الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"فورين بوليسي": نفوذ إيران إلى تصاعد في المنطقة

2016-01-27 07:29:30 AM
علم إيران

 

الحدث- فورين بوليسي

 

كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أنّ الحروب بالوكالة التي تخوضها المملكة العربية السعودية من جهة، وإيران من جهة ثانية لن تحقق أرباحاً ولا خسائر، بل ستؤجج الانقسامات الحاصلة بين الطائفتين الإسلاميتين الكبيرتين، السنية والشيعية، في الشرق الأوسط.

 

استهلت المجلة تقريرها بالإشارة إلى أنّ الصراع الطائفي بين السنة والشيعة احتدم في العام 2003 إبَّان الغزو الأميركي للعراق، ولعب دوراً بارزاً في رسم سياسات الشرق الأوسط منذ ذلك الحين، مفاقماً الأزمات في كلّ من لبنان، وسوريا، والعراق واليمن.

 

ونقل التقرير واقع الشرق الأوسط بعد "الربيع العربي" الذي أنتج فراغات في السلطة، وتحوّل تركيا إلى لاعب أساسي، وبروز التطرف الذي يمثله تنظيم "داعش" الإرهابي خير تمثيل والتصعيد بين إيران والسعودية الساعيين إلى الإستئثار بنفوذ المنطقة منذ عقود.

 

وانطلق التقرير من الثورة الإيرانية التي عجزت طهران عن تصديرها إلى البلاد العربية وباكستان، إذ لم يقبل أبناء الطائفة السنية في المنطقة أن يقودهم روح الله الخميني لأنه شيعي؛ معتبراً أن قرارات السني صدام حسين "التطهيرية" في العراق حيث الأغلبية الشيعية جاءت رداً على ذلك.

 

وعلى مستوى باكستان، لفت التقرير إلى أنّ الشيعة فيها دعموا الخميني في حين دعم السنة الحكومة آنذاك، فتدخلت السعودية لترجح كفة الأخيرة وتضع إيران عند حدّها.

 

وذكر التقرير أنّ العلويين حكموا الأغلبية السنية في سوريا فيما حكم السنة الأغلبية الشيعية في العراق والبحرين، مشيراً إلى أنّ سيطرة الأقليات على الأغلبية والخلافات التي أنتجتها غلّبت مشاعر الانتماء الطائفية على الوطنية وأثرت سلباً في قدرة العرب على مواجهة إسرائيل والغرب.

 

أمّا على مستوى العراق وسوريا واليمن، فرأى التقرير أنّ هذه البلاد الـ3 انزلقت إلى حروب أهلية تشارك فيها القوى الكبرى من غربية وعربية بالوكالة، على عكس البحرين التي نجحت في قمع المعارضة الشيعية.

 

ومن ثم انتقل التقرير إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي اعتبر أنّه "صبّ الزيت على نيران الصراع على النفوذ والمصالح في الشرق الأوسط"، فقد رأى فيه ميلاً أميركياً تجاه طهران، متوقعاً أنّ يحقق لها المكاسب وأن يرجح كفة الطائفة الشيعية في المنطقة.

 

وأشار التقرير إلى أنّ التوترات بين السعودية وإيران ازدادت حدة في ظل تدخل كلّ منهما في الحربين السورية واليمنية، ومن ثم إقدام الرياض على إعدام الشيخ الشيعي المعارض نمر باقر النمر مؤخراً، الذي قابله هجوم على السفارة السعودية وقنصليتها في إيران.

 

وفي هذا السياق، اعتبر التقرير أنّ الطرفين عالقان في حرب طائفية لن تحقق ربحاً أو خسارة، مرجحة أن تطول مدتها بسب تداخل المصالح الطائفية والسياسية.

 

في المقابل، رأى التقرير أنّ سياسة تعبئة النفوس بدأت تجدي نفعاً، إذ دفعت المشاعر الطائفية بعشرات الملايين إلى مساندة السعودية في صراعها ضد إيران وحلفائها من الطائفة الشيعية.

 

ماذا عن مصير المنطقة؟

 

في استشراف للمرحلة المقبلة، رأى التقرير أنّ الأحداث المتسارعة لاتنفك تزداد تعقيداً، مرجحاً أن تكون نهاياتها تعيسة.

 

وبالرغم من أنّ التقرير استبعد خوض السعودية وإيران حرباً مباشرة بينهما، توقع أن يستمر هذان البلدان في المواجهة على كلّ مسرح صراع في المنطقة لحماية مصالحهما، مؤكداً أنّ هذه المسارح إلى ازدياد.

 

ولفت التقرير إلى أن السعودية ترى أنّ إيران فازت بالعراق وهي الآن تحقق مكاسب في اتفاقها مع واشنطن.

 

وأكّد التقرير أنّ كلاً من البلدين يعتقد أنّه يمكنه الفوز بالمنطقة أو أن يعزز موقعه على الأقل، وذلك قبل أن يفرض توازن جديد نفسه فيها، بالرغم من مشاكلهما الاقتصادية وحاجتهما الماسة إلى إصلاحات داخلية.

 

وأشار التقرير إلى أنّ انتهاء الحرب في سوريا لن يرأب الصدع الحاصل بين السعودية وإيران، فالولايات المتحدة الأميركية بحاجة إلى التعاون الوثيق مع طهران والشيعة لهزيمة تنظيم "داعش"، ما من شأنه أن يزعزع استقرار الرياض.

 

وتساءل التقرير عن مستقبل الشرق الأوسط، مشدداً على أنّه بحاجة إلى نظام جديد لأن جدار الاحتواء الذي أبقى إيران بعيدة عن المنطقة قد انهار، برضا أميركي.

 

وخلص التقرير إلى أنّه ينبغي للسعودية والسنة التأقلم مع وضع جديد- إنّه شرق أوسط يغلب عليه الطابع الشيعي ولكلمة إيران فيه صدى أكبر- مؤكداً أنّ السلام بين الرياض وطهران لن يتحقق وأن النيران الطائفية لن تهدأ، إلاّ بعد إرساء هذا التوازن الجديد.