الحدث- رام الله
التعامل مع مرض السكري يعتمد بالأساس على مدى وعي المريض ومعرفته بمرضه والحذر من كل ما قد يضره. ويقع بعض العبء أيضاً على الملازم للمريض، سواء كان من أفراد الأسرة أو الأصدقاء.
ففي حالة حدوث نوبة مثلاً يجب أن تكون على علم بكيفية التعامل معها؛ حتى تستقر حالة المريض، كما أن انتباهك لما ينبغي أكله وما لا ينبغي قد يكون عاملاً مساعداً مهما في تحسن صحته.
ولذلك، ما هي الأمور التي يجب عليك معرفتها إذا كنت تعيش مع مريض بالسكري؟
معظم، إن لم يكن كل، مرضى السكري يعانون من بطء شفاء الجروح، خصوصاً جروح الساقين. وما قد يكون جرحاً طفيفاً بالنسبة للشخص السليم، قد يكون ذا آثار ممتدة وخطرة لدى مريض السكري، الأمر الذي يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى بتر الساق.
ولهذا يجب إعطاء اهتمام وعناية خاصة بالجروح، حتى الطفيفة والضئيلة منها.
مراقبة معدل الجلوكوز في الدم من الأمور الضرورية للحفاظ على صحة المريض وحالته العامة وجودة حياته. وقد تستطيع الحصول على أداة القياس (blood meter) مجاناً من المستشفى الذي تعالج فيه أو بخصم من المنتج أو كجزء من التأمين الصحي.
شرائط الاختبار أيضاً لابد من النظر إليها؛ إذ لا تستطيع استخدام الشريط أكثر من مرة، وقد تكون غالية، ما يعني أن إيجاد مصدر للحصول على الشرائط بأسعار مناسبة يعتبر من الأولويات الضرورية.
إذا كان مريض السكري يحتاج الإنسولين حالاً وبشكل عاجل، فليس أمامنا خيار آخر. أما إن كانت حقنة روتينية، فمن الأفضل حفظ الإنسولين في درجة حرارة الغرفة العادية (25 درجة مئوية)؛ فالإنسولين البارد المحفوظ في الثلاجة قد يسبب ألما عند حقنه.
يذكر أنه يمكن حفظ الإنسولين بأمان في درجة حرارة الغرفة لمدة شهر تقريباً، ما يعني أن الإنسولين قيد الاستخدام ليس بحاجة إلى الحفظ في الثلاجة. فقط عليك التأكد أنه بعيد عن أي من مصادر الحرارة.
انخفاض مستوى السكر بالدم، خصوصا لدى من يعتمدون على الإنسولين، يؤدي عادة إلى الشعور بالتوتر والقلق وسرعة الغضب. فعليك أن تكون مستعداً لمثل هذه التقلبات في المزاج إذا كنت تعيش مع أحد مرضى السكري. وعليك أن تتأكد أن هذا الغضب ليس موجهاً لشخصك أنت، بل هو نتيجة حالته الصحية وحسب. تقبل هذا الأمر.
ممارسة التمارين الرياضية أمر ضروري لكل أحد، لكنه أكثر أهمية بالنسبة لمرضى السكري. فالتمارين تساعد في الحفاظ على جلوكوز الدم في معدلات معقولة، والحفاظ على الوزن، وتخفيف بعض الأعراض الأخرى للسكري.
فإذا كنت تعيش مع مريض السكري، فحاول بكل جهدك أن تشجعه على ممارسة الرياضة وتتيح له الوقت والفرصة لذلك. ولكن عليك ألا تكون لحوحا؛ حتى لا تتسبب في إيذائه نفسياً.
الطعام يعتبر عاملاً حرجاً لمرضى السكري. والطريقة الأفضل للتعامل مع هذه المشكلة هي تبني الأسرة كلها عادات الأكل الصحية المناسبة لمريض السكري؛ حتى لا يتم إغراؤه لأكل الأطعمة التي لا ينبغي له أكلها وحتى لا يشعر بغربة ووحدة عند تناوله طعاماً خاصاً.
وختاماً، يجب إدراك أن التعايش مع مرض السكري ليس بالأمر الهين، بالنسبة للمريض أو المحيطين به، فالسكري حالة مستمرة طول الحياة ولا يمكن الشفاء التام منها أو حتى أخذ إجازة. ولكن مع الوعي وتعلم أفضل الطرق للتعامل مع المرض، يصبح الأمر في غاية السهولة، ويمكن تحمله برضا نفس أو حتى باستمتاع.