تجار لـ"الحدث": لا نتحمل مسؤولية ارتفاع الأسعار في رمضان

الحدث- محمد غفري

رفض عدد من التجار الاتهامات المنسوبة إليهم برفع أسعار المواد الغذائية وخاصة تلك السلع التي يكثر الإقبال عليها في شهر رمضان المبارك.

وأجمع التجار على أن الإقبال الكبير على شراء المواد الغذائية والسلع الرمضانية بشكل خاص هو الذي يرفع الأسعار من المصدر، دون تدخل منهم.

3 أسعار للمواد التموينية في رمضان

المحاسب في سوبر ماركت أبو العواد، يحيى عصفور، قال  إن العديد من المتغيرات تتطرأ على  أسعار السلع خلال شهر رمضان المبارك في كل عام.

وأوضح عصفور لـ"الحدث" أن هذه المتغيرات تطرأ على نوعين من السلع التموينية ويبقى النوع الثالث ثابتاً، وهي على النحو التالي: النوع الأول من السلع الغذائية تخضع للمنافسة بين التجار خلال شهر رمضان وبالتالي تنخفض أسعارها بشكل ملحوظ، كما هو الحال مع المعلبات والحلاوة والطحينية، والسلع التي تباع بنظام العروض، والمستفيد الأخير منها هو المواطن.

أما النوع الثاني من السلع هي السلع الثابتة التي لا يتغير سعرها طوال العام، مثل أسعار التمور والمرتديلا والألبان والكولا والعصائر، ولكن يتم طباعتها بغلاف جديد يناسب شهر رمضان، ومنها ما  يضع جوائز ترويجية، من أجل كسب ما في جيب المستهلك.

والنوع الثالث من السلع هي السلع التي ترتفع أسعارها في شهر رمضان، وهي السلع المطلوبة بشكل كبير من قبل المواطنين، مثل الأرز والسكر وغيرها.

وبرر عصفور هذا الارتفاع، بأن الأسعار ترتفع  على أصحاب السوبر ماركت قبل أن ترتفع على المواطن، وهو ما يُخلي مسؤولية التاجر، ويتحمل مسؤوليته المستوردون وأصحاب المصانع والجهات المسؤولة.

واستشهد عصفور، أن سعر كيس الأرز 25 كيلو كان يبيعه قبل رمضان 125 شيقل، وفي رمضان أصبح يبيعه 130 شيقل، كذلك سعر كيس الأرز 27.5 كيلو كان يبيعه قبل رمضان 130 شيقل، وفي رمضان أصبح 135 شيقل، مؤكداً أن الارتفاع كان من المصدر. 

ارتفاع محدود على أسعار الدجاج

بدوره قال صاحب متجر مزرعة الرمحي للدواجن، سامح الرمحي، إن أسعار الدجاج في فلسطين بدأت بالارتفاع قبل رمضان بنحو أسبوع، ومن المتوقع أن يستمر هذا الارتفاع.

وأوضح الرمحي أن سعر كيلو الدجاج انخفض في بعض الأوقات من العام، حتى وصل إلى عشرة شواقل، ولكنه عاود الارتفاع مجدداً، وخلال أسبوع واحد فقط ارتفع إلى 11 شيقل ومن ثم 12 شيقل، والآن يباع 12.5 شيقل، وقد يستمر الارتفاع ليصل إلى 14 شيقل خلال شهر رمضان كما هو متوقع لدى تجار الدواجن.

وأفاد الرمحي لـ"الحدث"، أنه لا يتحمل مسؤولية هذا الارتفاع ومعدل ربحه من كيلو الدجاج ثابت ولا يتغير، ولكن عندما يرتفع سعر كيلو الدجاج عليه من المصدر، يصبح مضطراً إلى رفعه.

وبرر الرمحي ارتفاع سعر الدجاج خلال رمضان، بزيادة الطلب على الدجاج خلال هذا الشهر من ناحية، وارتفاع أسعار الأعلاف على المزارع كمصدر أول لهذه السلعة الغذائية من ناحية أخرى هو ما يقود إلى الارتفاع، دون أن يوجه الاتهام إلى جهة بعينها تتحمل مسؤولية ارتفاع أسعار الدجاج أو الأعلاف.

تسعيرة وزارة الاقتصاد لا تنصف المواطن

وحول الدور الذي تقوم به الجهات الرقابية، أكد الرمحي أن وزارة الصحة تقوم بعمل جولات متقطعة على متاجر اللحوم والدوجن، ولكن وزارة الاقتصاد لا تقوم بذلك إلا في حال وصول شكوى إليها من أحد المواطنين حول التلاعب بالأسعار.

وعن التزام التجار بالأسعار المحددة، بين أن سعر كيلو اللحمة المستورد ثابت طوال العام وهو 22 شيقل، وسعر الدجاج يتغير لأنه سلعة محلية وغير مستوردة، مضيفاً أن تحديد سعره من قبل وزارة الاقتصاد يخدم التاجر ولا يخدم المواطن، لأن التاجر في أغلب الأوقات يكتفي بربح قليل من أجل بيع كثير (معادلة في الاقتصاد) ويضع شيقل واحداً مربحاً لكل كيلو يبيعه، بينما الاقتصاد تضع له 2 شيقل مربحاٌ لكل كيلو كما حصل في المرات السابقة.

وكانت وزارة الاقتصاد الوطني قد حددت في قائمتها أسعار السلع الغذائية خلال شهر رمضان المبارك، سعر كيلو الدجاج الطازج بـ 13 شيقل، إلا أنه يباع في السوق بـ 12- 12.5 شيقل. كما وحددت وزارة الاقتصاد سعر كيلو اللحم المستورد بـ 24 شيقل، إلا أنه يباع في بعض المتاجر بـ 22 شيقل، وهو ما يعني أن التزام التجار بتسعيرة وزارة الاقتصاد لا ينصف المواطن.

وفي سياق اللحوم الطازجة، قال الجزار عماد دعنا، إن سعر كيلو لحم العجل 55 شيقل وهو ثابت ولم يتغير منذ وقت طويل، بينما يبلغ سعر كيلو لحم الخاروف أو الخروف 80 شيقل وهو ما يتغير في بعض الأوقات.

ورجح دعنا في حوار مع مراسل "الحدث" خلال جولة ميدانية قام بها في سوق مدينة البيرة الشعبي، أنّ سعر كيلو لحمة العجل لن يرتفع خلال شهر رمضان، لأن الطلب على اللحمة عادة يكون أقل من الدجاج، وفي حال كان هناك ارتفاع سوف يكون بسيطاً.

وحددت وزارة الاقتصاد كيلو لحم العجل بـ 55 شيقل وهو ثابت في السوق حتى اليوم، في حين حددت سعر كيلو لحم الخروف بـ 75 شيقل، وهو ما يخضع للتلاعب من قبل الجزارين.