الإثنين  20 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أميركا اللاتينية تتربع عرش الدول الداعمة للشعب الفلسطينية

2014-08-11 05:25:53 PM
 أميركا اللاتينية تتربع عرش الدول الداعمة للشعب الفلسطينية
صورة ارشيفية
 خاص الحدث

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في الثامن من تموز الماضي، اختلفت وتباينت ردود الفعل العالمية حيال ما يحدث في قطاع غزة، من انتهاكات جسام ينفذها الاحتلال من استهداف المدنيين، وقتل الأطفال، والنساء، وكبار السن، وهدم المنازل، واستهداف المستشفيات والمدارس.
واحتلت دول أميركا اللاتينية حصة الأسد في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، والتضامن العلني معه واتخاذ إجراءات متنوعة ضد إسرائيل سعيا منها لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، فيما تخاذلت الدول العربية التي تربطها علاقات مع إسرائيل ولم تسحب حتى سفرائها من تل أبيب أو طرد السفير الإسرائيلي من بلدانها، واكتفوا بالشجب والاستنكار كالعادة.
إضافة إلى ذلك، كانت مشاركة الجماهير العربية في مسيرات الدعم والتضامن مع قطاع غزة ضئيلة جدا، ولم يتجاوز عد المشاركين في أحسن الأحوال المائة، فيما كانت المسيرات التضامنية في دول أميركا اللاتينية وأوربا وجنوب إفريقيا تتجاوز الآلاف بكثير.
وامتد التحول إلى عدد من الدول الأوروبية المعروفة بتأييدها لإسرائيل، وقد يكون المثال الأبرز في هذا الصدد هو موقف وزير الخارجية البريطاني الذي صرح بأن بريطانيا تعتقد أن الوضع في غزة لا يحتمل، وقد يؤدي هذا إلى زيادة في الهجمات المناهضة للسامية على اليهود البريطانيين، مؤكدا أن الرأي العام الغربي يتحول سريعا ضد إسرائيل بسبب حجم العمليات التي تشنها في غزة.
وأعلنت متحدثة باسم الحكومة البريطانية، أن لندن تعيد النظر في كل تراخيص التصدير المبرمة مع إسرائيل، خصوصا تلك المتعلقة بالأسلحة والمعدات العسكرية للتحقق من أنها 'مناسبة' بالنظر إلى الوضع في غزة.
وقالت متحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون: 'نعيد النظر حاليا في كل تراخيص التصدير المبرمة مع إسرائيل للتحقق من أنها مناسبة'، وفق ما ذكرته وكالة 'فرانس برس'.
وكانت الحكومة البريطانية صادقت على تراخيص لبيع معدات عسكرية لإسرائيل بقيمة لا تقل عن 42 مليون جنيه (52,7 مليون يورو) منذ 2010 وفقا لأرقام حكومية تم الحصول عليها من حملة مكافحة تجارة الأسلحة. وأوضحت المتحدثة: 'بالتأكيد تغير الوضع الحالي مقارنة مع توقيت إصدار بعض التراخيص ونعيد النظر فيها في ضوء الأوضاع الحالية، لكن أي قرار لم يتخذ باستثناء إعادة النظر فيها'.
وتأتي هذه التصريحات والمواقف في إطار مظاهرات حاشدة وقعت في عدة عواصم أوروبية أبرزها باريس وفيينا وبروكسل ولندن بالإضافة إلى روتردام. وكذلك برزت مواقف متقدمة للغاية من رموز مجتمعية في أوروبا والولايات المتحدة على رأسها فنانون وأدباء وصحفيون ورياضيون.
واتخذت الحكومة الإسبانية قرارا 'إجراء وقائيا' بوقف بيع المعدات العسكرية لإسرائيل، على ضوء الصراع الدائر في غزة. وحسب مصادر حكومية فقد تم اتخاذ القرار خلال اجتماع مجلس الإدارة الوزاري الذي ينظم بيع المواد الدفاعية والأسلحة، الذي يوجد من بين أعضائه ممثلو وزارات شؤون الرئاسة والاقتصاد والخارجية والدفاع والمالية.
من المعلوم أن قيمة بيع الأسلحة الإسبانية لإسرائيل محدودة (4.9 مليون يورو عام 2013، حوالي 1% من مجمل الصادرات الإسبانية). ويعتبر هذا الاجراء ذا صبغة سياسية، ومثل هذا الوقف تم في العام الماضي تطبيقه على مصر وأوكرانيا وفنزويلا خاصة فيما يتعلق منها بالوسائل البوليسية، وعدم منح تراخيص جديدة، حيث تم وقف العمل باكثر من 37 عملية تجارية بلغت قيمتها 5.9 مليون).
وحسب إحصائيات وزارة التجارة فإن بيع الأسلحة الإسبانية إلى إسرائيل عام 2013 تعود إلى قطع غيار مسدسات رياضية تصدر للولايات المتحدة، ومكونات صاروخ لجيش البر، وسيارات دفع رباعي، وصمامات للقنابل، ونظم كهربائية للمورتر، ونموذج نظام توجيه إطلاق نار.
وعلى الرغم من أن هذا المظهر من مظاهر رفض الرأي العام العالمي للعدوان الإسرائيلي قد امتد إلى الولايات المتحدة، إلا إن الموقف الأميركي الرسمي قد مثل كما هي العادة نشازاً فاق الحدود عن كل ما سبق، ويحتاج إمعان النظر في هذا الموقف وقفة تأمل خاصة.
