خاص| حقل الغاز المصري المكتشف يربك حسابات إسرائيل في المنطقة

خاص الحدث- القدس

 أثار اكتشاف حقل للغاز في المياه الإقليمية المصرية، مطلع الأسبوع الجاري، نوعاً من الإرباك لدى إسرائيل، خاصة وأن الأخيرة تبذل جهوداً لتصدير غازها إلى القاهرة.

 وقالت الإذاعة العبرية، اليوم الأربعاء، إن حقل الغاز المصري المكتشف، سيدفع الحكومة الإسرائيلية إلى تغيير خططها المرتبطة بتسويق الغاز إقليمياً، خاصة بعد إلغاء القطاع الخاص الفلسطيني اتفاقاً مبدئياً لاستيراد الغاز الإسرائيلي، لمحطة توليد كهرباء شمال الضفة الغربية، مطلع إبريل نيسان الماضي.

 وقالت صحيفة هآرتس في عددها الصادر اليوم، إن اكتشاف حقل الغاز، الذي اعتبر أضخم حقل مكتشف في مياه المتوسط، ويفوق مخزونه أكبر حقل غاز إسرائيلي، سيضع مصر على خارطة مصدري الغاز في المتوسط إلى جانب إسرائيل.

 وفي تعقيبه على الموضوع، اعتبر الخبير الاقتصادي ووزير التخطيط السابق في الحكومة الفلسطينية سمير عبد الله إن إسرائيل فقدت التميز الإقليمي الذي كانت تتمتع به في مجال الطاقة مع اكتشاف حقل ضخم في المياه المصرية.

 وأضاف خلال حديث مع مراسل "الحدث"، "اليوم تساوت مصر مع إسرائيل من حيث الأهمية الدولية في مجال الاكتفاء الذاتي من الطاقة، بل حتى التصدير إلى الخارج".

وتابع، "أيضاً اعتباراً من اليوم فإن إسرائيل ستبحث عن أسواق أخرى غير الأردن وفلسطين ومصر، أو أي من دول الجوار الأخرى، وبالتأكيد ستذهب باتجاه أوروبا، وستسرع من عملية التسويق لمواجهة التراجع في النمو الاقتصادي لديها".

 وأعلن مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي قبل أيام، عن أرقام النمو الاقتصادي للربع الثاني من العام الجاري، التي بلغت 0.3٪، رغم توقعات محلليين للإذاعة العبرية، بأن تبلغ نسبة النمو 1.5٪.

من جهته، قال الباحث في الاقتصاد الإسرائيلي أحمد قباجة، إن الحقل المكتشف سيؤدي إلى خلق حالة من التنافس بين إسرائيل ومصر من الناحية الإقليمية، خاصة وأن الأردن وفلسطين في أمس الحاجة إلى الغاز لتوليد الطاقة.

وأضاف خلال اتصال هاتفي مع مراسل "الحدث"، "مع وجود بديل عربي، حتى وإن كان متاحاً للتصدير بعد سنوات، فإن الأردن وفلسطين لن تكونا أسيرتين للغاز الإسرائيلي، وهذا لن يعجب إسرائيل بالتأكيد".

 ويملك الفلسطينيون حقل غزة مارين، ويقع على بعد 36 كيلو متراً غرب قطاع غزة، في مياه البحر المتوسط، والذي تم اكتشافه نهاية تسعينات القرن الماضي، فيما تم بناؤه عام 2000 من قبل شركة الغاز البريطانية (بريتيش غاز).

 ووقعت الأردن وشركة بريتيش غاز البريطانية، على اتفاقية لاستيراد الغاز الفلسطيني إلى الأردن عبر أنبوب يتم إنشاؤه، وذلك خلال أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس المنعقد نهاية مايو أيار الماضي.

 وأشار وزير التخطيط السابق، أن حقل الغاز المصري المكتشف، سيسقط الورقة السياسية التي كانت بيد إسرائيل، "احتياطي الغاز الإسرائيلي كان يشكل ورقة سياسية تستخدمها إسرائيل في الوقت المناسب، لكن جاء اكتشاف هذا الحقل ليعيد المعادلة السياسية إلى جانب الاقتصادية من جديد".