الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"إسرائيل" تؤيد الانقلابيين وتعادي المنتخبين ديمقراطيا

2016-07-17 11:26:48 AM
رويترز - الانقلاب العسكري في تركيا

 

الحدث- مصدر الخبر

 

 تأخر صدور أول تعقيب إسرائيلي رسمي على الأحداث في تركيا أكثر من 15 ساعة منذ بدء الانقلاب العسكري الفاشل. ربما تتذرع إسرائيل بأن الانقلاب وقع ليلة السبت، ولذلك تأخر صدور رد الفعل، لكن الحقائق تشير إلى أسباب أخرى، انعكست في مقالات المحللين في الصحف الصادرة اليوم، الأحد، وعكست موقفا إسرائيليا كارها، أكثر من كونه معاديا، للرئيس رجب طيب إردوغان.

 

وسعى المحللون الإسرائيليون إلى إظهار إردوغان بأنه يسعى إلى تحقيق مكاسب لنفسه ولحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه، وأنه يدوس على الديمقراطية التركية من أجل تحقيق ذلك، متجاهلين بمعظمهم أن الرئيس التركي موجود في الحكم منذ عقد ونصف العقد، وأن الأتراك يعرفون سياسته جيدا، بسبب طول فترة حكمه، وما زالوا يختارونه في انتخابات ديمقراطية.

 

 

ولعل أبرز تعبير عن الأجواء في إسرائيل، وخاصة في الحكومة، يأتي من جهة صحيفة 'يسرائيل هيوم' المقربة من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، والناطقة باسمه واسم حكومته. وكتب أبرز محللي هذه الصحيفة، دان مرغليت، أن الضباط الذين نفذوا محاولة الانقلاب الفاشلة 'لم يبثوا للأتراك شيئا ولم ينجحوا في حشد المعارضين الكثر للرئيس من أجل مساعدتهم'.

 

وأردف مرغليت أنه 'كإسرائيلي يتذكر إردوغان بصورة سيئة، منذ أسطول المافي مرمرة (أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة) في العام 2010، تابعت بتأهب التقارير المتواصلة وتساءلت كم أتمنى الإطاحة به'.

 

وتابع مرغليت أن 'الحماسة كانت ستتعاظم لو أن (محاولة الانقلاب) حدثت قبل الاتفاق الإسرائيلي – التركي. ولكن ليس الاتفاق فقط هو الذي تسبب باعتدال الرغبة في سقوطه، وإنما بالأساس انعدام اليقين حيال هوية المتآمرين'.

 

من جانبه، رأى المستشرق والمحاضر في جامعة تل أبيب، البروفيسور أيال زيسر، أنه لم يعد بإمكان الجيش في تركيا أن يدير الدولة حسبما يشاء، وأن هذا الحال بات جزءا من الماضي، مشيرا إلى أن هذا الانقلاب نفذه ضباط صغار، ولا يوافق عليه معظم زملائهم وقادتهم.

 

 

وأضاف زيسر أن فشل محاولة الانقلاب 'يؤكد أنه في الشارع التركي توجد انتقادات متزايدة لإردوغان وتعب من سنوات حكمه وجهوده من أجل قضم الديمقراطية في الدولة وطبيعتها العلمانية، لكن معسكر معارضيه، وإن كان يشكل الأغلبية، لكنه منقسم على نفسه ويفتقر إلى قيادة. وعدا ذلك، فإن لا أحد في تركيا يريد العودة إلى فترة الانقلابات العسكرية. وإردوغان، رغم كل الانتقادات له، هو حاكم اهتير بانتخابات ديمقراطية ويتمتع بدعم كبير، وهكذا هي أيضا خطواته'.

 

واعتبر زيسر أن 'تركيا فضّلت أمس ديمقراطية مدرسة إردوغان على حكم عسكري. لكن على ضوء محو الجيش كلاعب سياسي في الدولة، سيضطر أولئك الخائفين من محاولة إردوغان لضرب إرث أتاتورك وتقييد الديمقراطية في الدولة إلى إيجاد سند وحامٍ أفضل من ضباط الجيش'.

 

لكن الإسرائيليين عموما ليسوا مهتمين في الديمقراطية التركية بالأساس، وغنما هم يبثون الكراهية تجاه إردوغان لأسباب أخرى، تتعلق بالأساس بسياسته تجاه الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. ويبدو أن إردوغان كزعيم قوي يؤرق الإسرائيليين. فالإسرائيليون ليسوا قلقين، على سبيل المثال، من أداء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ودوسه على الديمقراطية والقيم الإنسانية وارتكابه المجازر في دول أجنبية، وسورية ليست المثال الوحيد في هذا السياق.

 

 

من هنا، اعتبر المحلل السياسي في صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، بن درور يميني، أن الجيش التركي يمثل قيم الدولة العلمانية، بينما 'النظام المنتخب يمثل التدهور باتجاه إسلامي أكثر' ليستنتج من ذلك أن 'قرار الأغلبية ليس الأمر الأهم'.

 

وربط يميني، وغيره من المحللين، بين انتخاب الأغلبية في تركيا لحزب إردوغان وانتخاب أغلبية الفلسطينيين، في انتخابات العام 2006، لحركة حماس، وانتخاب المصريين محمد مرسي، الذي عزله الجيش المصري في انقلاب قاده الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.

 

ويقلب الإسرائيليون القيم وفقا لأهوائهم. الانقلابيون بنظرهم هم الشرعيون والمنتخبون في انتخابات ديمقراطية، شهد لها العالم كله، غير شرعيين. واعتبر يميني، من دون منطق واضح، أن 'الانقلاب الذي فشل أفشل أيضا ما تبقى من الديمقراطية التركية'!!

 

بدوره، أكد المراسل السياسي لصحيفة 'هآرتس'، باراك رافيد، أن 'لا أحد في حكومة إسرائيل كان سيذرف دمعة لو أن إردوغان وجد نفسه فجر يوم السبت في المعتقل بدلا من الاحتفال مع مؤيديه في مطار في اسطنبول بالقضاء على التمرد'.

 

وأشار رافيد إلى سبب تأخر صدور رد الفعل الإسرائيلي الرسمي على الانقلاب الفاشل. فقد أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان مقتضب جدا أن 'إسرائيل تحترم العملية الديمقراطية في تركيا وتتوقع استمرار عملية المصالحة بين الدولتين'.

 

ووفقا لرافيد، فإن سبب تأخر رد الفعل الإسرائيلي هو أنه في وزارة الخارجية قرروا عدم المسارعة إلى التعقيب 'وإنما الانتظار إلى حين يتضح الوضع ورؤية كيف سيعقب المجتمع الدولي على الأحداث'، لافتا إلى أن نتنياهو كان يتلقى تقارير حول الأحداث في تركيا أولا بأول.