السبت  04 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المبادرة الفرنسية... والترويض الاسرائيلي/ بقلم: نبيل عمرو

2016-05-30 02:38:49 PM
المبادرة الفرنسية... والترويض الاسرائيلي/ بقلم: نبيل عمرو
نبيل عمرو

 

هنالك فرق هائل بين مبادرة سياسية توضع كي تطبق، ومبادرة أخرى توضع كي تذكر الناس بوجود قضية دون أمل في أن تتوصل الى حل.

 

المبادرة الفرنسية التي يجري الحديث عنها بكثافة بفعل الفراغ السياسي المستفحل في الشأن الفلسطيني ، تندرج تحت النوع الثاني من هذه المبادرات.

 

 ومع أننا كفلسطينيين نحتفي بكل من يذكر اسمنا ويذكر بقضيتنا، الا اننا نخشى من ظاهرة ترويض المبادرات و أخذها باتجاهات خطرة، والذي برع في هذا الامر هم الاسرائيليون الذين ما ان تنطلق مبادرة من أي جهة، حتى يبادرون الى رفضها دون قراءتها .

 

هم لا يفعلون ذلك لمجرد الرفض وانما لترويض المبادرة واصحابها وجعلهم يحذفون منها ويضيفون عليها ما يلقى هوىً عند اسرائيل ، لقاء كلمات ايجابية يقولونها دون الوصول الى موقف صريح بتأييدها.

 

 ونعلم انه في زمن المبادرة الفرنسية جاء وزير الخارجية متوسلاً ، وتلاه رئيس الوزراء معتذراً ، ولا أحد يعرف ما يجري تحت الطاولة من مساومات لا ضمانة من ان لا تفضي الى نصوص تفرغها من محتواها الاصلي وتلائم المطالب الاسرائيلية المعلنة والتي كانت وما تزال احد الاسباب الجوهرية في عدم تقدم المسيرة السياسية.

 

الفلسطينيون بحاجة الى حل، الظرف الحالي لا يوفر حلاً فالاسرائيليون يريدون مفاوضات مباشرة في القاهرة او القدس او رام الله او الاليزيه، والفرنسيون قلقون من التردد الامريكي في التعامل مع مبادرتهم، والفلسطينيون المتحمسون أكثر من غيرهم لن يقبلوا التفاوض دون وقف الاستيطان ، والاسرائيليون طوروا وضع المستوطنين والمتشددين في حكومتهم.

 

اذا فإن ما بدأ به الفرنسيون لن يستمر الى النهاية، ولعلنا نذكر انهم قالوا اذا ما رفض الاسرائيليون المبادرة فإننا سنعترف في اليوم التالي بالدولة الفلسطينية ، وبعد ساعات جرى التراجع عن هذا الموقف وتم نسيانه تماما...

 

اما حكاية التصويت الفرنسي في اليونسكو لمصلحة الفلسطينيين فقد جرى الاعتذار عنه والتعهد بعدم تكراره في المرات القادمة ، هذا ونحن ما نزال لم نقطع خطوة واحدة على طريق هذه المبادرة ، فكيف حين نتوغل فيها ويجتمع الموقف الاسرائيلي مع الامريكي من أجل مزيد من تفريغها حتى تصبح مجرد موقف لا لون ولا طعم له ولا رائحة.