الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

صدمة في إسرائيل من «طعنة» نتنياهو.. للجيش !

2016-05-20 01:06:57 PM
صدمة في إسرائيل من «طعنة» نتنياهو.. للجيش !
جيش الاحتلال الإسرائيلي

 

الحدث- مصدر الخبر 

 

بقلم: حلمي موسى

 

أحدث عرض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وزارة الدفاع على زعيم «البيت اليهودي» أفيغدور ليبرمان، واتفاقه على تسليمها له، صدمة واسعة في أوساط الجيش.

 

والأمر لا يتعلق فقط بالسكين التي غرسها نتنياهو في ظهر وزير دفاعه موشي يعلون الذي كان مقرباً جداً إلى وقت قريب، ومعانقته لأشد خصومه الحاليين في الحلبة السياسية، إذ ذهب المعلقون إلى اعتبار أن لا شيء يمنع نتنياهو من الذهاب إلى أبعد مدى من أجل «تقزيم» الجيش، ومن أجل البقاء على كرسي الحكم، حتى لو كان المقابل هو ضرر إسرائيل.


وأوضح المعلق العسكري لصحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل أن تعيين ليبرمان وزيراً للدفاع استقبل في هيئة أركان الجيش بشعور غير قليل من المفاجأة والخشية. فالجنرالات لم يكونوا يتوقعون هذه الخطوة، التي يبدو فيها نتنياهو وكأنه نفذ عقيدة الهجوم الأميركية «الصدمة والترويع» على قيادة الجيش. وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تعيين وزير للدفاع على الضد التام من رغبة قيادة الجيش. فليبرمان في مناصبه السابقة، وكعضو في المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، كان كثير التصادم مع الجيش ومع يعلون خصوصاً بشأن الحرب الأخيرة على غزة. وركز تصريحاته مؤخراً على معارضة النهج الذي اعتمده يعلون بالتوافق مع قيادة الجيش.

 


وأشار هارئيل إلى احتمال أن يتغير سلوك ليبرمان بعد الانتقال من موقع مقدم النصح إلى موقع المسؤول الأول عن وزارة الدفاع، رغم شهرته سابقاً بالتهديد بقصف السد العالي في أسوان وتدمير طهران. ويعتبر أن هناك مخاطر جدية أخرى، تتمثل في واقع أن ليبرمان لا يجيد الاستماع، وأنه كثيراً ما يخرج من جلسات التداول الأمنية، وهذا ما يضر جداً بصانع قرار مصيري.

 

لكن سبب القلق الثاني، من وجهة نظر هارئيل، أن ليبرمان طالب مؤخراً بفرض عقوبة الإعدام على المقاومين الفلسطينيين ويهمل القيادة الفلسطينية في رام الله، ويهدد بالقتل قيادة «حماس» في قطاع غزة. لكن علامة الاستفهام الكبرى هي تلك التي تتعلق بعلاقته مع الضباط، خصوصاً أنه لم يسبق لليبرمان أن تولى قيادة عسكرية في حين أنه في مناصبه المدنية كثيراً ما مال إلى تحدي مرؤوسيه.

 

ومن الواضح أن تعيين ليبرمان أثار مخاوف واسعة، ليس فقط في أوساط الجيش وإنما في الحياة العامة. وهكذا نددت افتتاحية «هآرتس» بهذا التعيين، معتبرة إياه قراراً منفلتاً وغير مسؤول. وفي نظرها: «للمرة الثانية منذ الانتخابات يكون نتنياهو مطالباً بأن يختار بين المعسكر الصهيوني واليمين المتطرف ـ فيختار مرة أخرى أن يكسر يميناً ويشكل ائتلافا إيديولوجياً، عنصرياً، يسعى إلى تعميق الاحتلال، وتوسيع الاستيطان في المناطق، وإلى قمع الأقلية العربية وهز الديموقراطية في إسرائيل».

