السبت  18 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الصراع ضد حركة المقاطعة BDS

2016-06-10 11:05:35 AM
الصراع ضد حركة المقاطعة BDS

 

الحدث- القدس

هآرتس- جدعون ليفي

 

الصراع ضد حركة مقاطعة إسرائيل يهبط إلى مستوى متدن جديد: الادانة الجنائية. من الآن ليس فقط صراع دعائي ضد الـ بي. دي. اس وليس الظهور بمظهر الضحية وليس الأحاديث الكولونيالية حول إلحاق الضرر بالعمال الفلسطينيين بسبب المقاطعة وليس فقط اللا  أنسنة، التي تشمل كل الاتهامات اللا سامية ضد كل من يتجرأ على تأييد المقاطعة. من الآن المقاطعة هي جريمة، جريمة مقاطعة من ينفذون الجرائم، جريمة مقاطعة المجرم، الامتناع عن شراء المنتوجات التي تم انتاجها في أرض الجريمة، هو جريمة، الامتناع عن تأييد مشروع الجريمة، هو جريمة وجريمة أيضا مقاومة الإخلال بالقانون الدولي.


اللوبي اليهودي الإسرائيلي القوي يسجل لنفسه المزيد من الانجازات. والاشارة أعطتها محكمة العدل العليا في فرنسا، التي قالت في السنة الماضية إن العمل من اجل المقاطعة ضد إسرائيل هو "جريمة كراهية". ليس المستوطنات ولا الاعدام على الحواجز وليس عنف المستوطنين ولا الاعتقالات الجماعية – بل مقاطعة كل ذلك هو الجريمة.


لم تتأخر ايمركا كثيرا في الخلف، إنها لن تفوت فرصة تبني الاحتلال وتمويله وتشجيعه. 20 ولاية من الولايات في الولايات المتحدة سنت قوانين أو ستقوم بسن قوانين وأوامر ضد مقاطعة إسرائيل. وقد أعلن حاكم نيويورك، اندرو كويامو، هذا الأسبوع أنه وقع على أمر اداري بناء عليه ستقاطع ولايته كل منظمة أو مجتمع يتجرأ على المشاركة في المقاطعة. "نحن نريد أن تعرف إسرائيل أننا إلى جانبها"، قال المحب الوهمي لإسرائيل في مؤتمر لليهود في منهاتن، "اذا كنت تقاطع إسرائيل، فان نيويورك ستقاطعك"، هكذا هدد في تويتر.


شكرا لك يا نيويورك، شكرا لك أيها الحاكم. خطوتكما أثبتت أن نيويورك موجودة إلى جانب المحتلين وإلى جانب الجريمة، أثبتم مرة أخرى إلى أي مستوى لا تستحق الولايات المتحدة لقبها، زعيمة العالم الحر. مرة أخرى أثبتم أنه عند الحديث عن إسرائيل فان جميع قيمكم المعلنة تتشوه في لحظة. هل كان باستطاعة أحد أن يتخيل اصدار أمر كهذا ضد حركة المقاومة الدولية للفصل العنصري في جنوب افريقيا؟ هل يتخيل أحد ادانة العقوبات على روسيا في أعقاب اقتحامها
للقرم؟.


ليس تأييد المقاطعة أمرا ملزما، ومسموح الاقتناع بعدم نجاعتها. ولكن يجب الاعتراف أنه من غير الممكن أن تكون شخص له ضمير وفي نفس الوقت تشتري من منتوجات المستوطنات. تماما مثلما أن رجل القانون لا يشتري بضاعة مسروقة، لا يجب شراء بضاعة يتم انتاجها في أرض مسروقة. من الواجب الاقناع بذلك. مسموح المطالبة بمقاطعة بضائع كهذه. من الصعب جدا والغير ممكن الفصل بين المستوطنات وبين دولة إسرائيل التي محت الخط الاخضر.


إسرائيل كلها غارقة في مشروع الاحتلال، ولا توجد طريقة أخرى لإنكار ذلك: هل يوجد بنك بدون حسابات من يهودا والسامرة؟ أو صندوق مرضى بدون فرع في أريئيل؟ شبكة حوانيت بدون سوبرماركت للمستوطنين؟ ولكن من لا يؤمن بالمقاطعة ويعتقد أن هناك سبل افضل لمحاربة الاحتلال، لا يمكنه الموافقة على هذه الادانة الساحقة. المقاطعة هي وسيلة مشروعة وغير عنيفة تم اتخاذها في الماضي والحاضر من قبل دول كثيرة، منها إسرائيل. ما هي العقوبات الدولية ضد حماس وبتشجيع من إسرائيل، اذا لم تكن المقاطعة. والتي ضد ايران؟ ألم تُخل إسرائيل أيضا بالقانون الدولي؟.


الدعاية الإسرائيلية تتلاشى أمام انجازات التجريم. قائد الصراع، السفير داني دنون، عقد في الأسبوع الماضي لقاء دعاية في مبنى الامم المتحدة حيث قامت قواته بإرشاد نحو 1500 طالب يهودي ليرددوا: "كل كلمة ثانية تخرج من الفم يجب أن تكون كلمة سلام". هذا بالطبع يثير الانفعال حتى ذرف الدموع، لكن ساعة الحقيقة ستأتي، وعندها سيضطر كل من عمل على ادانة وتجريم المقاطعة أن يرد بنزاهة: من المجرم هنا، ما هي الجريمة الحقيقية وماذا فعلتم ضدها؟.