#الحدث- محمد مصطفى
بمجرد استلامه مخصصات الشؤون الاجتماعية من إحدى مصارف جنوب قطاع غزة، سارع المواطن محمد أبو صلاح "56 عام"، بالتوجه إلى إحدى الأسواق الشعبية القريبة برفقة زوجته، وبدءا يشتريان الخضروات واللحوم ومواد غذائية متنوعة.
مساعدة وحيدة
أبو صلاح أكد أن المخصصات المذكورة هي المبالغ المالية الوحيدة التي تدخل بيته، ورغم تباعد صرفها إلا أن العائلة تنتظرها بفارغ الصبر، وعليها يعلق أبنائه آمال كبيرة في توفير متطلباتهم.
وأوضح أنه يعيش وأسرته على المساعدات الغذائية التي تصرفها وكالة الغوث، وبعض الجهات الأخرى، وهي توفر لهم المواد التموينية الأساسية، بينما ينتظر المخصصات المذكورة لشراء ما يلزمه، وكثيراً ما يقترض من أقربائه أو أصدقائه، على أن يقوم بسداد الديون بعد استلامها.
وبين أبو صلاح أن الأموال المذكورة ورغم محدوديتها، إلا أنها تدخل البهجة على الأسرة، لكنه اشتكى من تباعد صرفها، مطالباً السلطة الفلسطينية، والجهات المانحة بجعلها شهرية، كون العائلات التي تصرف لها هي من أشد الأسر فقراً.
وقال أبو صلاح بألم: " ليتني امتلك الصحة والعافية، لأعمل وأوفر دخل يضمن لأبنائي حياة كريمة، لكن المرض جعلني أتسول المساعدات، وانتظر صرفها بفارغ الصبر".
إنعاش للأسواق
واسهم صرف المخصصات المذكورة في إنعاش الأسواق، التي تعاني من حالة ركود وضعف في الحركة الشرائية منذ مدة.
ويقول بائع الخضروات محمد عبد العال، إن صرف المخصصات المذكورة جاء في توقيت حساس، حيث نهاية الشهر، ونفاذ الأموال من منازل الموظفين، فهذه الفترة غالبا ما تتعمق فيها حالة الركود، لكن مخصصات الشؤون الاجتماعية أسهمت في إنعاشها، وحسنت الحركة الشرائية.
وأشار عبد العال إلى أنه ورغم ارتفاع أسعار الخضروات، إلا أنه تمكن من بيع معظم ما لديه من بضاعة في إحدى الأسواق الشعبية، حيث كانت بسطته قريبة من مصرف مركزي، استلم الفقراء من خلاله مستحقاتهم.
وأوضح أنه جلب كمية أخرى من الخضار، ويأمل بأن تستمر حالة الانتعاش المذكورة مدة أطول، وأن تتواصل بعد صرف رواتب الموظفين العموميين.
أما سائق المركبة العمومية محمد أبو جزر، فأكد أن البلد انتعشت بصورة مفاجئة، فبمجرد فتح المصارف أبوابها يوم السبت، وهذا أمر غير معهود، وبدء صرف المستحقات، انتعشت الأسواق، وبات الركاب ينتشرون في الشوارع، والمركبات العمومية تذهب وترجع وهي محملة بالمواطنين.
وأكد أبو جزر أنه كان يتوجه بمركبته قرب المصارف، ويقوم بنقل المواطنين إلى الأسواق، ومن الأسواق يعيدهم مثقلين بحملهم إلى منازلهم، وهذا أمر جيد، وفر له ولغيره من السائقين مصادر دخل أفضل، مقارنة بالفترات الماضية.
طريق للسعادة
وبدت المواطنة "أم عمر"، سعيدة وهي عائدة إلى منزلها ويديها مثقلتين بحملهما، بعد أن توجهت للسوق فور استلام المخصصات المذكورة.
وأكدت أنها حرصت على شراء كل ما حرم منه أبنائها طوال الفترة الماضية، خاصة اللحوم، والدواجن، وكذلك الفواكه، لاسيما الموز الذي يلح نجلها الأصغر في طلبه.
وأقسمت انه بعد سداد الديون، ودفع ثمن اسطوانتي غاز طهي، لم يتبق معها من كل المبلغ سوى 400 شيكل، لكنها سعيدة، فهي أدخلت البهجة على قلوب أبنائها الأيتام.
ونوهت"أم عمر"، إلى أن المشكلة الحقيقة التي تنغص عليها تكمن في أن موعد صرف المستحقات المقبلة بحاجة إلى انتظار ثلاثة أشهر كاملة وربما أكثر، متمنية لو كانت دورات الصرف متقاربة أكثر.
يذكر أن مخصصات الشؤون الاجتماعية تصرف مرة كل ثلاثة أشهر، وتستفيد منها آلاف الأسر الفقيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة.