خاص "الحدث"| هذا ما ينفقه الحجاج من هدايا...

 

 

الحدث- ريم أبو لبن

 

"لا تغادر يوم الأحد، إنه يوم الحجاج أو المعتمرين"، جملة كانت تقال لمن أراد العودة من الأردن إلى فلسطين عبر جسر الملك حسين، حيث تزدحم الصورة الملتقطة هناك بأعداد كبيرة من الحجاج العائدين إلى ديارهم، وبجاورهم تصطف وبشكل عشوائي حقائب السفر الخاصة بهم و المحملة "بعفش" إضافي، وهنا تتنافس الحقائب على الدخول إلى المعبر كما البشر، غير أن كل حقيبة إضافية قد تضم مجموعة متنوعة من هدايا الحج، وقد تكلف صاحبها قيمة تتراوح ما بين (1000 إلى 4000 دولار). 

 

لماذا لا يشترون التمر وماء زمزم فقط؟ تساؤل طرحه أحد حجاج بيت الله، بعد أن أدى مناسك الحج هذا العام. وقال لـ"الحدث": "يدفع الحجاج مبالغ طائلة لشراء الهدايا، وهذا التصرف غير مبرر ويرهق الميزانية، وقد أجدهم يحملون "شوالات" من الملابس المصنوعة في الصين، وهي فعليا متواجدة لدنيا وبجودة أفضل".

 

وأضاف: "هذه الهدايا الإضافية قد ترهق الركاب المتواجدين في الباص، وخاصة أن بعض الركاب يصطحبون بعض الأمتعة والهدايا داخل الباص، لاسيما وأن المكان المخصص لوضع الأمتعة في الباص هو ممتلئ بشكل فعلي، وبالتالي قد تحدث حينها مشاكل متتالية داخل الباص".

 

وأشار الحاج أثناء حديثه لـ"الحدث" إلى التكلفة المالية المخصصة لشراء الهدايا، وقال: "1000 ريال سعودي، أي ما يقارب 1000 شيقل تكفيني، وهذا المبلغ يضم الطعام والشراب وكذلك الهدايا، وأنا أقوم بشراء الهدايا التذكارية فقط، وأبتعد عن شراء الملابس، والحرامات، والهدايا الغير منطقية؛ لأنها بكل بساطة متواجدة لدينا وبجودة أفضل".

 

أما الحاج أبو محمد من مدينة رام الله، فقد عاد من الحج محملا بحقائب وأمتعة إضافية، وجميعها تحمل هدايا وقطع تذاكرية لأبنائه وأحفاده. وقال أبو محمد لـ"الحدث": "2000 دولار هي التكلفة المالية الخاصة فقط للهدايا، وهي تضم المسابح، والتمور، وماء زمزم، والسجاجيد، والكحل العربي، والإكسسورات، وكذلك الملابس والتحف".

 

وأضاف أبو محمد : "هذه المرة الرابعة التي أحج فيها، وكل مرة أحمل لهم الهدايا، ويكلفني هذا الكثير، ولكنها طقوس وعادات ما زالنا متمسكين بها، رغم أن أجدادنا كانوا فقط يشترون القطع التذكارية من الحج بعيداً عن الأمور الأخرى التي نشتريها الآن، وكلها أمور زائدة عن الحاجة".

 

"25 شيقلا سعر الهدية الواحدة"

 

"25 شيقل هي تكلفة الهدية الواحدة"، هذا ما أكدته المواطنة سهى زلوم في حديثها لـ "الحدث"، وقد أدت مناسك الحج هذا العام مع عائلتها، لتعود إلى البلاد بحقيبة مليئة بالهدايا البسيطة، وبتكلفة لا تتجاوز 500 دولار.

 

وأضافت زلوم: "تضم الهدية الواحدة كلا من السجادة، والمصحف، وبرواز أو مُعلقة، وهذه الأشياء التذكارية الأساسية التي ترمز للحج بجانب التمر وماء زمزم".

