الخميس  02 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث" | منهاج التربية والتعليم من وجهة نظر مختص

2016-09-04 06:59:44 AM
خاص
المنهاج الجديد

 

 

الحدث- روان سمارة

 

بدأ العام الدراسي إذن، ومضى أسبوع ولم يستلم طلاب المرحلة الأساسية حتى الآن كتبهم كاملة، ومع الصفحة الأولى لكتاب التربية الإسلامية ثارت زوبعة من الانتقادات للوزارة ومنهاجها الذي أنجز في ثلاثة أشهر فقط وراهن عليه في حوار سابق مع "الحدث" مدير تطوير المناهج في وزارة التربية والتعليم ثروت زيد.

 

كانت "الحدث" قد قطعت وعدا بنشر تقرير يعرض وجهة نظر التربويين في المنهاج الجديد، وكنا نرغب تأجيله حتى يتمكن الخبراء والأهالي وقبلهم الطلاب من الحصول على نسخ من هذا المنهاج، لكن وبعد ما أثير على مواقع التواصل الاجتماعي رأت "الحدث" أن من واجبها التسريع في التقرير، وهي تقطع على نفسها وعدا آخر بتقرير أكثر شمولا للمنهاج بعد وصوله وهو أمر نتمنى أن لا يطول.

 

الفرق بين المنهاج والكتاب المدرسي

 

أجرت "الحدث" لقاء مع الدكتورة سائدة عفونة الأخصائية في مجال التربية، وفي سؤال حول الفرق بين المنهاج والكتاب المدرسي، قالت عفونة: "ما وضعته وزارة التربية والتعليم هي كتب مدرسية، والمنهاج ليس كتبا فقط، فالكتاب هو جزء من المنهاج الذي هو منظومة متكاملة أحد عناصرها الكتاب".

 

يجب أن يمر المنهاج في عدة مراحل قبل أن ينتهي كتابا بين أيدي الطلاب، وعن هذه المراحل تقول عفونة لـ"الحدث": "المرحلة الأولى في المنهاج  تحديد الفلسفة التي ستبنى عليها المناهج، ووضع رؤيا واضحة للمنهاج، ثم وضع الخطوط العريضة للمناهج، ثم تأتي مرحلة ترجمة الخطوطو العريضة لأهداف، ثم تشكيل فرق للتأليف، وفريق للإشراف العام، تدقيق ومراجعة، ثم تأليف المحتوى بشكله التجريبي، ثم عرض المحتوى للمراجعة بشكل أولي، تجريبه على عينة، ثم مرحلة تقويم التجربة، فإخراجه بالشكل النهائي للتعميم".

 

فلسفة المنهاج يشارك فيها المجمتع

 

وعن المرحلة الأولى، وهي وضع الفلسفلة التعليمية، فترى عفونة أن المسؤول عنها هو كل المجتمع، لكن الجهة التنفيذية لترجمة هذه الفلسفة لرؤيا تعليمية فالمسؤول عنها وزارة التربية والتعليم، ورئاسة الوزراء التي تصادق على المنهاج، فيجب أن تكون الرسالة واضحة فهل نريد بمنهاجنا على سبيل المثال خلق مواطن مسالم، أم مواطن مقاوم؟

 

أما من يضعها فهم مجموعة من الخبراء في عدة مجالات داخل المجتمع، من تربوين واقتصاديين وعلماء نفس واجتماع وغيرهم. وهذه العملية تحتاج لفريق كامل ووقت طويل، ولا يمكن الاعتماد على شخص واحد في وضعها، فمن يضع الفلسفة هم مجموعة من الخبراء في عدة مجالات من الشرائح المختلفة في المجتمع، بما في ذلك أولياء الأمور.

 

عفونة التي لم تسمع بالنظريات التربوية لوزارة التربية والتعليم، والتي وردت في لقائنا مع ثروت زيد، تؤكد على أن الفلسفة التي وضعتها لجنة مراجعة المنهاج هي في أربعة كلمات، التحرير، القيم، التكنولوجيا، المعرفة، والمفروض أن تنعكس هذه الرسالة في المنهاج، وهو مارأينا عكسه في صورة المرأة الشيطان، فيبدو أن هذه ليست ضمن القيم.

 

فريق التأليف يجب أن يكون مختصا

 

وحول فريق التأليف فيجب أن يكون كل عضو في هذه اللجان كما أشارت عفونة لـ"الحدث" مختصا في موضوع الكتاب، حاصلا على  شهادة في هذا مساق الكتاب، ملما بأساليب التعليم، وكيف تدرس وتقيم المادة التعليمية.

