الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المقاومة الشعبية مدخلهم الأوسع لدخول فلسطين... وفضول كبير يدفعهم لخوض التجربة

كيف يقضي الأجانب أوقاتهم في فلسطين؟

2013-11-10 00:00:00
المقاومة الشعبية مدخلهم الأوسع لدخول فلسطين... وفضول كبير يدفعهم لخوض التجربة
صورة ارشيفية

رام الله- محمد رضوان 

تمضية الوقت عند الأجانب أمر مهم وأساسي للغاية، فتجد الأجنبي دائم السؤال ماذا سأفعل هذا المساء، أو أين سأقضي عطلة نهاية الأسبوع، وماذا أعددت لإجازة هذا الموسم؟ خاصة أولئك الذين يعيشون خارج أوطانهم الأصلية، تجدهم يحرصون جيداً على خوض التجارب الجديدة وتمضية كل الأوقات الطيبة، مهما كانت أهداف مجيئهم وغايات وجودهم.

ولأن الوضع هنا مختلف عن باقي بقاع الأرض، بسبب الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي والوضع السياسي العام، فإن هذا الأمر يخلق أسئلة عديدة عن مغزى ومعنى وجود الأجانب في فلسطين، فتجد بعضنا يتساءل : “شو جايبهم لهون”  و “شو جابرهم على المر”، بينما يقضي الأجنبي أجمل وأمتع الأوقات في رحلاته خارج وطنه، هنا في دولة فلسطين!

التضامن الدولي والمقاومة الشعبية مدخلهم الأوسع للدخول إلى فلسطين

يقول د. راتب أبو رحمة المنسق الإعلامي للجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في قرية بلعين: “إن حركات التضامن الدولية مثل الـ I.S.M تشكل مدخلاً واسعاً، وبوابةً كبيرةً لمجيء الأجانب إلى فلسطين، خاصة مع تنامي فكرة المقاومة الشعبية السلمية ضد الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى أن اللجان الشعبية تعمل على تثبيت وجودهم وجذب أعداد أكبر منهم بهدف توسيع رقعة المقاومة الشعبية ضد الاحتلال وزيادة حجم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني.”

ويحكي لنا الناشط في المقاومة الشعبية عن تجربة وجود الأجانب في فلسطين وعلى وجه الخصوص في قريته بلعين ويقول “ يستقبل أهالي الضفة الأجانب باحترام وتقدير فهم شركاءٌ في المقاومة الشعبية، كما أنهم يساعدوننا في نقل معاناة شعبنا إلى الخارج، كما أنهم يحترمون العادات والتقاليد الفلسطينية والمختلفة تماماً عن طبيعتهم -إلا ما ندر، فتجدهم يلتزمون بالمطلوب منهم دون خروقات أو خدش للحياء العام.”

ويؤكد د. أبو رحمة أن لجنته تساهم إلى حد كبير في وضع برامج عمل للأجانب المتواجدين في بلعين، والتي تركز على ضمان مشاركتهم في المسيرات المناهضة للاحتلال، وحضورهم في المهرجانات الفنية والثقافية، بالإضافة إلى الزيارات المتكررة للأراضي المهددة بالمصادرة والعائلات المنكوبة المتضررة من الاحتلال، مشيراً إلى أنه ورغم المعاناة التى يرونها إلا أنك تشعر بأنهم سعداء ونشطاء في تضامنهم، فهم فضوليون وإنسانيون بمجيئهم إلينا.

الأجانب فلسطينيون مع وقف التنفيذ 

الأجنبي على استعداد تام لخوض أية تجربة جديدة، فالأجانب بالأساس قادمون من بيئة مختلفة ولديهم إقبالٌ كبير على التعرف والاطلاع على مجتمعات جديدة، فتراهم فلسطينيين كالفلسطينيين في مواقع مختلفة كما هو الحال في مواسم قطف الزيتون ومشاركتهم في حصاده، وتراهم فلسطينيين مناضلين في ممارستهم المقاومة الشعبية السلمية ضد الاحتلال، كما أنهم فلسطينيون في احترامهم للعادات والتقاليد الفلسطينية وفي التزامهم بعدم المساس بالحياء العام. 

