الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث| "الكروم الممنوع" ينعش صناعة دباغة الجلود من جديد

2015-12-17 01:16:34 PM
متابعة
دباغة الجلود ( ارشيف)

الحدث- حيدر دغلس

بدأت صناعة دباغة الجلود في الخليل النهوض من جديد، بعد أن عاد اصحابها الى افتتاح مدابغهم اثر اغلاقها لبضع سنوات نتيجة معيقات وضعتها سلطات الاحتلال الاسرائيلي.

 

وكادت هذه الصناعة ان تندثر في السنوات الاخيرة وخاصة منذ اندلاع انتفاضة الاقصى نتيجة المعيقات التي وضعتها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بزعم ان هناك بعض المواد الكيمايئية التي تدخل في عملية الدباغة بانها  تشغل خطرا لأنها يمكن ان تستخدم لصناعة المتفجرات.

 

ويقول رئيس اتحاد الصناعات الجلدية محمد الزعتري انه وخلال العام 2007 اصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي قرارا  بإيقاف استيراد المواد الخام المتعلقة في عملية الدباغة من قبل المصانع الفلسطينية،  ما شكل تحديا أمام  دباغة وصناعة الجلود واستمرت تكافح إلى أن عادت وبدأت في النهوض من جديد بعد ان توقف عن العمل كلياً خلال الشهور الماضية.

 

 ويضيف الزعتري ، ان   سلطات الاحتلال كانت تزعم أن السبب الرئيسي لمنع إدخال المواد المستخدمة في عملية دباغة الجلود هو الحفاظ على البيئة، إلا أن السبب الحقيقي هو أن الاحتلال قام بمنع دخول حامض الكبريتيك، وغيره من المواد المستعملة في عملية الدباغة، لأسباب أمنية.

 

ويتابع رئيس اتحاد الصناعات الجلدية ان الاحتلال كان يمنع  دخول مادة الكروم المادة الرئيسية للدباغة ، وقد تم حل هذه المشكلة حديثا بالتعاون مع سلطة جودة البيئة الفلسطينية واتحاد الصناعات الجلدية الفلسطينية وبعض المؤسسات الأخرى ذات العلاقة بالموضوع.

 

ويضيف انه تم الاتفاق على الية جديدة للتخلص من مخلفات دباغة الجلود نتيجة استخدام مادة "الكروم" عبر الاستعانة خبير في هذا المجال من جامعة النجاح الوطنية، اضافة الى تجميع الفضلات الناتجة عن عملية الدباغة وتحميلها بشاحنة خاصة ودفنها بالمكب الخاص في اسرائيل مقابل مبلغ مالي.

 

ورغم أن هذه المهنة، تم توارثها  من جيل لآخر منذ عشرات السنين، إلا أن الإنتاج على نطاق واسع بدأ منذ مطلع الثلاثينات من هذا القرن، حيث تم بناء ثلاث مدابغ في منطقة الخليل، وقد شهدت صناعة الدباغة تطوراً وتوسعاً كبيرين منذ مطلع السبعينات.

 

وبين الزعتري أن أصحاب المدابغ وبالتعاون مع الوكالة الأميركية للتنمية، قاموا في العام 2003 بإنشاء محطة خاصة للمياة الملوثة لتنقيتها من الكروم عبر تخزينه في حجرات خاصة، بحيث يجمّع ويعاد استخدامه لعدة مرات في الدباغة، ما كان يوفر عليهم الكثير من المال الذي ينفق اليوم على شراء الكروم، الى أن قام الاحتلال بوقف إدخال مادة الكبريتيك الأساسية في عملية تكرير الكروم في العام 2007 وذلك لدواعٍ أمنية.  

عدد المدابغ في فلسطين

وبحسب الزعتري فان الضفة الغربية يوجد بها 13 مدبغة منها 12 في محافظة الخليل وواحدة في بلدة عنبتا في طولكرم، مشيرا إلى ان  نصف عدد المدابغ في الخليل يستخدم الطاقة الشمسية بدلا من المحروقات والكهرباء لتسخين المياه في عملية الدباغة أي أنها ( صديقة للبيئة).

 

ويضيف "تطورت عملية الدباغة تبعا للتطور التكنولوجي في العالم، حيث أصبحت بعض الآلات تدار باستخدام الحاسوب " حاسوب خاص بالآلة". وأيضا المواد الكيميائية والأصباغ في معالجة الجلود باختلاف أنواعها. 

 

ويؤكد الزعتري ان عملية دباغة الجلود تطورت في فلسطين وهي تضاهي الان الدباغة في الكثير من دول العالم اذا تقوم إحدى الشركات بتصدير جلود نصف مصنعة ( مرحلة إضافة الأحماض) إلى السوق التركي.  

 

ويتابع  "الشركات المصنعة للمواد الكيميائية  تقوم بإرسال خبراء لتعريف المدابغ في الخليل بالمواد الجديدة، فيما تقوم شركات الدباغة في الخليل بإرسال أفراد من أصحاب المدابغ إلى أوروبا لمتابعة التطور بالمواد والآلات وتعلم ما هو جديد في عالم الدباغة من خلال برامج تدريبية  عن طريق الاتحاد).

 

وبدات صناعة دباغة الجولد  بطرق بدائية تمثلت بحفر لعملية الدباغة واستخدام مواد بدائية تركزت بأوراق السماق والكينا وقشور الرمان وبعض النباتات الأخرى. واستخدام مواد عضوية (زبل الدجاج) في المراحل الأولى من عملية الدباغة.  

 

 وكانت عملية الدباغة تتم بشكل يدوي وباستخدام أدوات بدائية صنعت باليد من أجل تنظيف وتجهيز الجلد ومن ثم المراحل الأخرى البدائية بمجملها.

مصادر الجلود الخام

وحول مصادر الجلود الخام في فلسطين يوقل رئيس اتحاد الصناعات الجلدية أن ما بين 80-85% من الضفة ، و15-20 % الداخل الفلسطيني.  

 

وبين الزعتري أن الجلود الجاهزة في مراحلها النهائية يتم استهلاكها من قبل مصانع الاحذية في الخليل والصناعات الجلدية. 

 

ويضيف أن معظمها يستخدم يصنع في صناعة الاحذية والاحزمة .. وجزء اخر للحقائب الجلدية الا انها نسبة ضئيلة نتيجة تكلفتها العالية.   

 

ويشير  رئيس اتحاد الصناعات الجلدية  ان صناعة الجلود في فلسطين تغطي ما نسبته  من 50-60% من صناعة الاحذية والصناعات  مبينا أن المدابغ قادرة على تغطية السوق المحلي كاملا ، وذلك بسبب تصدير نسبة من الجلد الخام إلى الخارج ومنع دخول الجلود الخام من قطاع غزة إلى الخليل.