الحدث- محاسن أُصرف
على مقربة من بوابة رفح تجمع المئات من المرضى خلال وقفة احتجاجية نظمتها وزارة الصحة اليوم أمام بوابة معبر رفح جنوب قطاع غزة، وحمل المرضى لافتات مناشدة للسلطات المصرية بفتح المعبر لإنقاذ حياتهم، خاصة في ظل مماطلة التنسيق الأمني على معبر بيت حانون "إيريز" شمال القطاع.
وأكد بعض المرضى في أحاديث منفصلة مع "الحدث" أنهم يُعانون الموت في اليوم ألف مرة نتيجة نقص الأدوية في مستشفيات القطاع وعدم قدرتها على توفير العلاج اللازم لهم، فيما أشار آخرون أن إغلاق المعبر المتكرر لأكثر من أربعة شهور حرمهم من فرص العلاج في مستشفيات الخارج رغم امتلاكهم تحويلات علاجية رسمية من قبل وزارة الصحة، مطالبين منظمات منظمات حقوق الإنسان، بضرورة الاهتمام بملف المرضى في قطاع غزة، والعمل على حل قضيتهم بتوفير العلاجات المناسبة لهم، والسماح لهم بالسفر للخارج لتلقي العلاج.
حرمان من العلاج
بين جموع المرضى المحتجون على إغلاق المعبر كانت تقف بجسد تهالك ألمًا، تحمل في حقيبتها التقارير التي تُثبت مرضها بسرطان الثدي إلى جانب تحويلة رسمية للعلاج في إحدى مستشفيات مصر، تقول:"حاولت الخروج عند فتح بوابة المعبر قبل أسبوعين لكن لم يُحالفني الحظ"، وتُضيف السيدة أن وجه معاناتها يكمن في عدم توفر العلاج اللازم ك"إبر المناعة"والعلاج الهرموني الخاص بمرضى سرطان الثدي، وتُشير أنها خضعت لعملية استئصال قبل عام وكان يتوجب عليها استكمال العلاج لكن إغلاق المعبر ورفض الاحتلال منحها تصريحًا للدخول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة أثرا بشكل سلبي على حالتها الصحية، لافتة إلى أن عدم تلقيها العلاج في الوقت المناسب يُسهم في نقص المناعة لديها ويُؤجج من خطر انتشار المرض في كامل جسدها،
معاناة مضاعفة
والمعاناة لدى إبراهيم (35) عامًا من سكان مدينة خان يونس، أشد وأنكى، الرجل يُعاني من ورم سرطاني وحصل على تحويلة للعلاج بإحدى المستشفيات في الأراضي المحتلة عام 48، إلا أن المنع الإسرائيلي كان سببًا في عدم وصوله إلى المستشفى والحصول على العلاج اللازم، يؤكد لـ"الحدث" أن إغلاق السلطات المصرية للمعبر يُفاقم من معاناته، وقال بألم:"في كل يوم أموت ألف مرة".
ويخشى شقيق إبراهيم الذي رافقه في الوقفة الاحتجاجية عند بوابة المعبر، على حياة شقيقه، ويُشير لـ"الحدث" أن كل إجراءات السماح له بالعلاج بمستشفيات الأراضي الفلسطينية المحتلة باءت بالفشل، وظل استمرار إغلاق معبر رفح فإن حياته مُهددة بالخطر.
مناشدة
وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أن قرابة (4) آلاف مريض يُعانون الأمرين في القطاع وهم بحاجة ماسة للسفر، وأشار تصريحاته أثناء الوقفة الاحتجاجية، إلى الممارسات التعسفية التي يقوم بها الاحتلال بحق المرضي في رحلتي الذهاب والإياب ومحاولات إبتزازهم للتخابر، ناهيك عن تحديد عمر المرافق بألا يقل عن 55 عامًا، قائلًا أن هذا الشرط حرم المئات من متابعة علاجهم في الضفة المحتلة، وطالب القدرة بضرورة العمل الجاد لفتح المعبر وإنهاء معاناة المرضى .
وقال :"نأمل أن يتم السماح بأمان لمرضانا عبر معبر رفح وألا يتم إجبارهم على دفع الضريبة القاسية للتجاذبات والأوضاع السياسية القائمة"، لافتًا إلى أن قائمة شهداء الحصار من المرضى في ازدياد خاصة في ظل عدم توفر ثلث الأدوية التخصصية لأصحاب الأمراض المزمنة كـ"الدم، الأورام، الكُلى والأمراض المزمنة".