الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث": أمطار غزة...فرحة ممزوجة بالمعاناة

2015-11-18 10:31:22 AM
متابعة
صورة ارشيفية
 
الحدث- محمد مصطفى
رغم أن هطول الأمطار يدخل البهجة والسرور على سكان قطاع غزة، مزارعين ومواطنين، كونها المصدر الوحيد لتغذية الخزان الجوفي، الذي يحصل سكان القطاع منه على حاجتهم من مياه الشرب، وكونها أمل المزارعين الوحيد في جعل الموسم الزراعي الشتوي ناجح، إلا أنها في كثير من الأحيان تحمل المعاناة والألم لقطاعات واسعة من السكان.
 
فمع تهالك البنية التحتية في محافظات قطاع غزة، وقدرة البلديات المحدودة بسبب الحصار، وافتقاد المواد والمعدات اللازمة، تتحول كل موجة غزيرة من الأمطار لكوارث، وتتسبب في تفاقم معاناة المواطنين.
 
تنقل صعب
المواطن أيمن سلامة، ويعمل في مؤسسة أهلية في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، أكد أنه يشعر بفرح وأمل مع كل قطرة ماء تهطل من السماء، فالأمطار هي بشارة خير، يسعد لها الجميع، لكن شعوره هذا سرعان ما يتبدل ويتحول إلى نقمة، حين يهم بمغادرة منزله في الصباح متوجها إلى عمله.
 
وأكد سلامة، أنه بمجرد مغادرة المنزل والسير في الشوارع الترابية، يفاجئ ببرك تغلقها، وتبدأ رحلة معاناة قاسية لعبور هذا الشارع أو ذاك، فإما يضطر لسلوك طرق أخرى، أو السير على حجارة يكون المواطنون وضعوها وسط الماء.
 
وأشار سلامة إلى أن كل موجة أمطار تحمل له ولغيره من المواطنين المعاناة، فهو كثيراً ما يتطوع لمساعدة أطفال ومواطنين لعبور الطرقات،  ويعتقد بل يجزم أن البنية التحتية في قطاع غزة، غير مؤهلة لاستقبال الأمطار الغزيرة.
 
أما المواطن محمود جواد من سكان مدينة رفح، فأكد أن أكثر ما يزعجه سرعة اختلاط مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي، فبعد ساعة أو ساعتين من هطول الأمطار بغزارة، تصبح بلاعات المجاري مصدر لخروج آلاف الأمتار المكعبة من المياه الملوثة، وتتحول البرك إلى مصادر للتلوث، وهذا أمر مزعج، ويسبب مكاره صحية.
 
ودعا جواد لإعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي بشكل جيد، حتى تحتمل تصريف الأمطار، ولا تخرج منها المياه، فمن الممكن احتمال البرك التي تشكلها السيول، لكن من الصعب احتمال أن تكون مياه هذه البرك ملوثة بالصرف الصحي.
 
أطفال في خطر
وبدا المواطن عماد نصر، وهو والد لثلاثة أطفال حريصاً على إيصالهم المدرسة مع كل موجة أمطار تهطل، فهو يدرك مخاطر الأمطار على أبنائه الصغار، فعبور الشوارع صعب، والأمطار قد تصيبهم بالبلل الذي يعرضهم للإصابة بالأمراض، ناهيك عن ضعف قدرة "بريك"، المركبات والدراجات النارية، نظراً لتزحلق العجلات، وهذا يعرض الأطفال للخطر.
 
ونوه نصر إلى أنه أمام خيارين، إما أن يبقي أبنائه في المنزل، ولا يرسلهم إلى المدرسة، وقد فعل ذلك أكثر من مرة، أو يقوم هو بنفسه بإيصالهم للاطمئنان عليهم.
 
وتمنى نصر على البلديات أن تقوم بدورها على أكمل وجه، بمعالجة تجمع المياه في الشوارع، وحل مشكلات اختلاط الأمطار بمياه الصرف الصحي، ونشر شرطة المرور لتنظيم حركة السير، وضمان عبور آمن للأطفال وهم في طريقي الذهاب والعودة من وإلى مدارسهم.

غرق منازل
ولازالت عشرات بل مئات المنازل التي تقع في أماكن متفرقة من قطاع غزة عرضة للغرق، نظراً لوجودها في مناطق منخفضة، غالباً ما تتجمع فيها مياه الأمطار.
 
ويقول المواطن عيسى أحمد، ويقطن إحدى المناطق المنخفضة غرب رفح، إن جهود البلدية في العامين الماضيين كانت كبيرة لإنقاذهم، لكن الأهم من ذلك هو تنفيذ مشاريع مستدامة تحل المشكلة من جذورها، فلا يجب أن تتحرك البلدية والجهات المعنية بعد غرق المنازل.
 
ونوه إلى أنه حتى الآن لم تهطل الأمطار بغزارة شديدة تتسبب الغرق، لكن هذا متوقع في الأسابيع والأشهر المقبلة، خاصة مع توقعات خبراء الأرصاد بشتاء ماطر بغزارة هذا الموسم.