السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

السوبرانو سميرة القادري في فلسطين تسلب الألباب والأفئدة بأدوار أندلسية صوفية

2014-04-15 00:00:00
السوبرانو سميرة القادري في فلسطين تسلب الألباب والأفئدة بأدوار أندلسية صوفية
صورة ارشيفية

ضمن فعاليات معرض فلسطين الدولي التاسع للكتاب

الحدث: رام الله – بيت لحم

أحيت فرقة أرابيسك المغربية بقيادة السوبرانو الفنانة سميرة القادري، حفلتين فنيتين في مدينتي رام الله وبيت لحم، وسط حضور جماهيري غفير تقدمه في مدينة رام الله إلى جانب الدكتور أنور أبو عيشه وزير الثقافة الفلسطيني، السيد محمد الأمين الصبيحي وزير الثقافة المغربي برفقة الوفد المغربي المشارك كضيف شرف هذه الدورة من معرض الكتاب، فيما حضرت حفل مدينة بيت لحم إلى جانب الدكتور أبو عيشة وزير الثقافة الفلسطيني، الدكتورة لانا مامكغ وزيرة الثقافة الأردنية.

وأختتمت أرابيسك مشاركتها في هذه الدورة، بحفل فني مهيب جاء بعنوان «أندلسيات، أنينٌ ورنين» بدأته الفنانة القادري بمقطوعة «حاضرٌ في القلب» للشيخ المتصوف «محمد الحراق»، لتعرج القادري في حفلها إلى قصيدتين لشاعرين فلسطينيين هما الشاعر لطفي زعلول الذي غنت له قصيدة «القدس في القلب» والشاعر محمد حلمي الريشة الذي غنت له قصيدة «خذ ما تشاء». كما وشدت القادري لشيخ المتصوفة «ابن عربي» من رائعته «أدين بدين الحب» مقطوعة «ليس في الوجود من يقول ربي»، كما وغنت للحلاج قطعة «مازلت أطفو» وأنهت برائعة «لما بدا» وبعض المقطوعات الأندلسية الأخرى.

وأكدت القادري في حفلها بمدينة بيت لحم، على مدى أستيائها جراء منع سلطات الاحتلال لعضوين بارزين من فرقتها دخول فلسطين، حيث استعاضت عنهما بالعازفين شروق وماهر الشافعي، معبرة عن عمق سعادتها بهذه المشاركة الفنية من الثنائي الشافعي، ما يثبت مشاركة العرب أجميعن للهم الفلسطيني المتمثل في الاحتلال. 

وقالت القادري موجة حديثها للجمهور « اسمحوا لي بأن اعانقكم، لأننا نحمل مودة خاصة لهذا البلد وهذه الأرض المقدسة، ولهذا الشعب الذي تعلمنا منه الصبر والحكمة مضيفة «نحن اليوم جئنا لكم بألحاننا وأنغامنا، لنعانق قضيتين، القضية الموريسكية، والقضية الفلسطينية، وما الثانية سوى استمرار للأولى التي استمرت لقرون عدة، ما يعني أن التاريخ يعيد نفسه، ورسالتنا واحدة».

وكان الإعلامي أحمد زكارنة الذي قدم فرقة أرابيسك في حفل بيت لحم، قد أشار في مقدمته إلى عمق العلاقة المغربية الفلسطينية، قائلاً: إنها لم تكن محضَ مصادفةٍ، ولم تأتِ متأخرة، وإنما هي ومنذُ البَدءِ علاقةَ الجسدِ بالروح. ولسانُ الحالِ يقول: «أنا أُشبهُ أنا.. واحِدُنا يُشبِهُ الآخر».

وأشار زكارنة في مقدمته التي اتكأ فيها على المقولة الصوفية، فتناول مقطعاً للعلامة جلال الدين الرومي، وآخر للحلاج، إلى أهمية الدور الذي تقوم به فرقة أرابيسك في النبش عن التراث الأندلسي والأشتغال عليه، بالبحثِ الدائم والدؤوب في علاقتهِ مع عديدِ الموسيقات المنتشرة حولَ البحرِ الأبيضِ المتوسط، مفككاً مفردتي أرابيسك «اسم الفرقة» والسوبرانو تعريف الفنانة القادري، والذي يعني الصوت الأعلى في طبقة أصواتِ النساء، أو أصواتِ الكورال المختلطة، ويتصفُ بالمرونةِ الفائقةِ والقدرةِ على أداءِ الزخرفاتِ الغنائية.

وكانت القادري وفرقتها أرابيسك قد أحييوا الحفل الأول لهما على مسرح القصبة بمدينة رام الله، بمجموعة من الأغاني الصوفية والأندلسية والفلسطينية، وسط تفاعل جماهيري أضفى على الحفل نوعاً من العلاقة الحميمية بين الحضور والفرقة التي عبرت عن شكرها لوزارة الثقافة الفلسطينية لهذه الدعوة الكريمة التي تفتح صدر فلسطين لإحتضان العربي الذي يسعى الإحتلال لعزله عنّه وتجريده البطيء من إحساسه بالمسؤولية والإنتماء تجاه هذه الأرض.

ولأجل ذلك قال الشاعر عرفات الديك الذي قدم الفرقة على مسرح القصبة بمدينة رام الله، إن هذه الليلة أتت كواحدةٍ من منحوتات الإبداع الواعي في التصدي لسياسات أعدائنا الرامية إلى جعلنا في العُزلة والظلام الأبدييَن.كيف لا ، وفلسطين تستقبل ضمن هذه التظاهرة الثقافية العديد من الوفود العربية، بمؤلفاتها المُبدعة وفنانيها وشعرائها وأدبائها.

وأشار الديك إلى أن الفنانة سميرة القادري تنتمي لعائلة متشبعة بتقاليد السماع الصوفي وتمزج بين التواتر الشفاهي والتحصيل العلمي، بين الكتابة الموسيقية والغناء، سواء تعلق الأمر بالغناء العربي أو الأندلسي أو الغربي الكلاسيكي. وأن فرقتها فرقة حاضرة بأبحاثها المتخصصة، وحاضرة بأدواتها الأصيلة، حاضرة في المهرجانات والفعاليات في أوروبا والعالم العربي.