الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تأخر صرف مُخصصات الشئون الاجتماعية .. يُربك موازنات المنتفعين بها ويُفاقم معاناتهم

2015-12-27 02:41:09 PM
تأخر صرف مُخصصات الشئون الاجتماعية .. يُربك موازنات المنتفعين بها ويُفاقم معاناتهم

 

الحدث- محاسن أُصرف

 

على باب مديرية الشئون الاجتماعية بخان يونس وقفت المواطنة منى عدنان  (38) عامًا تضرب كفًا بكف، لا تعلم ماذا سيحل بها بعد أن فشلت في الحصول على موعد لصرف مستحقات الشئون الاجتماعية التي تتقاضها مرة كل ثلاثة أشهر.

 

أم عدنان وهي أرملة وأم لخمسة أبناء، أكدت لـ "الحدث" أنها تنتظر موعد صرف شيكات الشئون لتوفر كسوة الشتاء لأبنائها وتُسدد بعض ديونها التي تراكمت على البقالة، وتتقاضى السيدة مبلغ (750) شيكل مرة كل ثلاثة أشهر تعمل من خلالها على توفير الاحتياجات الضرورية لأبنائها، تقول لنا :"بعد أن هُدم منزلي في الحرب الأخيرة قدمت طلبًا لدى الوزارة لتجديد ملفي أملًا في زيادة قيمة الشيك ليتناسب مع قيمة الإيجار الذي بت أدفعه، وتتابع :" لقد تم التجديد، لكن على مدار عام كامل لم أتقاضَّ أي زيادة ولم تعد قيمة الشيك (750) شيكل تفي بأبسط احتياجاتنا.

 

وتؤكد السيدة أن تأخر صرف المخصصات بين الحين والآخر لعدم توفر السيولة اللازمة يُركب ميزانيتها ويُفاقم معاناتها، مطالبة بضرورة أن تُصرف المستحقات في موعدها كونها محرك الحياة لدى الأسرة الفقيرة في غزة – كما قالت-

 

معاناة

 

ولا تختلف عنها ميرفت المزين (40عامًا)، تؤكد أن الأوضاع المتردية ومحاربة الجمعيات الخيرية بعدم وصول كفالات الأيتام جعلت اعتماد الأسر بشكل كبير على مخصصات الشئون الاجتماعية، وأضافت لـ"الحدث" أن تأخر صرف المخصصات لشهر أحيانًا يزيد من معاناتها في توفير نفقات أبنائها الأيتام، وقالت :"كلما نذهب للسؤال تكون الإجابة حاضرة بأن الميزانية لم تتوفر بعد من الدول المانحة والاتحاد الأوروبي"، وتابعت، لا نملك دخلًا آخرًا.

 

ووفق ما أفادت به المزين، فإنها تُحاول تدبير أمور منزلها بالاستدانة من البقالة، أو الأهل لتتمكن من توفير احتياجات أطفالها، خاصة في ظل دخول فصل الشتاء وتزايد الاحتياجات المعيشية بالتزامن مع غلاء أسعارها.

 

لا موعد واضح

 

من جانبها، لم تملك الباحثة فداء بريص من مديرية الشئون الاجتماعية بخان يونس، جوابًا شافيًا لعشرات المراجعين يوميًا، يُفيد بموعد صرف مخصصاتهم المالية، تقول لـ"الحدث" كان من المفترض أن تُصرف المخصصات خلال الأيام العشر الأُوَل من شهر ديسمبر الحالي لكن عجز التمويل كان سببًا في التأخير.

 

وتُضيف بريص لـ"الحدث" أن ارتفاع عدد العائلات المستفيدة من البرنامج خاصة بعد حرب 2014 ودخول كافة المواطنين المدمرة منازلهم على قائمة الاحتياج في برنامج الحماية الاجتماعية أثر سلبًا على حالة التمويل، وعلى التزام الوزارة في صرف المخصصات في مواعيدها الاعتيادية كل ثلاثة أشهر.

 

أسباب فنية 

وكان مصدر مسئول في وزارة الشئون الاجتماعية، توقع أن يتم صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية في قطاع غزة والضفة الغربية مطلع العام المقبل في حال توفر السيولة اللازمة.

ونقلت "الحدث" عن سناء الخزندار، مدير عام برنامج مكافحة الفقر في وزارة الشؤون الاجتماعية والتي تحدثت لإحدى الإذاعات المحلية بغزة، أن تأخر صرف دفعة ديسمبر كان بسبب تزامن توقيت الدفعة مع نهاية العام والذي تقوم به وزارة المالية بإغلاق السنة المالية، ناهيك عن تأخر وصول أموال المانحين والمساعدات الأجنبية بسبب إجازات الأعياد، مؤكدة أن ذلك أثرت على وفاء الوزارة بالتزامها أمام المنتفعين من كل المساعدات التي تقدمها الوزارة كالشيكات الخاصة ببرنامج الحماية الاجتماعية وبدل الإيجار الذي استحدث بعد الحرب على غزة 2014.

وبحسب الوزارة فإن السيولة المتوفرة لديها حاليًا لا يُغطي أكثر من 42% من المستفيدين ضمن برنامج الحماية الاجتماعية، والذين يبلغ عددهم قرابة (114) ألف أسرة  تضم (750) ألف فرد موزعون بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتُشكل (42%) مجمل ما يقدمه الاتحاد الأوروبي للمستفيدين والبالغ 40 مليون يورو في العام، والبنك الدولي الذي يُقدم 10 ملايين دولار، فيما تبلغ قيمة المخصصات المالية للمستفيدين من برنامج الحماية الاجتماعية (144) مليون دولار يتم صرفها كل مرة كل ثلاثة أشهر، أي ما يُقارب أربع مرات سنويًا بقيمة إجمالية قرابة (576) مليون دولار سنويًا.