الثلاثاء  15 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل تحتاج تحويلات العلاج إلى مناشدات؟

2016-09-27 04:03:24 PM
هل تحتاج تحويلات العلاج إلى مناشدات؟
مضاعفات كثيرة نتجت عن عدم تحويل الحالات التي تستدعي التحويل إلى الخارج

 

الحدث - أحمد بعلوشة

 

كثرت في الآونة الأخيرة المناشدات التي يطلقها مرضى وجرحى من قطاع غزة لتحويلهم للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية أو في الخارج، وتأتي المناشدات على شكل عرض للمشكلة التي يعاني منها المريض أو الجريح واستعراض للأحداث التي جرت معه، والحالة التي وصل إليها أخيراً بعد عجزه عن الحصول على تحويلة للعلاج خارج القطاع.

 

هناك حالات كثيرة، تواصلت "الحدث" مع بعضها، منها حالة الجريح أحمد أبو شكيان والمصاب بطلق ناري في ساقه، حيث تضاعفت حالة ساقه الصحية ووصلت إلى نقطة مسدودة، حيث لا يمكن علاج حالة أبو شكيان في مستشفيات القطاع، وقام أبو شكيان بإرسال عدد من المناشدات عبر الصحف والمواقع الاجتماعية، إلا أن أحداً لم يستجب لهذه المناشدات.

 

وفي مقابلة لـ "الحدث" مع أبو شكيان، أفاد بأن حالته الصحية في تدهور تام وأنه يأخذ كم كبير من الأدوية والمسكنات التي ستأتي بنتيجة عكسية في النهاية على جسده، وأضاف: "أرسلت مناشدات للجميع وعرضت قضيتي على عدد من الصحافيين والمسؤولين، وإلى الآن لم يحدث أي جديد في، علماً بأنني أمتلك عدداً من الوثائق والتقارير الطبية التي تثبت حاجتي إلى العلاج، وتثبت أيضاً عدم قدرة مستشفيات غزة على التعامل مع ما وصلت له ساقي".

الجريح أبو شكيان

أسامة النجار، الناطق باسم الصحة قال لمراسل "الحدث" أنَّ "أي شخص يرسل مناشدة يتم التواصل معه فوراً ونتواصل مع غزة بشأنه، حينها إما يتم علاجه داخل قطاع غزة، أو تحويله خارج القطاع إذا كانت حالته تستدعي ذلك". وأردف النجار: "ليس كل ما يكتبه الناس صحيح، فالتحقيق الطبي هو الفيصل في هذا الأمر، بإمكان أي شخص أن يرسل تقريره الطبي ومناشدته على فاكس الوزارة ويتم التعامل معه، والأصل أن أي مواطن يتم علاجه في المستشفيات الحكومية وإذا كان يحتاج تحويل، يقوم الطبيب المعالج بعمل نموذج رقم 1 ومن ثم يتم دراسته من لجنة طبية مختصة ومن ثم تحويلها لرام الله، وهنا يتم التنسيق لنقله من غزة إلى الضفة"، وأكد النجار أن الوزارة تتعامل مع الحالات وفقاً لوضع الحالة وتتابع كافة التقارير التي تصل إليها".

 

وفي ذات السياق، أرسل المواطن عادل المشوخي من غزة مناشدة إلى الرئيس والمسؤولين بتحويله إلى العلاج في الضفة الغربية، ونشر عدداً من الصور لساقه التي أصيبت مؤخراً بالتهابات شديدة، الأمر الذي لاقى تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي نظراً للانتشار الواسع للمشوخي في الفترة الأخيرة في أعقاب الأغنيات التي أصدرها ونشرها على موقع فيسبوك، والتي أثارت جدلاً كبيراً في القطاع.

 

وزير الصحة أصدر تعليماته بنقل المشوخي للعلاج في مجمع فلسطين الطبي برام الله، الأمر الذي أثار حفيظة عدد من النشطاء الذين استهجنوا أن يتم تحويل أحد الأفراد واستثناء الآخرين، رغم تضامنهم الكامل مع كافة الجرحى والمصابين، إلا أنَّ التمييز بين الناس حال دون رضى الجمهور عن ما يحدث.

الجريح المشوخي

المدون محمد الشيخ يوسف كتب على صفحته الشخصية: "الحق لا يحتاج إلى مناشدات، ومن ثم مباركة وشكر بعد تلبية المناشدة. لا شكر على حق".

 

أما الناشط إيهاب الحلو، فقال لـ "الحدث": "هناك مناشدات مستمرة من مواطنين يريدون الحصول على حقهم في العلاج، ولديهم حالات طارئة، لكن حين يجد المواطن أنه لا جدوى ولا استجابة لشكواه؛ يلجأ إلى التوسل حتى يلفت أنظار المسؤولين إليه، وكأن الشعب أصبح غير موجود وغير مرئي".

 

وتابع الحلو: "الحق فى العلاج مكفول لكل مواطن، ومن العيب أن تجعل الوزارة المواطنين يتوسلوا إليها حتى يحصلو على العلاج الذى يستحقونه. يجب على وزارة الصحة أن تراعي ظروف المواطنين، وعلاجهم من باب أنها قضية انسانية بحتة، وليس على مسمياتهم أو مدى وصولهم".

 

ليس مقبولاً أن يصبح الحقُّ أمنيةً. هناك عدد من الحالات التي تحتاج إلى العلاج بالخارج، وغالباً ما تواجه صعوبات عدة في تحويلها، بعضها يتم التعامل معها داخل البلاد رغم عدم مقدرة الطواقم الطبية على التعامل معها، وهناك مضاعفات كثيرة نتجت عن عدم تحويل الحالات التي تستدعي التحويل إلى الخارج. عدد كبير فقد جزءً من جسده نتيجة إقرار علاجهم داخل البلاد، والبعض الآخر ينتظر اليوم الذي سيحصل فيه على حقه المشروع في التطبب والعلاج.