 

وقالت: "قد يكتفي الحاج بشراء عبوة من ماء زمزم وبقيمة 20 ريالا سعوديا، أي ما يقارب 20 شيقلا، بجانب شراء كيلو من التمر، وقد يختلف السعر باختلاف نوعية التمر، إذ أن كيلو التمر قد يكلف قيمة تتراوح ما بين (20 إلى 100 ريال سعودي)".

 

وأشارت أثناء حديثها لـ "الحدث" إلى أن كثيرا من الحجاج يخصصون ما يقارب 2000 دولار لشراء الهدايا، وأحياناً قد تصل القيمة المالية لأكثر من ذلك، وهذا يعتمد على رغبة الفرد نفسه وعدد أفراد اسرته وأصدقائه.

 

وقد لاحظت زلوم أثناء قيامها بمناسك الحاج، أن بعض البائعين وحتى السائقين يستغلون قدوم الحجاج وتحديداً في الأيام الأخيرة من الحج، ويقومون برفع الأسعار. وقالت زلوم: "أجرة التاكسي من الفندق إلى مكة قد تصبح في يوم وليلة 100 ريال، أي 100 شيقلا بعد أن كانت 20 ريالا أي 20 شيقلا".

 

5 مليون دولار هدايا غزة

 

وبعودة الحجاج إلى قطاع غزة، تنشطت الحركة التجارية في القطاع حسب ما ذكر لـ "الحدث " مدير العلاقات العامة والإعلام بغرفة تجارة وصناعة محافظة غزة ماهر الطباع.

 

وقال الطباع: "عامان وقطاع غزة محروم من آداء العمرة، واليوم يعود الحجاج لكي ينعشوا حركة معبر رفح من جديد حتى ولو بشكل مؤقت".

 

وأضاف الطباع أثناء حديثه عن تكلفة الهدايا التي يجلبها الحاج بعد تأديته مناسك الحج: "قد يصل متوسط القيمة المالية للهدايا حوالي 200 دولارا، وإذا تحدثنا عن هذا العدد الكبير من الحجاج هذا العام فقد تصل التكلفة الكلية للهدايا 5 مليون دولارا تقريبا، وهذا الرقم مخصص للهدايا فقط، بعيداً عن التكلفة العامة للحج".

 

إذا فلا مجال للهروب من حقيبة الهدايا، فقد تجدون الأحفاد يتسابقون لاستقبالكم أمام بوابة المنزل، وحينها قد تتناسون التكلفة المالية قليلاً، وتشغلكم ضحكتهم. ولكن ماذا عن التكلفة الكلية لآداء مناسك الحج؟

 

3000 دينارا تكلفة الحج

 

"بدنا ميزانية لآداء مناسك الحج"، هذا ما أكدته الحاجة سوسن القاسم (50 عاماً) من مدينة رام الله، حيث أشارت أثناء حديثها لـ "الحدث " أن 2060 دينارا أردنيا تدفع كرسوم أولية لتأدية الحج، حسب قرار وزارة الأوقاف الفلسطينية، أما التكلفة الكلية للحج فقط تصل إلى حوالي 3000 دينارا أردنيا بعيداً عن شراء الهدايا".

 

وأضافت الحاجة القاسم: "وقد يضاف إلى القيمة السابقة، تكلفة التنقل عبر سيارات النقل الخاص، والتي قد تصل إلى 260 دينار، ولكن البعض قد يرغب في ركوب الباصات وهي الأوفر مالياً، وهنا يبدء الاستغلال المادي للحاج، حيث قد تصل التسعيرة الحقيقة لركوب الباص 25 ريالا، أي ما قيمته 25 شيقلا".

 

والسؤال هنا لماذا لا يتم تخصيص باص خاص بالحجاج لنقلهم فقط في أوقات الصلاة؟

 

ويذكر أن هذا العام غادر البلاد حوالي 5600 حاج من الضفة الغربية وقطاع غزة؛ لتأدية مناسك الحج، ومن ضمنهم 2000 مسافرا من قطاع غزة فقط، وقد ضم العدد أيضاً 1000 حاج، أدى مناسك الجح بناء على مكرمة مقدمة من خادم الحرمين الشريفين، وموزعين في الضفة وغزة" وهذا ما أكدته وزارة الأوقاف الفلسطينية لـ " الحدث".