الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تحت سقف النار .. بقلم: أحمد زكارنة

2014-08-12 10:19:49 AM
تحت سقف النار .. بقلم: أحمد زكارنة
أحمد زكارنة

في صراع طويل الأمد كالصراع العربي الفلسطيني، وكما نقول دائماً، إن الانتصار لا يأتي بالضربة القاضية، وإنما بالنقاط. لذا، ونحن نتابع مجريات عملية التفاوض المريرة في القاهرة، فإننا نؤكد على أنه ما بين الفعل المقاوم والمفاوض سال دم كثير، ولا يزال، مناشدة للحرية المبتغاة، ونستطيع القول إن فعل المفاوض على الطاولة لا يقلّ أهمية أو ضراوة عن فعل المقاوم على الأرض، تمسكاً بالحق الفلسطيني الذي لا لبس فيه، ولا تراجع.

 

 ومع هذا، فإن هناك عدة ملاحظات واضحة على التغطية الإعلامية، وبخاصة المصرية منها، تجب الإشارة إليها بشكل سريع:

 

أولاً: من الواضح تماماً أن هناك نوع من أنواع الجهل بالعديد من تفاصيل القضية الفلسطينية لدى شريحة واسعة من الجيل الإعلامي الحالي في القاهرة.

 

ثايناً: برغم ما يقال عن الإعلام الحكومي دائماً، إلا أنه يُسجَّل للإعلام الحكومي المصري ارتقاءه من زاوية "حرب المصطلحات"، وكمثال على ذلك، يستخدم الكثير من الإعلاميين مصطلح "العدوان" على غزة، لا "الحرب" في غزة، كما يشار إلى شعبنا الصامد في غزة بأنه "شعب فلسطين" لا حركة حماس، وغيرها الكثير.

 

ثالثاً: ما زلنا نشعر بالحس الوطني والحماسة لدى الإعلامي المصري في المؤسسة الرسمية بتفاعله مع القضية الفلسطينية والعدوان الحاصل على غزة، أكثر بكثير مما نشعر به لدى الإعلاميين في مؤسسات الإعلام الخاص.

 

رابعاً: الكثير من المشتغلين في الشأن السياسي من محللين وكتّاب، وبرغم حالة التجهيل غير المقصودة في خطها العام، ما زلوا يتحلون بروح الجندي المصري المقاوم.

 

هذه الملاحظة الأخيرة كانت واضحة وضوح الشمس خلال ندوة شاركت وزميلَين فلسطينيين فيها للحديث عن غزة، وسط كوكبة من الكتاب والمحللين المصريين الكبار، منهم مرشح رئاسة الجمهورية السابق الوزير المتقاعد، السيد عبد الله الأشعل، والدكتور أحمد حلمي عبد اللطيف، والسيد عاطف المغاوري، نائب رئيس حزب التجمع، والدكتور محمد طلعت، مدير تحرير جريدة الجمهورية، والعشرات غيرهم من الكتاب والمثقفين، الذين فاجؤونا بمواقف مصرية عربية أصيلة، لا تقل أهمية عن موقف المثقف الفلسطيني، وإن عتب البعض منهم على البعض منا، ولكنهم لم يخلطوا ولم يتوقفوا في لحظة الدم.

 

ولكن السؤال الأبرز في المرحلة الراهنة، هل سنتمسك بحالة الوفاق الوطني الفلسطيني الذي تشهده الساحة الفلسطينية اليوم؟ أم أننا سنساعد العدو، ونعود إلى كارثة الانقسام؟ وهو سؤال مشروع جداً، بل وضروري، في كل الأحوال، وعلينا منذ اليوم الاشتغال بالبحث عن إجابات عملية عليه، لا لفظية، فما جمعنا تحت سقف النار لا يجب أن يفرقنا خارج هذا السقف الممتد منذ أكثر من ستة عقود، وليس منذ بدء العدوان الأخير علينا، سواء في الضفة أو غزة. كما يجدر بكافة العاملين في الشأن الإعلامي اعتبار الحالة الفلسطينية "تحت سقف النار" كل الوقت، لا بعضه.