 

أكدت عفونة أيضا على أن المنهاج يجب أن يكون تكامليا، أي أن ما يُدرس في مادة الرياضيات يجب أن ينسجم مع ما يدرس في مساقات اللغة العربية والتربية الوطنية وذلك من ناحية فلسفية فكرية.

 

ترى عفونة أن تطبيق المنهاج على كل طلبة المرحلة الأساسية هو ظلم، وتعميم للخسارة، فتجريب كتاب جديد لا يجب أن يشمل الكل، ويفترض أن يكون على عينة صغيرة، وذلك تفاديا للمشكلات التي قد يتعرض لها الطلاب في المنهاج الجديد، الذي تتمنى أن لا يتوجد به مشكلات رغم أنها ترى أن المؤشرات الأولية تؤكد على وجود المشكلات، تحديدا إذا ما أخذنا الفترة الزمنية القياسية التي أُنجز فيها المنهاج.

 

إعداد المنهاج كان 5 سنوات فاقتصر على 3 أشهر

 

عفونة التي كانت ضمن اللجنة التي وضعت الإطار العام للمناهج وهي لجنة مراجعة المسيرة التعليمية، قالت لـ"الحدث": "الإطار الزمني الذي وضعناه للتنفيذ كلجنة كان خمس سنوات، وقلنا إنه يحتاج من ثلاثة لخمس سنوات، وليس ثلاثة أشهر، وقد قرأت تقرير"الحدث" السابق في لقائها مع ثروت زيد مدير دائرة تطوير المناهج، وانتبهت لقوله أننا لم نغير شيئا في المعرفة، والسؤال لدي هنا، هو لماذا نغير المناهج إذا لم نغير شيئا في المعرفة، والتي تتجدد كل دقيقة، وكأن ما قمنا به ليس إلا تقليما للمناهج، ثم لماذا هم مجبرين كوزارة على العمل لساعات متواصلة وصلت حسب حديثه لـ36 ساعة عمل، ما الحاجة الملحة لتطوير المناهج في ثلاثة أشهر، دون تغيير في المعرفة؟ في المرة الأولى عندما وضعنا المنهاج كنا نسعى لإنجاز وطني، لكن ما المبرر الآن؟".

 

التقييم السريع: لا فرق بين القديم والجديد

 

وحول تقييم الكتب المدرسية الجديدة تقول عفونة لـ"الحدث": "لا يمكن أن نقيم الكتب الجديدة في ثلاثة أيام أو أسبوع، فدراسات تقويم المناهج بحاجة لفترة زمنية للمقارنة بينن الكتب القديمة والجدية فهي تحتاج لدراسة، وفي نظرة سريعة للكتاب فهو يبدو شكلا جميلا بوضع الكوفية، والصور، لكنني فتحت احد الكتب فخرجت من النظرة الأولى بخمسة أخطاء، وفي مقارنة أولية بين الكتاب القديم والجديد فلا فرق سوى باستخدام الصور، وأنا كباحثة لا يحق لي الحديث عن المحتوى إلا بعد إجرائي لبحث حول المحتوى".

 

التطبيق على عينة

 

وترى عفونة أن من واجب المجتمع ان لا يسكت، شكرا جزيلا لكل من عمل على تطوير المنهاج، ونحن كلنا داعمون للوزارة، لكن لا يجب أن يطبق هذا المنهاج على كل المدارس، بل نختار عشوائيا مدرسة من كل مديرية، كعينة تجريبية.

 

تقول عفونة لـ"الحدث": "كنت ممن يدعون للإصلاح، وما أزال، والمناهج القديمة فيها الكثير من العيوب، فهي محشوة بالمعلومات بشكل كبير، وطريقة عرضها تعتمد على الحفظ والتلقين، وما نريده الآن أن لا نعيد هذه التجربة مرة أخرى، وأعود لأقول أن ثلاثة أشهر لا تكفي لإقرار منهاج جديد، فالكتب لا نعلم محتواها، والمعلمين غير جاهزين لتدريسها، وتدريب ثلاثة أيام لا يكفي وهم غير جاهزين، كما أن بيئة المدرسة والأنشطة وأساليب لتقويم، والتي هي جزء من المنهاج كل هذا لا يمكن أن يتغير في لحظة، فالتعليم ليس بكبسة زر، والطفل أي خطأ في تعليمه سيتمر معه، لذلك أرجو التمعن، نحن أثبتنا أنفسنا في المنهاج الأولى ولا نحتاج أن نثبت شيئا لأي أحد الآن لذا فلنعمل بعقلانية ولي بتسرع".

 

وفي نهاية حديثها أكدت عفونة أننا بحاجة للإصلاح، وتطوير المنهاج، لكن ضمن نظرية تربوية واضحة، وإلا فالبقاء على المنهاج القديم هو أفضل من المخاطرة بمنهاج سريع.