الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل كان أردوغان يمثل على الرأي العام في دافوس؟

2015-12-22 07:18:58 AM
هل كان أردوغان يمثل على الرأي العام في دافوس؟
أردوغان وهو يغاد المنصة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس

 

الحدث- أنقرة

 

ذكرت الخبيرة التركية في شؤون الشرق الأوسط الصحفية جيدا كاران أن موقف أردوغان في منتدى دافوس من الرئيس الإسرائيلي آنذاك شيمون بيريز كان تضليلا للرأي العام التركي.



وأضافت كاران أنه عند النظر إلى الاتفاقية الأخيرة بين تركيا واسرائيل يمكن قياس مدى صدق علاقات تركيا في عهد أردوغان مع إسرائيل.



وأدلت كاران بتصريحات مثيرة في تقريرها الذي نشرته صحيفة زمان، وفيما يلي عرض لأبرز ما ورد في التقرير:


-    لماذا اتفقت تركيا مع السلطات الإسرائيلية مقابل مبلغ 20 مليون دولار؟



المفاوضات كانت مستمرة منذ عامين، وبالنسبة لي أهم ما في الأمر هو التوقيت. في الواقع حملة تطبيع العلاقات مع اسرائيل هى الحلقة الأخيرة لإصلاح السياسة الخارجية لتركيا. ففي حالة توقيع الاتفاقية النهائية فإنها ستكون المتمم للعديد من التطورات مثل التخلص من مخاوف فشل سياسة سوريا والعراق والاحتماء في مظلة الناتو عند تدهور العلاقات مع روسيا ومنظمة شنغهاي التعاونية والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي والاضطرار إلى إبطال مشروع الدفاع الصاروخي مع الصين.

وكان أردوغان يقول بصوت مرتفع ونبرة حادة:"لا أستطيع أن أفكر تفكيرا إيجابيا تجاه إسرائيل في أي موضوع ما دمت أنا على هذا المنصب" و"إسرائيل لن تستطيع تنظيف يدها من الدماء".


-    ترحيل أحد قادة حماس خارج البلاد

يقولون إن حماس ستتضرر من موقف تركيا الجديد وستتجه إلى إيران وإن تركيا ستعيش صعوبة في علاقتها مع فلسطين لكنني لا أتفق مع هذا الرأي. فالإخوان المسلمون في فلسطين نفعيون كثيرا مثل سائر الأذرع لجماعة الإخوان المسلمين. فبالأمس كانوا حلفاء لسوريا واليوم حلفاء لتركيا وغدا سيكونون حلفاء لإيران أو يتعاملون مع كل هؤلاء معا، ولا داعي للبحث عن التمسك بالمبادئ.



أما الحرب السورية فأضرت كثيرا بصورة تركيا في المنطقة. فالمشهد بالنسبة لقادة تركيا مأسوي بالطبع. فكروا قليلا قبل سنوات عدة كان يتم زيارة غزة عبر مصر لعدم سماح إسرائيل بذلك.

 

أما الآن هل تحول الوضع إلى المرور عبر إسرائيل لأن مصر لا تسمح؟ فهناك ادعاءات بأن الاتفاقية تحتوي على مواد سرية وأن أردوغان سيذهب إلى غزة لتقوية شعبيته حتى يسهل تغييره نظام الحكم إلى النظام الرئاسي. وهذايلائم مشروع "العثمانية الجديدة". أما بالنسبة للإدارة الاسرائيلية فلا يزال وضع "عدم الثقة" مستمرا لكنهم ينظرون إلى المصالح التجارية ودفع تركيا إلى قبول مطالبهم السياسية.فهم لا يتبعون سياسة خارجية مبنية على الأيديولوجية.


-    هل تعني الاتفاقية أن سياسة أردوغان الشهيرة "دقيقة من فضلكم" في دافوس قد انتهت؟ أي أن العدالة والتنمية يتراجع في السياسة الخارجية الإسلامية التي يتبعها؟

سياسة "دقيقة من فضلكم" التي اشتهر بها أردوغان أصبحت بلا معنى بعد اتجاه تركيا إلى الحفاظ على العلاقات التجارية مع إسرائيل على الرغم من الحصار المفروض على قطاع غزة. فهي كانت عبارة عن تضليل للرأي العام. أما إنهاء العدالة والتنمية لسياسته الخارجية الإسلامية فأمر غير وارد. فطريقة تفكيره لا تسمح بهذا.



كتبتت من قبل أن تركيا تتبع في سياستها الخارجية سياسة"ارجع يا أبي نرجع معك". هل يدل التقارب مع الاتحاد الأوروبي والاتفاقية مع إسرائيل على تضييق الخناق على أنقرة؟ وهل تعود أنقرة بهذا إلى نظام ضبطها الأصلي؟



هل سبقت في تركيا إدارة حتى الإدارة الحالية تكذّب كل ما قالته قبل ثلاثة أو خمسة أيام؟ أنا لا أذكر إدارة كهذه طوال عمري الذي يناهز نصف قرن. ذكرتم "التقارب مع الاتحاد الأوروبي"، وهذا التقارب هو عبارة عن خطة تسويقية بحتة. أي نوع من التقارب هذا؟ فهناك فتح فصول اقتصادية في ملف العضوية بالاتحاد الأوروبي على حساب اللاجئين الهاربين من الحروب المندلعة في دول الجوار.


