الخميس  09 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص" الحدث"| مرض جلدي يؤثر على دماغ الطفلة ملك من غزة ولا تحويلة طبية لها

2016-10-05 02:57:35 PM
خاص
الطفلة ملك البرديني

 

 

الحدث- ريم أبو لبن

 

"قيل بأن لديها حساسة ضد البيض، فمنعت عنه، وأطباء آخرون نصحونا بمنعها من اللعب بالرمل لإصابتها بحساسية الرمل، وحرمناها منه"، وكيف لك أن تحرم طفلة لا يتجاوز عمرها 10 سنوات من اللعب برمل البحر المستلقي على قدمي أقرانها في قطاع غزة. هكذا وصفت   المواطنة لميس عرقان لـ"الحدث" حالة الطفلة ملك محمود البرديني والتي تقطن في مدينة رفح. حيث احتار الأطباء في تشخيص حالتها المرضية، وهي تعاني منذ سنوات من تهيج جلدي، وكان سبباً في حرمانها من التعليم.

 

 

"لم تتوجه إلى المدرسة منذ عامين، ولم يتحمل أحد رائحة جسدها الناتجة عن التهيج الجلدي الذي أصابها"، هذا ما أكدته أحدى قريباتها لميس عرقان في اتصال هاتفي مع "الحدث".

 

 

وأضافت عرقان: "بدء المرض يظهر في البداية في أذن ملك، حيث كانت تخرج من أذنها مادة خضراء، ثم بدأ شعر الرأس لديها يتساقط شيئا فشيئاً، ورائحتها من الصعب تقبلها، كما أنها أحيانا تفقد الوعي للحظات معينة، وتزداد لديها ساعات النوم".

 

وفي الحديث عن مطالبة عائلة الفتاة بتحويلها لتلقي العلاج في الخارج، قالت عرقان لـ"الحدث": "من قام بتشخيص حالة الفتاة الدكتور مجدي نعيم، وهو يعمل في مجمع الشفاء الطبي، وقد قام بأخذ عينات من جسد ملك لفحصها، وبعد ظهور النتائج والتحاليل لم يقدم لنا أي معلومة عن حالتها، والمشكلة تكمن في عدم معرفة تشخيص المرض".

 

ويذكر أن مراسلة "الحدث" حاولت عدة مرات التواصل مع الدكتور مجدي نعيم، للحديث عن حالة الطفلة ملك، والسبب وراء رفض الطبيب نعيم إعطاء ملك تحويلة طبيبة للعلاج في الخارج؟ وكان الجواب لديه "عندي دوشة ارجعيلي بعدين"، وعند الرجوع باتصال هاتفي لم يجب عدة مرات.

 

وحسب ما ذكر مصدر مطلع رفض ذكر اسمه لـ "الحدث": "من الصعوبة التعامل مع الدكتور مجدي نعيم، وهو وحده فقط من يقرر ويوافق على التحويلات الطبية".

 

"الفتاة بحاجة إلى علاج ولا أحد يستجيب"، هذا ما أكدته المواطنة لميس عرقان لـ " الحدث".

 

وأضافت: "بالأمس وجهنا مناشدة لمعالجة ملك البرديني عبر موقع التواصل الاجتماعي"الفيس بوك"، وقد وجدنا ردود فعل مختلفة، وأحد موظفي وزارة الصحة بعد قراءة المنشور، تواصل مع أحد أقرباء الفتاة وهو هيثم البرديني".

 

وعند السؤال عن موقف وزارة الصحة من هذه الحالة، قالت عرقان لـ "الحدث": "وزارة الصحة أخبرت هيثم بأن يتوجه إلى مسؤول دائرة العلاج في وزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور باسم البدري، من أجل تقيم الحالة الطبية للطفلة ملك".

 

 

وفي اتصال هاتفي أجرته "الحدث" مع مسؤول دائرة العلاج في وزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور باسم البدري، أكد البدري أن وزارة الصحة قد تواصلت معه، وأنه ينتظر رؤية التقارير الطبية الخاصة بالفتاة، ومعرفة الإجراء القانوني في هذه الحالة".

 

وهنا قالت عرقان: "وزراة الصحة وعلى لسان أحد موظفيها، إن كان لديها علاج في  قطاع غزة، فلماذا تريدون تحويلها لتلقي العلاج في الخارج؟!".

 

لم تمل عائلة البرديني من الإمساك بالتقارير الطبية الخاصة بملك البرديني، والتنقل بها من طبيب لآخر في قطاع غزة، لمعرفة نوع المرض الذي أصاب ملك، ومنعها من الخروج من المنزل، والاختفاء خلف القبعة التي ترتديها دائما.

 

"من أراد تلقي العلاج في غزة عليه أن يشغل فيتامين واو"، وبحرقة شديدة قالتها قريبة الطفلة ملك، لميس عرقان. حيث لم تكن ملك وحدها من لم تحصل على العلاج المطلوب، فقد كانت هناك حكاية أخرى قد أصابت عائلة البرديني، وأثقلت كاهل القلم الصحفي.

 

ولم تتوقف عرقان عن ذكر القصص المتتالية والتي تدلل على الإهمال الطبي في قطاع غزة، وحتى العلاج هم محرمون منه، وهو أبسط حقوق الإنسان.

 

وقالت عرقان عن حادثة سابقة: "أحد أبناء عائلة البرديني كان يعاني من تغلغل السرطان في إحدى قدميه، وقد أجريت له 7 عمليات، وكل مرة كانت تزداد حالته سوءاً، وفي المرة الأخيرة أجريت العملية في مستشفى المقاصد، واكتشف أن الشباب بكلية واحدة فقط، وبالمقابل قررالشاب قطع قدمه في عيادة خاصة، وبعد مرور 4 ساعات عن موعد العملية تم إخراجه من العيادة وقد توفي بعد ذلك، أليس هذا إهمال طبي؟"

 

قد تغلق الأبواب والهواتف الرسمية في وجوه الصحفيين، وهنا تكمن الكارثة حيث يحاول البعض تكميم الأفواه، فلماذا يصعب دائما التواصل مع الجهات الرسمية والمخولة في الحديث عن القطاع الصحي في فلسطين ككل وفي قطاع غزة بشكل خاص؟

 

بعض التقارير الطبية الخاصة بالطفلة ملك البرديني :