الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث"| فضفضة نسائية في إحدى الوزارت

2016-03-08 08:38:15 PM
متابعة
كاريكاتير تعبيري

 

الحدث- فرح المصري

أخبار الوزارات في فلسطين

 

لحسن الحظ أو لسوئه، قادتني الصدفة كي أجلس مع سعاد ومنال وسيرين، 3 موظفات يعملن في القطاع الحكومي، في إحدى الوزارات، ومن كلمة هنا إلى تعليق هناك تناثرت أمامي حكاياتٌ نسائية كثيرة.

 

البيوت على كف عفريت

 

"البيوت أسرار"، هكذا قالت الموظفة سعاد، التي أردفت "وبيوتٌ كثيرةٌ على كف عفريت، الضائقة المادية التي نعيشها تنعكس على حياتنا الأسرية والزوجية. "أنا وزوجي نعمل في القطاع الحكومي منذ سنوات، وبالتالي رواتبنا تعد متوسطة، كما أن القروض تستنفذ كل النقود، لذلك دائما ما أرى زوجي مهموما ويفكر في كيفية تأمين قوت الغد، لتختفي مع هذه الهموم العلاقة الودية بيننا لتصبح جل اهتماماتنا كيفية تأمين لقمة العيش".

 

زميلتها منال تقول: "أنا أعمل ليل نهار، من عملي الرسمي إلى عملي في المنزل، إلى عملي مع الأطفال، حتى أنهك تماماً، فلا أستطيع الاهتمام بنفسي أو بزوجي، وفي المقابل حين أحضر إلى العمل أجد أن هناك زميلات لنا، من غير المتزوجات، "على آخر طرز.."، ملابس ومكياج، وحقائب وعطور، الحياة تبدو لوهلة بهيجة بلا أعباء."

 

تعود سعاد لتعقب ثانية: "إن "آخر طرز"، يعني احتمالات كثيرة، من قبيل، أنها تبحث عن زوج، وهذا الزوج، لربما يكون زوجي." وأوضحت: "وفي هذا الفقر المادي والعاطفي الذي نعيشه، يكون الرجل سهل الانجرار وراء عواطفه ووراء الإغواء، وهنالك حكايات كثيرة بإمكاننا أن نقصها."

 

وتعقب سرين (30 عاماً): "الاحتمالات المفتوحة قد تشمل أيضاً، سهولة الحصول على ترقية، أو أن تكون ذات حظوة في تتبع أنواع معينة من المهام التي بحاجة إلى شخصيات معينة من النساء لمتابعتها."

 

استدانة الفقر

 

وبينما القهوة بدأت توضع على الطاولة، أخذت سرين تتفحص عبر جهازها الخليوي صفحتها الشخصية على الفيسبوك. لتقول: "بتعرفي نفسي مرة أسافر وأعمل check-in سرين في مطار الملكة علياء، أو سرين أمام قصر توبكابي في إسطنبول." وتضيف: "أنا لا أحسد صديقتي لكن حتى الفيسبوك الذي لوهلة يخفف عنا أعباء الهموم، لكنه أيضاً يجر إلينا الهموم، صرنا حشريين ونعرف الكثير عن بعضنا البعض، حين نتابع أخبار الآخرين، يسافرون يحتفلون يخرجون للسهر، بينما نحن بحاجة لأن نوفر كل قرش، كي نتمكن من إكمال حياتنا مستورين."

 

"الفجوة بين الناس اتسعت كثيراً"، تقول منال، وتضيف: "أعتقد أن شريحة الطبقة الوسطى في فلسطين قد أصبحت فقيرة، وأعتقد ان هنالك تعريفاً جديداً للفقر، "استدانة الفقر"، نحن مرهونين للبنك لـ12 عام مقبلة، بسبب قرض سكني."

وتردف: "نحن من جنين، وقررنا أنا وزوجي لأننا نعمل في رام الله أن نشتري بيتاً بدلا من أن نستأجر واحداً، لكن مع رواتبنا الحالية، فإننا بالكاد نكمل حتى بقية الشهر، دون أن نستدين."

 

لا تعزمني ولا أعزمك

 

تقول سعاد: "بتعرفوا أنا وزوجي نرفض عزومة لا نستطيع ردها بمثلها، حتى الدعوات العائلية للغداء، بدأت تنحصر شيئاً فشيئا، وبدأت تقتصر رويداً رويداً على العائلة النووية المباشرة."

 

وتوضح أنا نادراً ما أدعو شقيقتي على الغداء، لأني أعلم أني إن قمت بدعوتها ستضطر هي الأخرى، لدعوتي، وهو عبئ على زوجة معلم، بينما هي تعمل ممرضة."

 

"الحياة أصبحت صعبة، لكن الشيء السيء أنها كلما ازدادت صعوبة، ازددنا تعوداً عليها."

 

تساؤل

 

كلماتُها الأخيرةُ تلك، تركتني مع تساؤل: هل قدرنا أن نتكيف مع سوء أحوالنا، أم أن التكيف هو رحمة ولطف رباني بنا، كي نتمكن من إكمال الحياة؟