عملت طوال الصيف على كتابة السياسة المتبعة في قضية اللاجئين. أنا أول من قال إن تركيا هي التي تتحول إلى منطقة عازلة في الحقيقة. والاتحاد الأوروبي يعتقد أنه يضمن على راحته من خلال هذا الاتفاق لكن هذا الاتفاق لن يفيد.



-    هل توشك تركيا من خلال حملة الموصل إلى تحقيق حلمها التاريخي (الحصول على نفط الموصل-كركوك)؟


بالله عليكم هل نحن في وضع يسمح لنا بتحقيق هذا الحلم؟ فنحن نرسل ما يقرب من 600 جندي – آلاف الجنود وفقا للإعلام الموالي- مصحوبين بالدبابات والمصفحات والأسلحة الثقيلة بدعوى حماية 50-60 مدربا. نحن ليست لدينا حجة نقنع بها الرأي العام الدولي. فالولايات المتحدة سارعت بقول إن هذا التدخل ليس ضمن العملية العسكرية ضد داعش. فبغداد صرخت قائلة إن تركيا تنتهك حق سيادتها فطالبتنا أمريكا والاتحاد الأوروبي بسحب قواتنا على الفور. لكن تصريحنا الذي قمنا به لتوضيح الأمر بقولنا إنهم (العراق) كانوا قد طلبوا مساعدتنا العام الماضي لم ينفعنا في شيء. فسحبنا جنودنا إلى المنطقة الكردية الأكثر أمنا. ولم يكن هذا كافيا فأجرى أوباما اتصالا هاتفيا مع أردوغان. وكان يحتوي تصريح البيت الأبيض على عبارة "أوباما نبه أردوغان إلى مواصلة سحب القوات". الأسلوب الدبلوماسي مهم وخصوصا بين الحلفاء. ولم ينته الأمر بذلك، فقد قرر حلف الناتو دعم تركيا بأنظمة دفاع جوي في مواجهة روسيا. وعندما نمعن النظر في الامر نجد أن الدبلوماسيين الغربيين صرحوا لرويترز قائلين إن الهدف من ذلك هو "منع عدائية تركيا".

 

هذه هي النتيجة عندما تقرر اللعب بهذا الشكل وفي منطقة كهذه بالهواجس الأيدولوجية دون إعمال العقل والنظر إلى قوتك ومكانتك.أين نحن من الحصول على نفط الموصل وكركوك؟



-    حلفاء الناتو وصلوا إلى قاعدة إنجيرليك،وهل الهدف الحقيقي هو التصدي لداعش أم السبب هو الصراع بين روسيا والناتو؟


هذا أيضا نجاح مدهش(!) لأرباب السلطة في تركيا. فالسخرية التاريخية هي إحضارهم ونشرهم حتى القوات الألمانية في هذه القاعدة التي لطالما تحدثوا عن حرصهم على حمايتها على مدار عشر سنوات قائلين إنها صالحة للاستخدام بشكل محدود فقط. بالتأكيد إن قاعدة إنجيرليك هي قاعدة مهمة ومفيدة لحلف الناتو. فداعش منذ الآن فصاعدا هو مشكلة دولية وسيقتلعون دولة الخلافة الكاذبة هذه بأية طريقة. والمهمة الواقعة على عاتقكم هي جعل المعارضة في سوريا معتدلة حقيقة وليست معتدلة بالكلام فقط. وإن كان لا يزال بإمكانكم القيام بهذا طبعا. عند النظر إلى روسيا فإن روسيا أمام أعين الجميع لم تتراجع ولو قيد أنملة في سياستها في القضية السورية على مدار 4 أو5 سنوات، ثم سارعت بالقدوم والاستقرار في قلب الشرق الأوسط. رغم أنف الغرب وتركيا.. فالأمر بالتأكيد يتضمن أيضا صراعا بين الغرب وروسيا كذلك. وهذا ما لا شك فيه أبدا؟...



-    هل يمكن أن تكون رغبة الانتقال إلى النظام الرئاسي هو سبب حملات العدالة والتنمية العنيفة هذه ضد سوريا والعراق وروسيا؟


هناك احتمال كبير أن يكون الأمر هكذا. كما ذكرت في أول حديثي تركيا لم تشهد في تاريخها سلطة جلعت السياسة الخارجية في خدمة السياسة الداخلية بهذا القدر. فنحن نكتب ونحلل الأمر منذ شهور الصيف. فقد شاركت تركيا في العمليات ضد تنظيم داعش، الذي تدلل كثيرا، كما ألقت بالهدنة مع الأكراد في سلة القمامة وعمدت إلى تعبئة الجبهة القومية داخل البلاد، كل هذا كان من أجل الفوز في انتخابات الأول من نوفمبر بعد الهزيمة في إنتخابات السابع من يونيو/ حزيران. والجميع يعلم هذا. فبعدما كان أصحاب السلطة يقولون بأنفسهم أثناء الحملة الانتخابية بعد السابع من يونيو/حزيران إنهم لا يريدون النظام الرئاسي في ذلك الوقت، لم تبق لدي أية شكوك بأنهم سيبدؤون في الترويج للنظام الرئاسي داخل البلاد مرة أخرى من خلال صيحات التركيز على "العدوان الخارجي".