حراس الأقصى لـ"الحدث": المستوطنون يقومون بشعائر زواج توراتية داخل الأقصى (صور وفيديو)

 

الحدث- محمد غفري

أخبار المسجد الأقصى من فلسطين

 

أكد عدد من حراس المسجد الأقصى المبارك، قيام المجموعات الاستيطانية المتطرفة مؤخراً بأداء شعائر توراتية لمراسم زواج وصلوات تلمودية، وذلك خلال عمليات اقتحامهم اليومية لساحات الحرم القدسي.

 

وأفاد حراس الأقصى، أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي ضاعفت من صلاحيات المستوطنين خلال اقتحامهم للمسجد الأقصى، بالتزامن مع الإجراءات المشددة بحق المقدسيين وإبعاد المرابطات، وهو ما وفر لهم الغطاء لأداء الصلوات التلمودية.

 

وفي هذا السياق، قال إسماعيل شراونة أحد حراس المسجد الأقصى، إن شعائر زواج توراتية أقيمت قبل أربعة أيام لمستوطنة متطرفة خلال اقتحام المستوطنين للمسجد.

 

وأضاف شراونة خلال اتصال مع مراسل الـ"الحدث" في وصفه للحادثة، إن المستوطنة تعمدت الإعلان عن زفافها في ذلك اليوم من داخل الأقصى، وذلك بسبب معتقدات دينية لديها حول قدسية "جبل الهيكل" كما يطلقون عليه.

 

وأردف، أن الشعائر الدينية والصلات التلمودية التي يقوم بها المستوطنين داخل ساحات المسجد الأقصى، تتضاعف يوماً بعد يوم، وذلك بسبب التسهيلات التي تقدمها شرطة الاحتلال لهم.

 

وفي المقابل، تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإصدار أوامر الإبعاد للمقدسين عن المسجد الأقصى لمدة 6 أشهر قابلة للتجديد، واعتقال المرابطات ومنعهن من دخول الأقصى، بحسب الشراونة.

 

وحول الدور الذي يقوم به الحراس في الحلات التي يقوم بها المستوطنون بإداء الصلوات التلمودية، قال أحمد أبو عليا وهو أحد حراس المسجد الأقصى، إن مهمة الحراس مرافقة المستوطنين ومراقبتهم خلال عمليات اقتاحمهم للمسجد بحراسة قوات الاحتلال.

 

وأكد أبو عليا لـ"الحدث"، أنه في حال مشاهدة أحد المستوطنين يقوم بأداء صلوات يتم إبلاغ الضابط المسؤول والاتصال بدائرة الأوقاف حتى يتم منعه.

 

وأضاف، أنه في بعض الأحيان يجبر الحارس لتأثره بالمشهد على التدخل المباشر، وهو ما يعرضه لخطر الإبعاد والاعتقال.

 

وبين أبو عليا، أن المستوطنين يستغلوان إنشغال الحراس، حتى يقوموا بأداء الصوات والتصوير وسرقة التربة والحجارة وأغصان الزيتون من داخل ساحات المسجد الأقصى.

 

 

الجماعات المتطرفة تشجع مراسيم الزواج في الأقصى

وشرعت "جماعات الهيكل" وشخصيات يهودية متطرفة بتشجيع المستوطنين على إقامة مراسيم زواجهم بين أسوار المسجد الأقصى، وإقامة حفلات البلوغ وأعياد الميلاد للفتيان اليهود فيه.

 

وتسعى هذه الجهات المدعومة من سلطات الاحتلال الاسرائيلي، إلى ربط هذه المناسبات بخرافة "الهيكل" المزعوم، كما توفر قوات الاحتلال لهم الحماية وتمنع أي شخص، ومن ضمنهم حراس المسجد الأقصى من الاقتراب منهم أو التصدي لانتهاكاتهم غير المسبوقة في شكلها لحرمة المسجد الأقصى المبارك.

 

وتتضمن دعوات مراسيم زواج اليهود في المسجد الأقصى، اقتحامه قبل يوم من الزواج، وترديد عبارات تلمودية مرتبطة بطبيعة الحفل، إضافة إلى جمل قصيرة من “التوارة” أو النشيد الوطني الإسرائيلي.

 

 

استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع المستوطنين

 

كما يتعمد نشطاء الجماعات اليهودية المتطرفة بتصوير الشعائر التلمودية ونشرها في صفحات التواصل الاجتماعي، لتشجيع المجتمع الاسرائيلي على الإحتذاء بها واستفزاز المسلمين حول العالم، ووصل بهم الحد إلى توزيع دعوات رسمية لحضور حفلات ومراسيم زواج يهودية في المسجد الأقصى المبارك.

 

وقد نشرت المنظمة اليهودية المتطرفة "يرائيه" متطوعون لتشجيع الصعود إلى "جبل الهيكل" على صفحتها في الفيسبوك، صورا لعرسان يهود ادعت أنهم اقتحموا المسجد الأقصى برفقة ربانيم وعشرات طلاب المدارس اليهود.

 

كما خصصت مقاما خاصا للعرسان الجدد ضمن الإحصائيات الاسبوعية لعدد المقتحمين في المسجد الأقصى، حيث ذكرت في 3 مارس/أذار الحالي أنه اقتحم المسجد الأقصى خلال الأسبوع الأخير نحو 220 يهودي، “من بينهم عريس وعروس قبل زواجهم، وفتى محتفلاً ببلوغه – بار ميتسفا”.

 

ولم تغض منظمة “يرائيه” الطرف عن اقتحام المتطرف يهودا غليك للمسجد الأقصى في اليوم الأول للشهر الحالي، حيث نشرت صورته برفقة زوجته أثناء اقتحامهم الجهة الشرقية من الأقصى بجانب منطقة باب الرحمة، ووصفت الموقع الذي يقع بين أسوار المسجد الأقصى بأنه “مدرسة يهودية على اسم الزوجان "يتسحاق وطالية إيمس".

 

 

وزعمت المنظمة في خبر لها نشرته على صفحتها في الفيسبوك الشهر الماضي بعنوان “صوت عروس يجلجل في "جبل الهيكل"، أن "صعود وزيارة الأزواج لجبل "الهيكل" يعتبر شعيرة من شعائر "الهيكل" التي تعتمد على أصول الشريعة، وتنزل البركات الخاصة لهم ولذريتهم مستقبلا".

 

وفي تصعيد أخر نشر الموقع العبري التابع لجماعات "الهيكل" "أخبار جبل البيت"، تقريرا مفصلاً لأحداث الاقتحمات الأخيرة في المسجد الأقصى ومراسيم توراتية موثقة بالصور ومقاطع الفيديو، كان أبرزها اجراء ابن الحاخام المتطرف “بنتسي غوفشتاين” – زعيم منظمة “لهافا” المتطرفة – مراسيم زواجه في المسجد الأقصى، كما تخلل التقرير رصد مراسيم أعياد الميلاد لغيره من اليهود.

 

كما نشرت منظمة "طلاب من أجل "الهيكل" على صفحتها في "الفيسبوك"، اخباراً وصورا مماثلة تحت عناوين احتفالية منها "من أجل إفراح عروس وعريس بيوم زواجهما في جبل الهيكل".