الإثنين  30 حزيران 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بنك HSBC يغلق حسابات ناشطين في دعم غزة

2014-09-11 11:39:36 AM
بنك HSBC يغلق حسابات ناشطين في دعم غزة
صورة ارشيفية
الحدث- وكالات
 
أغلقت بنوك أمريكية وبريطانية عشرات الحسابات لعرب ومسلمين، ناشطين في دعم المقاومة الفلسطينية في غزة، وفي تقديم مواد إغاثة للفلسطينيين، وسط اتهامات من منظمات اسلامية وشركات وأفراد للجهاز المصرفي البريطاني والأمريكي من تخوفات بتقسيم السكان عنصريا.
 
وشنت منظمات إسلامية وأفراد يعيشون في المملكة المتحدة (بريطانيا) وأمريكا حملة نقد ضد بنوك أمريكية/ مثل بنك “تشيس” ووبنك HSBC البريطاني بعدما أرسل لهم خطابات يبلغهم فيها بأنه سيتم إيقاف حساباتهم في البنك وأغلق عشرات الحسابات بالفعل، وأعطى البنك لتلك الجهات مهلة لمدة شهرين من قرار إغلاق الحسابات وطلب منهم العثور على بنك آخر، ثم أغلق الحسابات .
 
واستقبل العشرات من أصحاب الأعمال، والمنظمات غير الربحية، والطلاب في جميع أنحاء الولايات المتحدة وبريطانيا إشعارات بأن حساباتهم المصرفية قد أغلقت دون تفسير، وقال حقوقيون من مجموعة الحقوق المدنية المسلمة أن هناك سياسات (عنصرية) خلف هذا الإجراء، على حدّ وصفهم، وأنهم سيقومون برفع الأمر إلى وزارة العدل.
 
وكان كلٌّ من مسجد فينسبري بارك، ومؤسسة قرطبة ووقف رعاية الأمة قد تلقوا رسائل متطابقة من البنك يبلغهم فيها أن الحسابات سيتم إغلاقها بسبب “أن توفير الخدمات المصرفية لهم حاليًا يقع خارج رغبة البنك في المخاطرة”.
 
ولم يذكر البنك مزيدًا من التفاصيل حول القرار، مما أدى إلى تكهنات بين المنظمات التي تمّ استهدافها أن السبب هو موقف تلك المنظمات من قضايا الشرق الأوسط، ودعمهم للمقاومة الفلسطينية.
 
ووصف محمد كوزبار، وهو رئيس مسجد فينسبري بارك، القرار بأنه “مذهل”، وقال إن المسجد لم يشارك في أي أنشطة سياسية، واتهم بنك HSBC بالتمييز، وقال: “نحن جمعية خيرية تخدم المجتمع المحلي، ولسنا منظمة سياسية تشارك في قضايا خارج المملكة المتحدة، وهذا قد يفهم منه المسلمون البريطانيون على استهداف للمنظمات المسلمة بغض النظر عن من هم أو من يدعمون”.
 
وقال محمد أحمد، من مجلس أمناء صندوق رعاية الأمة، إنه يعتقد أن البنك قد أغلق حسابه بسبب عملهم في غزة، رغم أنه يتعلق فقط بتقديم المعونات الإنسانية، مثل سيارات الإسعاف والمساعدات الغذائية والمساعدات الطبية والمنح، حيث كان الصندوق قد قام بتوزيع أكثر من 70 مليون جنيه استرليني لمشاريع في 20 دولة، كما عمل  في غزة لمدة 10 عامًا.
 
أيضا انتقد رجل الأعمال المقيم بفلوريدا، سفيان زقوت، إغلاق كل من حساباته الشخصية والتجارية في بنك “تشيس” عندما تلقى رسالة مفادها أنه قد تم إغلاق كل من حساباته الشخصية والتجارية، وفقًا لصحيفة لوس أنجليس تايمز، وقال زقوت للصحيفة: “إن هذا النوع من التحيز هو أمر غير مقبول”.
 
ويدير “زقوت” شركة المسلمين الأميركيين لحالات الطوارئ والإغاثة، والتي ساعدت ضحايا إعصار كاترينا، وكذلك ضحايا الحرب الأهلية في سوريا، ولم يقدم البنك أي تفسير لزقوت، الذي قال لصحيفة لوس أنجليس تايمز: “إن هذا النوع من التحيز هو أمر غير مقبول”. وقد طالب محامي مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية وزارة الخارجية الأمريكية قسم الحقوق المدنية بالنظر في ما إذا كان الانتماء الطائفي يلعب دورًا في تلك القرارات.
 
