الخميس  02 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الإسلام الهدف الجديد لليمين المتطرف الألماني

2016-04-28 07:34:24 PM
الإسلام الهدف الجديد لليمين المتطرف الألماني
الإسلام الهدف الجديد لليمين المتطرف الألماني

 

الحدث - رام الله

 

في أعقاب النصر الانتخابي لليمين المتطرف في النمسا، يستعد حزب "البديل لألمانيا" اليميني الشعبوي في نهاية الأسبوع لعقد مؤتمره حيث ينوي، متناسيا أزمة اليورو أو تدفق اللاجئين، اعتماد انتقاد الإسلام محركه الانتخابي الجديد. ولخصت الأسبوعية "در شبيغل" الوضع بأنه "حزب احتجاجي يبحث عن موضوع احتجاج" في وصف للتناقض الحالي للحركة المزدهرة.

 

فبعد احرازها اختراقا في الانتخابات المحلية في آذار/مارس وحصولها على نسبة تصل إلى 14% من نوايا التصويت في استطلاعات الراي، بدأ هذا الحزب الفتي يخسر مع اغلاق الحدود الأوروبية هدفه المفضل، وهو سياسة استقبال اللاجئين التي اعتمدتها المستشارة انغيلا ميركل.

 

لكن في المانيا حيث البطالة ضعيفة والثقة في الحكومة "أعلى من الخارج"، لا يمكن للحزب اليميني المتطرف الازدهار من خلال استغلال "استياء معمم"، على ما أوضح الخبير في حركات اليمين الشعبوية في "جرمان مارشال فاند" في برلين تيمو لوشوكي.

 

بالتالي يرى "البديل لألمانيا" الذي انشئ في ربيع 2013 وبات ممثلا في البرلمان الأوروبي ونصف البرلمانات المحلية في البلاد، في الإسلام محركا محتملا لشعبيته وسيضعه في صلب النقاشات السبت والأحد في شتوتغارت (جنوب غرب). من بين المذكرات المرفوعة للتصويت، يبرز منع المآذن "رموز الهيمنة الإسلامية"، والاذان، والحجاب الذي يشكل "علامة سياسية دينية على خضوع المسلمات للرجال".

 

التأثير في البرلمان

تضاف هذه النصوص إلى سلسلة تصريحات أخيرة لقادة الحزب اعتبرت الإسلام "غير متوافق مع الدستور"، ووصفته بأنه "ايديولوجية سياسية" و"أكبر خطر على الديمقراطية والحرية". ومع أربعة ملايين مسلم في المانيا، ثم وصول مليون طالب لجوء في العام الفائت أغلبيتهم من بلدان مسلمة، فإن الخطاب المناهض للإسلام "قادر بسهولة على حمل البديل لألمانيا" إلى انتخابات 2017 التشريعية، بحسب المحللة السياسية نيلي ويسمان.

 

 

لكن لوشوكي اعتبر أن "كل شيء رهن" برد فعل الأحزاب الأخرى ووسائل الاعلام لأن الحزب الشاب "لا يملك سلطة تحديد جدول الأعمال بفرض مواضيعه المفضلة بمفرده".

 

 

شكليا، أتى الرد بالإجماع على ادانة مواقف الحزب فيما تشدد ميركل منذ عام على أن الاسلام "ينتمي إلى المانيا". لكن المسيحيين الديمقراطيين في حزبها لطالما انقسموا بهذا الشأن، وطالب حزبهم البافاري الشقيق الاتحاد المسيحي الاشتراكي للتو بسن "قانون حول الإسلام" يهدف إلى وقف تصاعد نفوذ "البديل لألمانيا".

 

في العام الفائت أظهرت دراسة واسعة النطاق لمؤسسة بيرتلسمان أن 57% من الألمان يعتبرون الاسلام "تهديدا" و61% يرون أنه "غير متوافق مع العالم الغربي"، وهو حذر "لا يمكن تجاهله" بحسب ويسمان.

 

التحالف مع الجبهة الوطنية

يبقى أن خط "البديل لألمانيا"، بغض النظر عن نبرته المناهضة للإسلام، بعيد كل البعد عن الوضوح. فمنذ انشائه يتنازعه جناح ليبرالي محافظ متمركز غربا ذو قاعدة انتخابية بورجوازية نوعا ما، والجناح الوطني-المحافظ في الشرق الأكثر تشددا وشعبية. بالتالي يبقى من الصعب التوفيق بين الجناحين، إذ أن الخط الليبرالي اقتصاديا يصدم الأنصار في الشرق، فيما تثير مغازلة اليمين المتطرف استياء الغرب، حيث سبق لهذا التوجه المخزي في بلد ما زال مثقلا بعبء تاريخه النازي، أن قضى على عدة أحزاب.

 

 

 

ويتجلى هذا الانقسام في مسألة ستخضع للتصويت في نهاية الاسبوع في شتوتغارت، لمعرفة ما إذا كان ينبغي التحالف مع حزب الجبهة الوطنية الفرنسي في البرلمان الأوروبي. وهذا ما يؤيده الجناح اليميني في الحزب وسط تردد الجناح الليبرالي. لكن المؤكد أن الفوز المدوي لمرشح اليمين المتشدد النمساوي الذي تصدر نتائج الدورة الأولى من الانتخابات يلهم بعض الشخصيات البارزة في الحزب الذين بداوا يحلمون بمصير مشابه في المانيا.

 

كما تترافق النقاشات في الحزب مع صراع صامت على رئاسته، حيث تبدو فراوكه بتري الذي ترأسته بعد الاطاحة بأحد مؤسسيه في صيف 2015 أكثر عزلة أمام حشد القادة المحليين الذين عززت موقعهم اختراقات الحزب الانتخابية.