الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

صحافي يتسلل داخل خلية إرهابية فرنسية ستة أشهر

2016-05-01 11:27:26 PM
صحافي يتسلل داخل خلية إرهابية فرنسية ستة أشهر
تجهز الصحافي قبل تسلله داخل المجموعة بكاميرا خفية

 

الحدث - رام الله

 

تمكن صحافي فرنسي مجهز بكاميرا خفية من التسلل طيلة ستة أشهر داخل خلية "إرهابية" تعمل في باريس وضواحيها، فواكب استعداداتها لارتكاب اعتداء قبل أن يلقى القبض على جميع أفرادها تقريبا في نهاية العام 2015.



وتبث القناة الفرنسية الخاصة "كنال+" هذا التحقيق الصحافي مساء الاثنين ومدته ساعة ونصف، يروي كيف تمكن الصحافي المسلم في القناة سعيد رمزي (اسم مستعار) من كسب ثقة المجموعة خصوصا وأنه "من نفس جيل قتلة" اعتداءات الثالث عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر.



وإذا كانت الاتصالات الأولى عبر فيسبوك بمجموعات تدعو إلى الجهاد، كان لا بد من انتظار بعض الوقت للالتقاء بشخص قدم نفسه على انه "أمير" مجموعة من عشرة شبان بعضهم مسلم بالولادة وبعضهم الآخر اعتنقوا الإسلام.



وتجري الأحداث في بداية الشريط في مدينة شاتورو في وسط غرب فرنسا في حديقة تابعة لقاعة تسلية مهجورة في الشتاء.



وابتداء من هذه المرحلة تكشف تسجيلات الحوارات الدائرة بين أفراد المجموعة بعض دوافع هؤلاء المتجددين في الجهاد الذين رغم مراقبتهم من قبل أجهزة مكافحة الإرهاب يتمكنون من الالتقاء والتخطيط لارتكاب اعتداءات.



وقال سعيد رمزي "هدفي كان محاولة فهم ما يدور في رؤوسهم، وما أستطيع أن أؤكده أنني لم أر إسلاما في كل هذه القضية، إنهم مجرد شبان محبطون ضائعون أصحاب ميول انتحارية يمكن التلاعب بهم بسهولة. ومن سوء حظهم أنهم عاشوا في مرحلة ظهر فيها تنظيم الدولة. الأمر محزن للغاية. إنهم يبحثون عن قدوة وهذا ما وجدوه".



وخلال لقائهم الأول حاول أمير المجموعة وهو شاب فرنسي من أصل تركي يدعى أسامة إقناع الصحافي الذي لم يكن يعرفه سوى باسم أبو حمزة، بأن "الجنة بانتظارهم في حال قاموا بعملية انتحارية في سوريا أو فرنسا".



واقترب الأمير من الصحافي وقال له همسا كاشفا عن ابتسامة مخيفة "إن كنت تنشد الجنة إليك الطريق"، مضيفا "لنترافق إلى الجنة يا أخي، الحوريات بانتظارنا وسيكون الملائكة خدامنا. سيكون لك قصر وحصان مجنح تمتطيه مصنوع من الذهب والجواهر".



وخلال لقاء إمام مسجد في ستان في ضواحي باريس التفت عضو في المجموعة إلى طائرة تقترب من مدرج مطار بورجيه وقال "بواسطة قاذفة صواريخ صغيرة بإمكانك أن تسقطها ... تقوم بذلك وتعلن تبني (تنظيم) الدولة فترتجف فرنسا لقرن من الزمن".



وبعضهم مثل أسامة يحاولون الوصول إلى "أرض الخلافة" في سوريا. اعتقلته الشرطة التركية وسلمته لفرنسا حيث امضي خمسة أشهر في السجن قبل أن يطلق سراحه. ورغم وضعه تحت المراقبة وإجباره على المرور يوميا على مقر للشرطة فقد تمكن من العمل مستخدما تطبيق "تليغرام" للتواصل وإعطاء المواعيد للتخطيط لارتكاب اعتداء في فرنسا.



يقول أسامة في أحد اللقاءات "لا بد من ضرب قاعدة عسكرية، وعندما يتناولون الطعام يكونون جالسين على مستوى واحد ولن يكون علينا سوى إطلاق النار عليهم! كما بالإمكان ضرب الصحافيين مثل بي اف ام و أي تيلي فهم في حرب ضد الإسلام. وكما حصل مع شارلي إيبدو لا بد من ضربهم بقوة. وإذا فاجأناهم لن يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم لان الحماية المؤمنة لهم ليست قوية. لا بد من أن يموت الفرنسيون بالآلاف".


وتسارعت الأمور عندما عاد المدعو أبو سليمان، الذي لم يلتق به الصحافي على الإطلاق، من الرقة في سوريا وأعطاه موعدا في محطة لقطار الأنفاق السريع. هناك قامت امرأة مرتدية النقاب بتسليمه رسالة تتضمن خطة اعتداء جاء فيها : استهداف ملهى ليلي وإطلاق النار بهدف القتل، وانتظار وصول قوات الأمن لتفجير الأحزمة الناسفة.



وقال أعضاء في المجموعة في أورليان (وسط غرب) إنهم تمكنوا من الحصول على رشاش كلاشنيكوف، إلا أن الخناق كان بدأ يضيق عليهم.



وهنا بدأت الاعتقالات وأرسل احد أفراد المجموعة الذي أفلت من قبضة الشرطة رسالة نصية إلى هاتف الصحافي يقول له فيها "أنت ميت أيها الحقير".



وخلص الصحافي إلى القول "إن تسللي انتهى هنا" مضيفا أن هدفه كان "الكشف عن خلفيات تنظيم يعرف كيف يصنع صورته"، وقد تحقق هدفه هذا.

 

 

المصدر: ا ف ب