أيضا استنكر الدكتور أنس التكريتى، رئيس ومؤسس مؤسسة قرطبة لحوار الثقافات، ونجل المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين فى العراق، قيام بنك “إتش إس بى سي” البريطانى بإغلاق حساباته وأسرته دون أسباب ضمن من تم إغلاق حساباتهم.
 
وقال في بيان له: “استلمت ٢٢ يوليو أربع رسائل باسمي واسم زوجتي وولداي (أعمارهما ١٦ و ١٢) من بنك HSBC تعلمنا بقرار إغلاق حساباتنا الشخصية وإلغاء بطاقات الائتمان وإنهاء العلاقة بشكل نهائي مع البنك، دون تقديم أي تفسير لهذا الإجراء التعسفي”.
 
وأشار “التكريتي” إلي أنه تبع ذلك بيومين إشعاره بأن نفس البنك قرر إغلاق حساب مؤسسة قرطبة -التي يرأسها- ثم رسالة سادسة بشأن إغلاق حساب شركة علاقات عامة تديرها زوجته منذ بضعة سنوات.
 
وتابع: “رغم محاولات عدة للاتصال بالبنك لتفهم الأمر والاستيضاح عن أسباب قيامه بهذا الإجراء وبالأخص فيما يتعلق بزوجتي وأبنائي، لم نجد من البنك أي رد أو إجابة عن التساؤلات، وعند التحري، والسؤال من بعض المختصين، وصلت لاستنتاج بأن مصرف HSBC قام باستهدافي أنا وعائلتي وآخرين بسبب نشاطي في الدفاع عن غزة ضد العدوان الهمجي الصهيوني على أهلنا في القطاع، وبسبب حراكي في مناهضة ومعارضة الانقلاب العسكري في مصر”.
 
ودعا “التكريتي” مصرف HSBC لإنكار مزاعمه -التي تحدث عنها- علانية وبشكل صريح لو كان مخطئا، مشيرا لأن دولة الإمارات العربية المتحدة لديها حصة كبيرة في بنك HSBC، وأن ذلك يمكن أن يكون وراء قرارات البنك.
 
وتابع: “رغم أنه ليس بالإمكان ملاحقة البنك قضائيا إلا أنني قررت ألا أسكت عن هذا الفعل السيء وأن أنبه كل من يملك حسابا في مصرف HSBC إلى أنه لا يمكن التعويل على هذا البنك وأنه من الضروري البحث عن بنك آخر في أسرع وقت ممكن”.
 
ورفض بنك HSBC التعليق على هذه القضية على وجه التحديد، ولكنه أكد أنهم يعملون على ضمان عدم حدوث أي تمييز في قرارات من هذا النوع ، وقال إنه لا يناقش علاقاته مع عملائه، مؤكدًا أن قراراته بشأن أعماله “لا ترتكز على عرق أو دين”، حسب بيانه.
 
يذكر أن الولايات المتحدة غرمت بنك HSBC مبلغًا قدره 1.9 مليار دولار، بعد أن قالت لجنة فرعية في مجلس الشيوخ أنها عثرت على تعامل للبنك يسمح لعصابات المخدرات بغسل الأموال من خلال النظام المالي في الولايات المتحدة.
 
وكان مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) قد رصد وضعًا مماثلًا في يناير/ كانون الثاني عام 2013، عندما تم إغلاق حسابات عدد من الطلاب الإيرانيين الذين يدرسون في جامعة مينيسوتا، وقالت سالي عبد الله، مديرة الحقوق المدنية في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية: “لا يوجه لأي من هؤلاء الأفراد أي تهمة ولم يشاركوا في أي معاملة تنتهك القانون الأمريكي، والشيء الوحيد المشترك بين هؤلاء الأفراد غير إغلاق حساباتهم المصرفية، هو أن لديهم أسماء إسلامية”.
 
كما قال المجلس إنه قد سمع أيضًا عن إغلاق حسابات مصرفية في ولاية مينيسوتا تعود لمسلمين من الصومال، والشرق الأوسط، وجنوب آسيا، حدثت بين عامي 2012 و 2013.