الإثنين  12 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"خاص الحدث" 42% من سكان مخيم الجلزون عاطلون عن العمل

في مخيم الجلزون: مقاعد شاغرة في المقاهي وفارغة في سوق العمل

2015-08-18 01:10:52 PM
صورة ارشيفية
 
الحدث – ندين نخلة
 
قد تقف وسط مخيم الجلزون أمام ضريح الشهداء، وما أن تبدأ بقراءة أسماء من ضحوا بأرواحهم لأجل القضية، حتى تباغتك ضجة المكان من حولك، تسعة مقاه شعبية في مكان واحد، يفصلها جدار قصير وبضعة أدراج وشارع ضيق.
 
إلى اليسار مقهى لكبار السن، قبالته آخر عادة ما يتردد عليه سائقي النقل العام، ومن حوله سبعة مقاه أخرى للشباب! كل هذه الحياة والعنفوان والضحك، خادعة لحقيقة الأمر في المخيم.
 
"وين بدنا نروح يعني، فش شغل والنوادي مش مقطعة حالها يعني"، هكذا عبر الشاب ناجي عداربة (23 عاما) عن سبب الوضع في المخيم.
 
"الحدث" توجهت لمخيم الجلزون والتقت اللجنة الشعبية هناك، التي أكدت أن 42% من سكان المخيم الذي يقدر عدد ساكنيه بـ 11 ألف لاجئ، عاطلين عن العمل.
 
وحملت اللجنة الشعبية المسؤولية في المقام الأول لارتفاع نسبة البطالة في المخيم لوكالة الغوث "الأونروا".
 
وتتهم اللجنة وكالة الأونروا بتقليص خدماتها منذ أعوام بشكل ملحوظ، فعلى صعيد التوظيف، أوقفت الوكالة التعيينات واستبدلتها بنظام الطوارئ لتشغيل اللاجئين الذي يعتمد بالأساس على توظيف مئة لاجئ كل ثلاثة أشهر، أي إن حصل لاجئ عمره (25 عاما) على عمل لثلاثة أشهر قد يحتاج إلى 25 عاما أخرى ليحصل عليها مرة أخرى، وفرصة عدم حصوله عليها ستكون أعلى.
 
مشكلة البطالة الأساسية لا تقتصر على عدم توفير الوكالة لفرص عمل للاجئين
قال رئيس اللجنة الشعبية في الجلزون محمود مبارك لـ"الحدث": "إن مخيم الجلزون بسبب قربه من مستوطنة بيت إيل، تندلع مواجهات بشكل كبير بين الشباب وجيش الاحتلال، لذلك فإن نسبة المعتقلين من المخيم في ارتفاع مستمر".
 
التقت "الحدث" مع ستة شباب في أحد المقاهي بالمخيم تجمعهم قضية واحدة، اعتقلوا لنفس السبب وأدرجت أسماؤهم تحت "التهمة" ذاتها، برأيهم إن عدم حصولهم على عمل كما أغلب شباب مخيمهم هو اعتقالهم لأربعة أعوام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فضاعت عليهم فرصة إكمال الدراسة، 4 أعوام من عمرنا ضاعت لنصبح في الشارع بلا عمل.
 
وترفض "الأونروا" تشغيل أي معتقل سواء كان سياسيا أم جنائيا لدى الاحتلال الإسرائيلي أو لدى السلطة الفلسطينية،- عدا المعتقلين الإداريين-، لتكون فرصة اللاجئين للعمل مع الوكالة مقلصة للنصف.
 
من جهته، قال مدير مكتب الخدمات التابع لـ"الأونروا" في مخيم الجلزون "إسرائيل منعت التصاريح والشباب لم يعد يعجبهم الرواتب التي تقدمها الوكالة والسلطة وحتى القطاع الخاص، مضيفا أن أن جزءا من المشكلة يقع على الشباب أنفسهم، وليس فقط على تقصير الجهات المعنية.
 
وأوضح أن الوكالة بالأساس تعاني من أزمة مالية حادة، الأمر الذي جعلها تعجز عن توفير الخدمات الأساسية للمخيم، أي أن المشكلة لم تتوقف على تشغيل اللاجئين، مؤكدا أنها تصب كل جهودها للعمل على تفادي منتجات هذه الأزمة.