إذاً هم فلسطينيون حتى عودتهم إلى أوطانهم الأصلية لذا وجب احترامهم، أو –إن شئت – هم ضيوفٌ في بلادنا وجب إكرامهم.

«ألينا من روسيا» تجربة حية – بين الواقع والتوقع

«أنا بحب فلسطين وبحترم أهلها»، تقولها ألينا باللغة العربية التى تعلمتها نتيجة إخطلاتها المتكرر مع أصدقائها الفلسطينين، فهي تقيم في بيت لحم ودائمة التنقل والحركة داخل فلسطين، كما أنها فضولية واجتماعية تسعى إلى معرفة كل كبيرة وصغيرة عن هذا البلد، وقد زارت في السابق 11 دولة عربية، واحتلت فلسطين بالنسبة لها المرتبة الأولى. 

هي صحفية من روسيا تبلغ من العمر 28 عاماً تزور فلسطين بشكل سنوي منذ بداية الانتفاضة الثانية، واكبت فترة الاجتياحات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية، حين بدأت إلينا بالمجيء بدافع التضامن وتغطية الأحداث، حتى أصبحت فلسطين بالنسبة لها بلدها الثاني الذي يستحيل الابتعاد عنه، فضلاً عن أن هذا البلد يسهل التأقلم معه على حد قولها رغم منغصات الاحتلال الكثيرة.

بعد الهدوء واستقرار الأوضاع نوعاً ما، لم تترك الناشطة الروسية فلسطين ولم تتوقف عن المجيء إليها، كانت تقضي مجمل وقتها في تغطية اعتداءات الاحتلال في أحداث الانتفاضة، أما الآن وخلال الأعوام الأربعة الماضية فإن إلينا مختلفة عن السابق، إذ تقول: « إن تجربة العيش في فلسطين والواقع الحياتي على الأرض يختلف تماماً عن ما كنا نتوقعه قبل المجيء إليها، فلسطين فيها شعب حي ويحب الحياة وهذا ما أدركناه عند مجيئنا إليكم!». 

وتتابع في حديثها الخاص “لجريدة الحدث”، ما زلت أشارك في المسيرات التى تنطلق بشكل أسبوعي لمقاومة جدار الفصل العنصري والإستيطان في قرية المعصرة، وأقضي أوقاتاً لا أجدها في روسيا، في الحقيقة أنا مستمتعة جداً هنا وأقضى نحو 3 أشهر من العام في فلسطين متنقلةً بين مدنها العريقة، الفلسطينيون شعب طيب تقبّلنا واحترم وجودنا، كما أنني لم أشعر بالاستغلال المادي من أحد على الأقل مقارنةً بحجم الاستغلال الذي تعرضنا له في بلدان عربية أخرى.

إلينا، تشرب الأرجيلة وهي عادة اكتسبتها من أصدقائها الفلسطينيين، كما أنها تتردد كثيراً لزيارة متحف الشاعر الراحل محمود درويش الذي تعرفه قبل مجيئها إلى هنا بفضل أعماله المترجمة إلى 7 لغات عالمية. وتقول أيضاً « قضاء الوقت أمر مهم بالنسبة لي فأنا أقضي أحياناً أوقاتاً في حفلات ليلية بمدن بيت لحم ورام الله، واحتراماً للأوضاع التي تحدث في فلسطين فإني في أغلب الأحيان أقيم الحفلات مع أصدقائي داخل المنزل، دون أن نزعج أحداً من الحي أو أن نؤثر على خصوصية المكان ومشاعر السكان.»

تضيف إلينا: “أنا لا أضيع حفلاً تراثياً فلسطينياً واحداً، فأكثر ما أتمتع به هو مشاهدة الفلكلور الفلسطيني، كما أحب الأسواق العتيقة والأماكن والمنازل القديمة والتسوق في الأماكن الشعبية والتقاط الصور في هذه المناطق، وأنا مدمنةٌ منذ سنوات على مهرجان « وين ع رام الله» الذي يقام سنوياً، ولا أنسى كنيسة المهد فهي أكثر كنيسة زرتها في حياتي وأجملها”