وعلى صعيد الأمم المتحدة يمكن الزعم أيضاً بأن تحولاً في المواقف، وليس الأفعال، قد حدث، فقد اضطر أمينها العام بان كي مون إلى أن يقول "تعرضت مدرسة تابعة للأمم المتحدة تستقبل آلاف العائلات الفلسطينية لهجوم يستدعي الإدانة، هذا هجوم غير مبرر يستوجب المحاسبة وإحقاق العدالة".
وعودة إلى دول أميركا الجنوبية التي قدمت أقوى أشكال الدعم للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، أعلن الرئيس البوليفي إسرائيل "دولة إرهابية" بعد أن كان قد قطع العلاقات معها رسمياً في 2009 عقب عدوانها على غزة في 2008/2009.
وزاد الرئيس البوليفي على ذلك بأن اعتبر الاتفاق الموقع بين الدولتين في 1972 لاغيا وهو الاتفاق الذي كان يتيح حرية سفر الإسرائيليين إلى بوليفيا، وتم التوصل إليه في ظل نظام ديكتاتوري، وبالتالي سيكون الإسرائيليون مطالبين بالحصول على تأشيرة لدخول بوليفيا، وسيتعين على إدارة الهجرة أن تراجع طلبات التأشيرات.
وبرر الرئيس البوليفي مواقفه بأن إسرائيل لا تحترم المبادئ أو الأهداف الخاصة بميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ويضاف إلى هذا الموقف البوليفي الحاسم أيضاً سحب الإكوادور والبرازيل لسفيريهما في إسرائيل، ووصف رئيسة البرازيل لما يحدث بالأمر الخطير، قائلة "لا أعتقد أنها إبادة جماعية ولكني أرى أن ما يحدث مذبحة".
وصفت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف الهجوم الاسرائيلي بـ"مجزرة". في مؤشر إلى توتر العلاقات بين البرازيل وإسرائيل قررت روسيف استدعاء سفيرها في تل أبيب للتشاور، ما حمل متحدثا باسم الخارجية الإسرائيلية على وصفها بـ"قزم دبلوماسي".
واستدعى السلفادور سفير إسرائيل لإجراء مشاورات عاجلة حول القصف الإسرائيلي "الأعمى" الذي أسفر عن مقتل استشهاد آلاف الفلسطينيين في غزة معظمهم من المدنيين.
وفي اليوم نفسه استدعت تشيلي سفيرها بسبب "تصعيد العقاب الجماعي حيال المدنيين في غزة".
واتخذت البيرو القرار نفسه معربة في بيان لوزارة الخارجية عن الأسف "العميق لانتهاك وقف إطلاق النار مع استئناف العمليات العسكرية لإسرائيل في غزة".
وكانت دول أخرى في أميركا اللاتينية يقودها اليسار قطعت منذ سنوات علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل كفنزويلا وبوليفيا في 2009 بعد عملية سابقة دامية في غزة فيما قطعت كوبا علاقاتها مع إسرائيل بعد حرب عام 1973.
ووصف نائب في الحزب الاشتراكي الحاكم في فنزويلا ما يحدث في قطاع غزة "الإبادة"، وندد رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو بـ"حرب إبادة تشن منذ نحو قرن" على الشعب الفلسطيني.
كما استدعت دولتا كوستاريكا والأرجنتين اللتان تضمان أكبر مجموعة يهودية في المنطقة، سفيرتي إسرائيل إلى وزارة الخارجية، للتعبير عن إدانتهما لما يحدث.
فيما أن البلد الوحيد الشاذ عن قاعدة الإجماع هذه هي كولومبيا برئاسة خوان مانويل سانتوس (يمين وسط) الذي استبعد تماما استدعاء سفيره في تل أبيب.
وفي أميركا الوسطى، قال رئيس جمهورية نيكاراغوا دانيال أورتيغا سافيدرا إن ما تسعى إليه إسرائيل من خلال مهاجمتها وبكل قوتها العسكرية قطاع غزة هو إبادة الشعب الفلسطيني، مضيفا 'إنها عملية عسكرية تهدف إلى إبادة الشعب الفلسطيني الذي يعيش هناك في قطاع غزة'.
وأكد أن الأعمال المرتكبة اليوم من قبل الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين لا يمكن مقارنتها، إلا بما فعله النازيون ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، 'ليس صحيحا أن الجيش الإسرائيلي وصل إلى غزة لإغلاق الأنفاق، الأنفاق لا تغلق بقصف المدنيين الموجودين في المدن، لقد جاؤوا لقتل واغتيال الشعب الفلسطيني، هناك يتم ارتكاب عملية إبادة جماعية، هناك ترتكب جرائم حقيقية ورهيبة بحيث يمكن مقارنتها فقط بالجرائم التي ارتكبتها النازية ضد اليهود'.
 
وفي إفريقيا، تميزت دولة جنوب إفريقيا في تضامنها ودعمها للشعب الفلسطيني، وتنديدها بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بخروج أكبر مسيرة تضامنية قدرت بعشرات الآلاف.
وأعرب رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما عن 'سخطه' حيال استشهاد عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين في الهجوم الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. وتحدث في واشنطن خلال مشاركته في قمة الولايات المتحدة وأفريقيا، 'نحن ساخطون لأن إسرائيل تقتل المدنيين، وبعضهم في ملاجئ للأمم المتحدة'.