 

ورأت الصحيفة أن ليبرمان في منصبه السابق كوزير للخارجية كان أقل قدرة على إلحاق الضرر بإسرائيل، «أما الآن فستقع في يديه المسؤولية عن الجيش الإسرائيلي وجهاز الاحتلال الإسرائيلي في المناطق، وهنا يمكنه أن يحدث أزمات ويخاطر بالمصلحة الوطنية بلا حدود تقريباً: فيوقع على مخططات بناء واسعة في المستوطنات، يوقف التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، يسعى إلى مواجهة مع حماس في الجنوب، يشدد الحصار ويمنع تشغيل الفلسطينيين في إسرائيل، وتشجيع الخروقات لقوانين الحرب».

 

ولكن المعلق السياسي في «معاريف» بن كسبيت يرى أن «كل من يتوقع أن تنشب حرب كبرى الآن، ويُقصَف سدُّ أسوان وتُدمَّر طهران، لا يفهم بالليبرمانية. الحقيقة هي أن أحدا لا يفهم الليبرمانية، ولا حتى نحن المحللين. فحتى قبل نصف ساعة لم يكن أي احتمال في أن ينضم في أي مرة إلى حكومة يرتبط بها بنيامين نتنياهو بأي شكل من الأشكال. فجأة، بوم. مل الجلوس في المعارضة، استنفد التجربة، شتم بيبي بما يكفي لولاية واحدة، فهم بأن الميزانية ثنائية السنة تأخذ نتنياهو بسلام إلى العام 2018 على الأقل. بعد كل هذا، ليبرمان ليس المجنون الذي يقنع نفسه بأن يصدق بأنه هو. فهو يفهم الأمور. فيه رسمية ومسؤولية (عندما لا يكون في المعارضة)، يتحدث بالإنكليزية بشكل مختلف تماماً عن الروسية والعبرية. لن تكون حرباً، تقدموا».

 

من جانبه، رأى كبير المعلقين في «يديعوت احرونوت» ناحوم بارنيع أنه من الصعب توقع ما يمكن أن يكون عليه ليبرمان، ومع ذلك يكتب: «يخيل لي أن دخول ليبرمان يبشر بإصلاح مشوق في عقيدة جونسون: فهو يدخل إلى الخيمة، إذا ما دخل، لا كي يبول منها إلى خارجها، بل كي يبول من داخل الخيمة إلى داخلها. حتى هذا الأسبوع حاول تصفية نتنياهو من الخارج: الآن سيحاول تصفيته من الداخل و/او يخلفه. هذا هو تفسير عودة ليبرمان. يوجد فضل واحد في دخول كتلته إلى الائتلاف: إلى الـ 61 ستضاف 6 أيادٍ منضبطة، ستضعف جدا قوة ابتزاز الأورن حزانيين في كتلة الليكود. كل ما تبقى يجعل صعباً على نتنياهو بدلاً من أن يسهل الأمر عليه».

 

ويعتقد بارنيع أن المشكلة الأولى التي تواجه الحكومة الجديدة هي «بدلا من أن يعرض على العالم، قبل الصراعات السياسية القاسية المرتقبة في الخريف المقبل، حكومة معتدلة، يعرض نتنياهو على العالم الحكومة الأكثر تطرفاً التي كانت هنا في أي وقت من الأوقات. هذا ما يقوله أعضاؤها، وليس فقط خصومها. والمشكلة الثانية: في الكابينت سيجلس نتنياهو بين بينت وليبرمان، حين يتنافس الرجلان الواحد ضد الأخر وضد نتنياهو على أصوات اليمين. هذه الظروف تثير الشك في قدرة نتنياهو على الفصل بين خطابه الحماسي وخطاب وزرائه وبين ما يجري على الأرض. والمشكلة الرابعة خطورة ليبرمان في وزارة الدفاع لميله إلى الحلول العابثة من نمط ضربة واحدة وانتهينا، وخطابه المتشدد».

 

بعد ذلك تأتي المشكلة الرابعة، وهي تعيين وزير دفاع طامح في الحلول مكان رئيس الوزراء. أما المشكلة الأخيرة فهي في علاقته مع الجيش: ما هي المعايير ومن سيحددها؟