أنه يستهلك نحو 8 علب من مشروبات الطاقة يوميا، تحتوي كل منها على 160 ملغ من الكافيين، ما يعني أن استهلاكه اليومي بلغ 1200 –1300 ملغ من الكافيين، أي نحو 3 أضعاف الحدّ الأقصى الموصى به يوميا وهو 400 ملغ.
مخاطر قلبية
وحذرت الدراسة من أن متوسط كمية الكافيين في مشروبات الطاقة يصل إلى 80 ملغ لكل 250 مل مقارنة بـ30 ملغ في الشاي و90 ملغ في القهوة، بينما قد تصل بعض المشروبات إلى 500 ملغ في العبوة الواحدة.
وأشار الباحثون إلى أن جهل الرجل بالمخاطر القلبية الوعائية لهذه المشروبات ليس مستغربا، إذ لا يُنظر إليها عادة على أنها عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية أو السكتات الدماغية.
ورغم أن بعض المتاجر الكبرى في المملكة المتحدة فرضت منذ عام 2018 حظرا طوعيا على بيعها لمن هم دون 16 عاما، فإن المخاطر المحتملة على القلب والدماغ لا تزال أقل تناولا في الأبحاث والنقاشات العامة.
ويؤكد الباحثون أن الأدلة المتراكمة تستدعي التحرك، مشددين على أن "تشديد تنظيم بيع مشروبات الطاقة والحد من الإعلانات الموجهة إلى الفئات الأصغر سنا قد يكونان ضروريين لحماية الصحة القلبية والدماغية مستقبلا".
