الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث": الحدود المصرية تتحول إلى مناطق خطرة مع تزايد وتيرة الانهيارات

2015-11-15 06:35:23 AM
متابعة
صورة ارشيفية

 

الحدث - محمد مصطفى

تدريجيا تتحول المناطق الملاصقة للشريط الحدودي مع مصر إلى أماكن شديدة الخطورة، مع استمرار عمليات الضخ اليومية للمياه المالحة في باطن الأرض، بهدف تدمير ما تبقى من أنفاق للتهريب، وما تسببه ذلك من حدوث انهيارات ترابية بالمجملة.
 
فالأسبوعين الماضيين كانا الأسوأ منذ بدء المشروع المصري المائي، حيث أدى تشبع الأرض بالمياه، إلى تزايد وتسارع وتيرة الانهيارات، واتجاهها أكثر نحو الشمال، وهذا يشكل خطرا كبيرا على سكان المناطق الحدودية، وعناصر الأمن المنتشرين على طول تلك المنطقة.
 
أخطار حقيقية
 
وقال المهندس أسامة أبو نقيرة، رئيس لجنة الطوارئ في بلدية رفح، والتي تتابع تطورات آثار القناة المائية، إن الوضع دخل مرحلة الخطر الحقيقي، مع تزايد ظهور تشققات جديدة في الأرض، وحدوث انهيارات في كثير من المناطق، خاصة في منطقة حي "آل قشطة"، واتجاه الانهيارات والتشققات نحو الشمال، ما يعني أن المياه تزحف في اتجاه منازل المواطنين.
 
وأكد أبو نقيرة أن لجنة الطوارئ وبلدية رفح تتابع التشققات والانهيارات، وتحاول معالجتها أولا بأول، عبر ردمها بالرمال، لكن هذه الحلول مؤقتة، ولن تفي بالغرض، فالوضع يتعقد مع مرور الوقت.
 
وأشار إلى أن الخوف مما هو قادم، فلو استمر ضخ المياه بهذه الوتيرة فالانهيارات ستزيد وتتجه نحو الشمال، وستلحق كوارث كبيرة بالمدينة، وستحدث عمليات هجرة جماعية.
 
مخاوف كبيرة
 
وبالقرب من بوابة صلاح الدين، رفض سائق إحدى الدراجات "توك توك"، الدخول نحو منطقة الحدود، بهدف إيصال حاجيات لأحد المواطنين كان نقلها له من السوق، وقد أعرب السائق عن خشيته من السير في تلك المناطق، التي قد تنهار في أية لحظة.
 
وأوضح سائق الدراجة ويدعى أيمن مهدي، أنه شاهد الطرقات الترابية في تلك المنطقة، وقد بدت مخيفة، فالأرض أصيبت بتشققات كبيرة، ومن الممكن أن تنهار به وبدراجته، وهو لن يغامر ويدخلها مهما بلغت الإغراءات.
 
وبين مهدي أن المياه التي ضخت حرمته وغيره من المواطنين من الوصول لتلك المناطق، ناصحاً الجميع بتجنب السير فيها.
 
أما المواطن محمد عبد السلام، من سكان المنطقة الحدودية، فأكد أن السير في بعض المناطق بات يشكل خطر حقيقي على المواطنين، فمن الممكن أن تشاهد المياه من أي حفرة، كما أن التشققات والانهيارات ترى في كل ركن وزاوية.
 
وأشار عبد السلام إلى أنه وعلى صعيد عائلته، اتخذ الكثير من الإجراءات، خاصة وأن مسكنه قريب من منطقة الحدود، فهو يمنع أبنائه من الوصول للمناطق الحدودية الخطرة، وحدد طريق واحدة للسير فيها، ودائما يتفحصها بعينيه، خشية وصول المياه إليها.
 
وأعرب عبد السلام عن خشيته من أن يضطر يوما لترك منزله والنزوح عنه، بعد أن تصله المياه وتهدده بالانهيار، مطالباً بالعمل من أجل وقف هذا المشروع الذي وصفه بالكارثي.
 
وأكد أنه يصمت حين يسأله نجله عن برك المياه التي يراها، ولماذا تشكلت، وهل ستصل إلى منزل العائلة؟.
 
ويكمن الخطر الحقيقي في أنه وعبر سبع سنوات من الحصار، حفرت عشرات الأنفاق الأرضية، والآن هذه الأنفاق مخلاة، ولا أحد يعرف أماكن سيرها تحت الأرض، وبالتأكيد وجدت المياه التي ضخت السبيل إليها، والآن قد يكون تشكل ما يشبه البحيرات في قاع الأرض، وفرضية حدوث انهيارات ترابية كبيرة أمر متوقع في أية لحظة.