خاص الحدث- غزة
لم تكن الحاجة فاطمة (72عامًا) من خان يونس جنوب قطاع غزة، تصدق صوت زوجة ابنها المنبعث إليها عبر الهاتف وهي تقول "لقد حصلت على تصريح للوصول إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه خلال عيد الأضحى المبارك"، دموع الشوق لرؤيا مسرى النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" غلبت ثباتها وأثلجت صدرها فابتسمت ابتسامة الرضا.
ولم تُبصر الحاجة فاطمة، وتُكنى "أم مهدي" المسجد الأقصى إلا عبر صور في وسائل الإعلام، تقول "أنها تمنت كثيرًا الصلاة في المسجد الأقصى إلا أنها لم تنلها"، وتُتابع" في منتصف الثمانينيات وعدها زوجها بأن يصطحبها لزيارة الأقصى والصلاة في رحابه، إلا أنه نكث وعده إجبارًا بعد أن داهم المرض جسده ثم توفي، تقول :"لأول مرة سأزور المسجد الأقصى، وكم كنت أتمنى زيارته محررًا ولكن الحمد لله".
ويبدو المسافرون في حالة شوقٍ كبير للوصول إلى الأقصى، منذ الرابعة فجرًا حثوا خُطاهم المتثاقلة بفعل الأمراض وهِرم الأجساد للوصول إلى "معبر بيت حانون" على أمل أن يصلوا قبل آذان الظهر فتركع جوارحهم وتسجد جباههم وتدعو ألسنتهم وتخشع قلوبهم، يقول الحاج "أبو مجدي"منذ سنوات طويلة تعود لـ1999 ونحن ننتظر هذه اللحظة، ويُتابع أخيرًا سأكحل عيني برؤية الصخرة المشرفة وموضع قدم رسول الله حين عرج إلى السماء العلى، سأرى عبر عيني وليس الصور عظمة الفن الإسلامي في عمارة المسجد الأقصى وقبة الصخرة والمصلى المرواني.
فيما يخشى بعض المسافرين من أن تُرهقهم قوات الاحتلال الإسرائيلي بإجراءاتها المتعسفة على الحواجز أثناء المرور للوصول إلى المسجد الأقصى وأكدوا لـ"الحدث" أنهم التزموا بالتعليمات التي أعلنتها لهم وزارة الشئون المدنية لضمان سهولة التفتيش.
ومنحت قوات الاحتلال الإسرائيلي تصاريح ليوم واحد فقط لنحو 1500 مواطن ممن تجاوزت أعمارهم الـ60 عامًا الذين تبلغ أعمارهم فوق الـ60 عاماً، تقضي بدخولهم إلى القدس وأداء الصلاة في المسجد الأقصى على مدار أيام عيد الأضحى المبارك، وقالت الإذاعة العبرية أن الغزيين سيسافرون إلى القدس بواقع 500 شخص على مدار ثاني وثالث ورابع عيد الأضحى، وأوضحت أن وصول الفلسطينيين من غزة للصلاة في المسجد الأقصى يأتي في إطار التسهيلات التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في أعقاب الحرب على غزة والتي استمرت لـ 51 يومًا.
وقالت وزارة الشئون المدنية الفلسطينية أن زيارة الغزيين للمسجد الأقصى لأداء الصلاة فيه، هي الأولى التي تتمت بجهود فلسطينية منذ عام 2007، وأشار إلى أن إسرائيل وافقت على منح تصاريح ليوم واحد فقط أملًا منها في تعجيز المواطنين وتقليل أعدادهم إلى أبعد حد خاصة وأنها لم تسمح إلا لمن تجاوزوا الستين عامًا.
ويأمل الغزيون أن تستمر أفواج الوصول إلى القدس للمشاركة في الرباط فيه ولو لساعات بسيطة تُمكنهم من درء مخاطر الاحتلال عنه التي لا تنفك وسائل الإعلام التنبيه لها والكشف عن حيثياتها.
.jpg)
