الأحد  12 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

رصيف 81 (2) / بقلم : رسمي أبو علي

2016-07-19 10:58:10 AM
رصيف 81 (2) / بقلم : رسمي أبو علي

 

في الحلقة الأولى للحديث عن الرصيف، تحدثت عن الرصيف والذي هو أنا بكل بساطة، ورسمت الملامح الأساسية لهذا الابتكار والدور والذي لم يكن موجوداً لا في الثورة الفلسطينية ولا في غيرها من الثورات..

قلت هو تيار وليس تنظيماً لأنني رفضت فكرة التنظيم النخبوي، وأردت أن تكون الثورة كالخبز متاحة للجميع، وخاصة المهمشين البسطاء.

قلت أيضاً إنه رؤيا ونهج مستقبلي إذ تنبأت في المقال الافتتاحي، والذي هو البيان السياسي بأننا سائرون في السنوات القادمة إلى عالم أحادي القطب، نكون فيه الرصيف أو الهامش الذي يحاور المركز الأميركي ديموقراطياً.

أي أنني تنبأت ضمناً بانهيار الاتحاد السوفياتي قبل انهياره بعشر سنوات ووضعت نهج المواجهة مع هذا المركز وفق مبدأ الخيار الثالث أي لا قطيعة ولا تبعية..

وحتى أوضح هذا الأمر استشهدت بزعيمين سياسيين بارزين في تلك السنة، هما الخميني والسادات 1981.

قلت إن الخميني يمثل القطيعة مع المركز كما كان يحاول أما السادات فمثل التبعية.. أما نحن فيجب أن نكون في نقطة ما بين السادات والخميني وهو ما أسميه بالخيار الثالث أي لا قطيعة ولا تبعية وهو المبدأ الذي نسير عليه الآن..

الحقيقة أنني أحس بقدر من الحرج لحديثي عن الذات، وكنت أفضل أن يقوم أحد الأصدقاء بهذا.. لكن للأسف يبدو أن هذا الدور كان عصياً استيعابه أو الإحاطة به خاصة وأن شخصيتي المتواضعة أكثر مما يجب، ساهمت في هذا الارتباك، حيث أن أصدقائي في الرصيف كانوا من المهمشين البسطاء. أحدهم كان اسمه أبو روزا، وولف كردي عراقي بسيط الثقافة، وآخر هو غيلان عراقي آخر، وآدم حاتم وهم عراقيون من الشعراء البسطاء، وكان معنا أيضا الشاعر الشهيد علي فودة، والذي استشهد أثناء توزيعه أعداد مجلة الرصيف أثناء حصار بيروت من جيش شارون 1982.

كان صعباً استيعاب أو فهم هذا الدور، والذي يعني ببساطة أنه بإعلاني أنني الرصيف كأنني أقول: أنا كبير القوم وخادمهم، ولم يكن أحد مستعداً لفهم أو استيعاب هذا ربما حتى الآن.

كان الأمر أشبه بأبطال الخُرّيفيّات، الشاطر حسن وعلي الزيبق، وكان من المستحيل التسليم به، ووجد البعض أن أفضل حل هو القول بأني مجنون.

أما الأخ الشهيد أبو عمار، فكان أكثر لطفاً إذ وصف الظاهرة بأنها تحشيش فكري...

ربما أن الإنكار لدوري والمستمر حتى الآن ناجم عن أنني أسعى إلى القيادة والحقيقة أنني أوضحت أكثر من مرة بأنني الرصيف وليس الرئيس، وعلى صفحتي أؤكد دائماً وقوفي إلى جانب الرئيس أبو مازن لا لأسباب شخصية أو مصلحية، فأنا لم أره أو أتحدث معه منذ 15 سنة على الأقل ولكنني أؤيده باعتباره الرئيس والعنوان الذي يضمن بقاءنا في اللعبة، وعلاقتي به وبالمؤسسة السياسية الفلسطينية هي علاقة تكامل ضمن قاعدة وحدة/ صراع/ وحدة.

إن الحديث في هذا الموضوع بات يرهقني إذ أن الجماعة وكأنهم يتعمدون تجاهلي مع أنني أعمل رصيفاً كبيراً للقوم وخادماً لهم منذ 35 سنة.

ومع أنني أوضحت أكثر من مرة مردداً قول المسيح ما جئت لأنقض الناموس بل لأكمله.

أي أنني ما جئت بديلاً لأحد ولا ساعياً إلى منصب أحد فهذا ليس من أخلاقي.

ابتكرت دوراً مستحيلاً أسميته الرصيف، والذي يحسدني عليه فليكن رصيفاً ليوم واحد فقط.

لكن لا أحد يستطيع ذلك، هل علي أن أوضح أكثر من ذلك؟