الإثنين  06 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة "الحدث" | السعودية تدعو الرئيس عباس لإلقاء خطاب في الكنيست ونتنياهو في المجلس التشريعي

2016-09-27 05:16:29 PM
ترجمة

 

ترجمة الحدث- أحمد بعلوشة

 

نشرت صحيفة سعودية ناطقة باللغة الإنجليزية أمس الاثنين مقالا افتتاحياً دعت فيه الفلسطينيين إلى عدم التسرع في رفض دعوة نتنياهو التي وجهها إلى الرئيس أبو مازن من أجل إلقاء خطاب في الكنيست الإسرائيلي. 

 

ويأتي مقال الصحيفة ضمن ما وصفته جيروسالم بوست في تقرير لها صباح اليوم وترجمته الحدث باتجاه تبني مواقف لينة من قبل المملكة العربية السعودية تجاه إسرائيل.

 

هذا الأمر كان تحدث عنه خليل زادة سفير الولايات المتحدة الأمريكية في العراق بطريقة مفصلة عبر مقالٍ نشره في مجلة بوليتيك وترجمته "الحدث" نهاية الأسبوع الماضي.

 

وفيما يلي نص المقال الافتتاحي المترجم عن الصحيفة السعودية:

 

على الفلسطينيين أن لا يكونوا متسرعين في رفض دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس الفلسطيني محمود عباس بمخاطبة الأخير للبرلمان الإسرائيلي مقابل حضور نتنياهو لمخاطبة البرلمان الفلسطيني في رام الله. لكن إشارة نتنياهو بهذا الصدد قوبلت بالرفض من قبل الفلسطينيين باعتبارها "حيلة جديدة". هذه الدعوة تشبه دعوة رئيس الوزراء السابق ميناحيم بيجن عندما دعى الرئيس المصري آنذاك أنور السادات في 19 نوفمبر 1977، ليكون أول قائد عربي يزور إسرائيل عندما اجتمع ببيقن وتحدثا أمام الكنيست في القدس عن رؤية السادات لتطبيق سلام شامل بين العرب والإسرائيليين، بما في ذلك تطبيق كامل لقرارات الأمم المتحدة 242 و338.

 

قادت تلك الزيارة إلى توقيع اتفاقية كامب ديفيد 1978، وقد ساعد الرئيس الأمريكي حينها جيمي كارتر بتسهيل اللقاءات بين المصريين والإسرائيليين، وبعدها بعام، تم توقيع الاتفاقية في الولايات المتحدة. ولأسباب وجيهة، استحق السادات وبيقن جائزة نوبل للسلام لتوقيعهم هذه الاتفاقية.

 

وبالرغم من جميع نقاط الضعف في الاتفاقية، إلا أنها برهنت بأن المفاوضات مع إسرائيل كانت ممكنة، ويمكن صنع التقدم خلال الجهود والتواصل والتعاون المشترك. ورغم النتيجة المخيبة للآمال من توقيع اتفاقية أوسلو 1993، إلا انها كانت تطوراً هائلاً دون الرجوع لما تم وضعه في كامب ديفيد.

 

ودعوة أخرى غير مسبوقة ما بين الفلسطينيين والإسرائيلين بحاجة لذكرها، عندما زار بيل كلنتون الأراضي الفلسطينية ليكون أول رئيس أمريكي يزور فلسطين حيث خاطب المجلس الوطني الفلسطيني. في ذلك اليوم عام 1998، قبلت القيادة الفلسطينية بالتأكيد على حق إسرائيل في الوجود، وبإجماع كاسح في ذلك الوقت في المجلس الوطني،  تم حذف ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية الذي يدعو لتدمير إسرائيل. وأدى القبول الفلسطيني لحق إسرائيل في الحياة في حدود آمنة إلى عقد قمة كامب ديفيد الثانية عام 2000، والتي انتهت دون اتفاق.

 

وبالرغم من هذين المثالين عن كيف للزيارة الرسمية أن تصنع تعرجات في التاريخ وتلوي ذراعه، إلا أن الفلسطينيين رفضوا دعوة نتنياهو لعباس فوراً، والتي كانت قد تمحو القناع الذي تتصف به إسرائيل بتعنتها للتقدم أماماً في عمليات السلام في الشرق الأوسط. من الممكن أن يكون الهدف من الدعوة هو محاولة نتنياهو لعزل محاولات الأمم المتحدة لتجديد أو التدخل في عمليات السلام بين الجانبين، فمجرد اتصاله بالرئيس عباس، نتنياهو رفض جميع الخطط الممكنة والمقدمة من الأمم المتحدة لحل الصراع، مؤكداً شكاوي إسرائيل ضد الأمم المتحدة منذ فترة طويلة. ويعد قلق نتنياهو الأكبر أن الرئيس أوباما قد يسمح لمجلس الأمن الدولي بالمصادقة على الدولة الفلسطينية بنهاية العام دون الاعتراض بالفيتو الأمريكي الذي لطالما فعلت الولايات المتحدة ذلك.

رفض الفلسطينيون دعوات نتنياهو السابقة للحوار، مدعين بأن موقفه المتشدد حول جميع القضايا الأساسية يجعل الحوار مستحيلاً، وبالفعل، نتنياهو يرفض تجميد الاستيطان، ولن يزيل المستوطنات الغير قانونية، ويرفض الحوار على أساس حدود 1967، ويرفض أيضاً أي تقسيم للقدس مع الفلسطينيين.

لكن على الفلسطينيين ملاحظة ذلك مع الوقت، أن مصر وإسرائيل كانتا عدوين  لدودين لبعضهما، وخاضا ثلاثة حروب. وجاءت كامب ديفيد لتدعو لفترة انتقالية  لمدة خمس سنوات تشمل انسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية وقطاع غزة، وتشمل أيضاً بداية تشكيل حكومة فلسطينية مستقلة ونهاية للاستيطان في الضفة الغربية. وسخر الكثير من العرب من هذه الاتفاقية مدعين أنها اتفاقية ضعيفة، ولكن بعد فوات الأوان يمكن القول لو أن الفلسطينيين والإسرائيليين التزموا بالاتفاقيات السابقة لما كانا في هذا المأزق الحالي.